كشف كتاب صدر في "إسرائيل" بداية هذا الشهر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحق رابين اقترح في ابريل/ نيسان العام 1956 استغلال نشوب حرب ضد الأردن لطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية.
وقالت صحيفة "هآرتس" يوم الجمعة 1 يوليو/ تموز الجاري إن كتاب "يتسحاق رابين، رئيس حكومة "إسرائيل"، وثائق مختارة من حياته" الصادر عن دائرة المحفوظات الإسرائيلية يتضمن ما يزيد عن 200 وثيقة تتعلق بالسنوات الـ 45 الأولى من حياة رابين، حتى انهاء مهماته كرئيس لأركان الجيش الإسرائيلي بعد حرب يونيو/ حزيران .1967
وجاء في إحدى الوثائق أن رابين اقترح بصفته لواء في قيادة أركان الجيش الإسرائيلي في ابريل العام 1956 على رئيس وزراء "إسرائيل" ووزير الدفاع في ذلك الحين ديفيد بن غوريون خوض حرب ضد الاردن بهدف طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية.
وقال رابين حينها "أعتقد أنه يمكن ابعاد غالبيتهم ولو كان عددهم أقل لكان الأمر اسهل، ولكن هذه المشكلة "طرد فلسطينيي الضفة" قابلة للحل من الناحية المبدئية لن تكون هذه خطوة إنسانية، ولكن الحرب عموما ليست أمرا إنسانيا" وبعد مرور 11 عاما سنحت لرابين الذي أصبح رئيس أركان في العام 1967 فرصة تنفيذ اقتراحه. وقال رابين في استعراض للوضع أمام لجنة الوزراء لشئون الأمن عما يحدث في الضفة الغربية "لقد أوجدنا إمكانا أمام الفلسطينيين للسماح لمن يريد الهروب أن يفعل ذلك من أجل الا نواجه قتالا عنيفا ولم نرغب في تفجير جسر النبي "بين ضفتي نهر الأردن" من أجل تمكينهم من الهرب ولقد أبلغوني أن هناك هروبا ويعيش في الضفة الغربية قرابة مليون عربي ولنفترض أنه سيهرب 100 ألف، ولكن لا يوجد نزوح شامل".
من جهة أخرى، تفيد وثائق الكتاب أن رابين كان مستعدا في ديسمبر/ كانون الأول 1967 لدراسة إمكان قيام دولة فلسطينية. وقال رابين لرئيس الوزراء في ذلك الوقت ليفي اشكول إن الفكرة المطروحة بخصوص إقامة دولة فلسطينية تنطوي على أفضلية إضافية وهي حيز المناورة الوحيد الذي نملكه.
وأوضح رابين في وقت لاحق أنه لا يؤيد ضما شاملا للأراضي الفلسطينية إلى "إسرائيل" وأنه بين الإمكانات باعادة الضفة إلى ملك الأردن حسين بشروط معينة تتعلق بضمان الأمن أو باقامة دولة فلسطينية فانني أعتقد أنه لا توجد جهة يمكننا إعادتها "أي الضفة" إليها.
من جهة أخرى، عارض رابين بعد حرب العام 1967 إعادة هضبة الجولان إلى سورية أو شبه جزيرة سيناء إلى مصر حتى لو كان ذلك مقابل اتفاق سلام وأنه في إحدى الاجتماعات الأخيرة لقيادة أركان الجيش الإسرائيلي برئاسة رابين قال رئيس وزراء "إسرائيل" الحالي ارييل شارون وغيره من قادة الجيش إن السيطرة الكاملة على جميع المناطق يمكنها أن تضمن الأمن.
وقال شارون في الجلسة ذاتها إن ابقاء المناطق المحتلة بانتظار اتفاق يعني أننا نفرض على أنفسنا كارثة، ورد رابين أنه يعارض أي حل مرحلي وتنازلات من أي نوع من دون أن يكون مقابلها اتفاق سلام، وعلى رغم ذلك اردف رابين "أعتقد أن إضافة مليون مواطن عربي إسرائيلي ينطوي على كارثة بالنسبة إلى دولة "إسرائيل" لا تقل عن إجراء تغييرات على الحدود ولا أعتقد أنه يمكن إقامة دولة "إسرائيل" فيها مليون مواطن يعيشون في درجة متدنية ليس في وضع مؤقت وليس في منطقة محتلة إلى حين التوصل لحل سياسي وإنما ضم شبيه بجنوب إفريقيا في إشارة إلى نظام الفصل العنصري".
وتعكس أقوال رابين خلال مداولات قيادة الأركان ومن خلال أحاديث مع القيادة السياسية الإسرائيلية العليا وخصوصا خلال ثماني سنوات تنقل فيها بين مناصب عسكرية رفيعة كرئيس لشعبة الاستخبارات ونائب لرئيس الأركان ورئيس للأركان سعي رابين بشكل تدريجي باتجاه صدام عسكري مع سورية من أجل ارغام النظام في دمشق على التوقف عن دعمه للهجمات التي كان ينفذها الفدائيون الفلسطينيون في "إسرائيل".
ويشير الكتاب أيضا إلى تقويمات رابين الخاطئة بخصوص إمكان ردع النظام السوري أو إسقاطه وعدم تمكن السوريين من تجنيد مصر إلى جانبهم ضد "إسرائيل".
ويقتبس الكتاب من محاضرة ألقاها رابين في يناير/ كانون الثاني العام 1964 أمام ضباط الجيش الإسرائيلي، قال فيها إن الجيش يمكنه تطوير احتمالات التوصل إلى سلام مع العرب من خلال الاستعداد للحرب وتعاظم وزيادة قوته
العدد 1046 - الأحد 17 يوليو 2005م الموافق 10 جمادى الآخرة 1426هـ