انجازات كثيرة لعاهل المملكة العربية السعودية المرحوم الملك فهد بن عبدالعزيز الذي قاد بلاده على مدى عدة سنوات إلى بر الأمان على رغم الحوادث التي طالت المنطقة والتي لا يمكن حصرها، ولكن هناك إنجاز لا يمكن أن يمحى من ذاكرة أهل البحرين صغيرا وكبيرا شيخا وشابا، ليس أهل البحرين فقط وإنما شعوب المنطقة كلها وهو جسر الملك فهد الذي أنهى عزلة البحرين البرية وأدى إلى تواصل يومي بين شعب البحرين وشعوب المنطقة. هذا الجسر العملاق وهو أكبر جسر من نوعه في المنطقة وتم تأسيسه في العام 1986 والذي بلغت كلفته أكثر من مليار دولار نقل علاقات البحرين مع جاراتها إلى مستويات متقدمة وسهل انتقال الناس ومرور البضائع يوميا من وإلى البحرين إلى بقية دول الخليج حتى أصبح البلدان وكأنهما مملكتان في مملكة! والملاحظ أن علاقات البلدين الوطيدة مستمرة منذ عدة سنوات ويتم حل الخلافات التي تظهر بروح الأخوة نظرا لما كان يتمتع به المرحوم الملك فهد والمسئولون في المملكة من نظرة ثاقبة إذ يتم تخطيها بكل سهولة. وأصبح الجسر بالنسبة إلى البحرين علامة بارزة ومكرمة لا يمكن أن تنسى مهما بلغ عدد السنوات وشمعة مضيئة في طريق التقدم والرخاء ويظهر ذلك جليا في عدد السيارات التي تعبره يوميا. أما المكرمة الأخرى التي لا يمكن أن ينساها المسلمون جميعا فهي بناء المسجد الكبير في قبلة المسلمين مكة المكرمة وكذلك المسجد النبوي الشريف إذ تهتز لهما مشاعر المسلمين على اختلاف جنسياتهم إذ انهى هذان المبنيان حال الاختناق البشري الذي يحدث اثناء فترة الحج، ما يدلل على إنسانية الملك فهد ومدى حرصه على السهر على راحة المسلمين على رغم الهجمات التي كانت المملكة تتعرض لها من قبل دول مغرضة وخصوصا تلك التي لا تريد أن تقوم قائمة للإسلام والمسلمين وقد يكون تلقيبه "بخادم الحرمين الشريفين" هو أفضل تكريم له في مماته بعد أن كرم في حياته. والملك عبدالله بن عبدالعزيز سيكون خير خلف لخير سلف وهو الذي كان يسير الأمور بكل أمانة في المملكة التي يتطلع إليها كل شخص باعتبارها قبلة المسلمين. كل الأمل أن تبقى المملكة واحة أمان لزوار الحرمين الشريفين في حاضره ومماته
العدد 1061 - الإثنين 01 أغسطس 2005م الموافق 25 جمادى الآخرة 1426هـ