كشفت دراسة أجريت أخيرا أن 33 حالة طلاق يومية تقع في المملكة العربية السعودية، مبينة ارتفاع نسبة الطلاق عن الأعوام الماضية بمقدار 20 في المئة، وان 65 في المئة من الزيجات عن طريق الخاطبة تنتهي بالطلاق. وضع كهذا يتطلب بلا شك إعداد دراسة أشمل يتم من خلالها بحث الأسباب الحقيقية للطلاق ووضع حلول جدية تحد منه، تفاديا لما ينجم عنه من مساوئ ونتائج غير محمودة العواقب، لاسيما فيما يتعلق بوضع الأبناء بعد انفصال الوالدين. وعلى رغم خطورة تفشي هذه الظاهرة، إلا أنها أحيانا تكون وسيلة لإنهاء حياة زوجية سقيمة لا مجال للإصلاح فيها، وحينها يكون الطلاق أشرف وأهون من الاستمرار في أجواء ملوثة، ولا جدوى منها ولو استقامت في بعض المناحي.
وبينت الدراسة السعودية أن من أسباب الطلاق: الجهل بمفاهيم الزواج، اختلاف المستوى التعليمي بين الزوجين، والتأثر بالقنوات الفضائية. وفي هذا الصدد يمكن الإشارة الى أن الطلاق قد ينجم عن حب لم يقدره أحد الزوجين، ما أدى لزلزلة الثقة بينهما، فاختار درب الطلاق، أو عن ضغوط تمارس من هنا وهناك لتنغص الحياة الزوجية، وعموما فان بعض حالات الطلاق تحمل في طياتها خيرا وصلاحا من الله. أذكر خطابا لحادثة طلاق مؤثرة طلق فيها الزوج زوجته مضطرا وباكيا بحرقة، قال فيه: "حبيبتي... عشت معك نحو ثلاث سنوات...كنت ولازلت أعشقك... ولكنني اليوم اخترت أن أطلقك، ولولا أن أبغض الحلال عند الله الطلاق، لطلقتك ربما منذ زمن، حينما أدركت انك قد لا تستحقين كل هذا الحب وقد تنكرينه يوما، ولكنه الإخلاص، اخترت الطلاق، بعد أن سلكت سبلا ظاهرة وباطنة لمضايقتي وصرت تبثين الغازات السامة في أرجاء المنزل لخنقي، وكنت أصبر لأنني لا زلت أحبك وأعتقد أنك أفضل النساء، وبعد أن أصبحت حياتنا المنغصة حديث الحي والجيران. كان حبي لك أعمى... أنساني نفسي ومناحي كثيرة في حياتي، ولكنني اليوم صحوت من كابوسك المر بوجه آخر كاره للظلم، مستنكر للأقوال التي تكذبها الأفعال في كل مرة، وأسف على حال من يعتلي فيك قمة الجبل ويرمي بالحجارة كل من يحسبه "شيطانا"، كما يرمي حجاج بيت الله جمراتهم على الشيطان... وقررت الابتعاد عنك، أبتعد في الوقت الذي أتقدم لك بجزيل الشكر لأنك نبهتني إلى ما قد لا أنتبه له، إذ كدت أتيه في ثنايا حضنك إلى أن بعتني... حبيبتي، سأخسرك وستخسريني، ولكن "العصمة" كانت بيدك"
العدد 1045 - السبت 16 يوليو 2005م الموافق 09 جمادى الآخرة 1426هـ