يتوقع وعلى وجه السرعة وفي أقرب وقت ممكن أن تعود أجواء هجمات سبتمبر/ أيلول مجددا على الساحة الدولية، فمن اعتقالات ومراقبة مكثفة تخضع ربما في المستقبل القريب وليس هو بالبعيد، عن وقوع حال انتهاكات ضد حرية الجاليات المسلمة العربية وآخرها الحملات العنصرية الدينية التي استهدفتهم حينما تعرضت فتاة شابة متحجبة على أيدي جماعة متطرفة لا تدرك حقيقة الأمور المبهمة، فأصبحت الصورة النمطية السائدة هي اقتران صفة الإرهاب بكل مسلم عربي، لجأ إلى الديار الغربية لطلب العلم والتزود به أو إيجاد فرص عمل عوضا عن البطالة والنقص والحرمان التي استفحلت في ربوع أوطانه فما كان من ذلك المغترب سوى اللجوء إلى أحضان الغرب والخروج. .. لتحقيق طموحه، ولكن حيثيات التحقيق في هجمات لندن أظهرت علاقة ثلاثة ذوي أصول باكستانية بالتفجيرات وهؤلاء نموذج وصورة حية تعكس وضع الجاليات الآسيوية خصوصا وفقا لما أصدره نحو عشرين شخصية تمثل مختلف القيادات من الجاليات الإسلامية في بريطانيا بيانا طالبوا فيه باتخاذ إجراءات لمواجهة مشكلات البطالة والانعزال الاجتماعي والفساد الاقتصادي والعنصرية وكراهية الإسلام وهي المشكلات التي قد تدفع الشباب البريطاني المسلم إلى الغضب والقيام بتصرفات يائسة، في وقت أدانوا فيه بشدة حوادث التفجيرات، ودعوا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة القضايا والأسباب التي تدفع الشباب المسلم نحو التطرف. وأكد البيان أن الإسلام لا يجيز تلك التفجيرات ولا يجب اعتبار مرتكبيها شهداء.
التفجيرات أثرت بشكل بليغ على تعزيز وتفعيل مفهوم استراتيجية قانون الأمن الوطني الذي طالما حوصر بانتقادات قاسية من قبل نشطاء حقوق إنسان وجمعيات حقوقية أخرى بأنه يهدف إلى تقييد الحريات وانتهاك حرمات المواطنين، ولكن منفذ التفجيرات عزز نظرية بوش الذي أكدها على رغم مرور خمس سنوات من انتهاء القانون، ولكن بعودة لندن وأصداء تفجيراتها تعود دائرة قوانين كبح الإرهاب الدولية مجددا لتسمع أصداءها القاصي والداني... ولكن بنمط أكثر بيروقراطية تطال يده الحريات الدينية أبرزه الإسلام
العدد 1046 - الأحد 17 يوليو 2005م الموافق 10 جمادى الآخرة 1426هـ