لقد تلقت مملكة البحرين نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله بأسى بالغ وبحزن عميق لما للفقيد الكبير من مكانة عظيمة في النفوس وما قام به من دور بارز في خدمة للعالمين العربي والإسلامي، اذ كرس جل حياته لنصرة قضايا أمته العربية والإسلامية وكان للجهود العظيمة التي بذلها في مجالات التنمية اثر واسع ليس في المملكة العربية السعودية الشقيقة فحسب بل طالت مختلف الدول والأقطار العربية والاسلامية، ولن ينسى العالم دعم الراحل الكبير ووقوفه ومساندته رحمه الله للقضايا الانسانية ونصرة الحق اينما كان.
ان مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية تربطهما علاقات أخوية وتاريخية قوية منذ عقود عدة وتجمع قادة البلدين الشقيقين علاقات راسخة الى أبعد الحدود، وانعكست هذه العلاقة على جميع المجالات فأصبح ما يجمع بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية مثالا يحتذى به في العلاقات المتميزة.
ان ما يربط بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية يتجسد بوضوح في العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط بين ملوكها وأشقائهم حكام البحرين على مر العصور ولعل جسر الملك فهد الذي افتتح سنة 1986 ويحمل اسم الفقيد الكبير دليل على هذا الترابط الواضح بين البلدين الشقيقين والذي كان للراحل أطيب الاثر في ارسائه وترسيخه على مر السنين مع أخيه أمير البلاد الراحل المغفور له صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه وقد استمرت هذه العلاقة المتميزة كذلك مع ملك البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه.
ان الدور الحيوي للمملكة العربية السعودية على جميع الاصعدة والمكانة الكبيرة التي وصلت إليها هي دائما محل اشادة وتقدير من قبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد القائد العام لقوة دفاع البحرين صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة وهناك اهتمام كبير من قبل قيادة بلدنا العزيز بترسيخ وتطوير هذه العلاقات المتميزة في جميع المجالات.
ولا شك ان الامتين العربية والاسلامية تفقد اليوم قائدا وزعيما وهب حياته وسخر وقته لخدمة قضاياها الى أقصى مدى، بعد ان أثرى العالمين العربي والإسلامي باسهاماته الجليلة وأعماله النبيلة. وفي الواقع ان المتابع لمسيرة التنمية في المملكة العربية السعودية سيظل يتذكر بكل معاني الفخر والاعتزاز ما شهده هذا البلد الشقيق من تطور وازدهار على جميع الاصعدة في عهد المغفور له بإذن الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله سواء في مجال خدمة ضيوف الرحمن والتوسعات الكبيرة والكثيرة في الاماكن المقدسة والتي سهلت على الحجاج اداء شعائرهم عبر الخدمات الجليلة المقدمة لهم.
ولم يقتصر الامر على ذلك، وإنما كان عطاؤه رحمه الله شاملا لجميع مجالات التنمية فانطلقت برامجها في المملكة الى آفاق أوسع، ستتذكرها الأجيال على مر العقود.
كما ان الدور السياسي البارز الذي قام به خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله يعتبر نموذجا للعطاء وتعزيز التضامن بين الدول العربية والإسلامية، فمثال على ذلك كان له رحمه الله دور بارز وواضح في دعم وترسيخ مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتحقيق المزيد من الانجازات في جميع الاصعدة.
ان الامة العربية والإسلامية قد فقدت بوفاة الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود قائدا وزعيما بارزا ستظل اعماله وانجازاته واضحة في التاريخ ونبراسا للعطاء السخي وسيبقى رحمه الله نموذجا للقائد الملهم والشخصية السياسية القادرة على التعامل مع جميع الظروف واللحظات التاريخية الحاسمة، داعيا الله سبحانه وتعالى ان يجعل كل هذه الاعمال الخيرة التي قام بها فقيد الأمة الكبير في ميزان حسناته، وان يسكنه فسيح جناته وان يلهم المملكة العربية السعودية الشقيقة والأمتين العربية والإسلامية الصبر والسلوان.
سائلا الله تعالى للمملكة العربية السعودية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه مزيدا من الرقي والازدهار والعزة والمنعة.
انه سميع مجيب
* وزير التربية والتعليم
إقرأ أيضا لـ "ماجد النعيمي"العدد 1061 - الإثنين 01 أغسطس 2005م الموافق 25 جمادى الآخرة 1426هـ