للمرة الثانية أكتب عن زيارات وزير العمل التي جاءت بأوامر ملكية للاطلاع على أوضاع القرى والوقوف على مطالبها، إلا أن معظم هذه الزيارات تكون محصورة بين شخصيات القرية ومسئولي الوزارة ويغيب عنها العاطلون، لا أدري لماذا؟! ربما يكون الخلل في الإعلان عن الزيارة أو احتكارها على كبار رجالات المناطق، إلا أن الوزير في زيارته الأخيرة أشار إلى هذه النقطة عندما قال "لا أريد أن يتحول اللقاء إلى ندوة للحوار وتبادل الآراء، أريد أن أسمع من العاطلين شكاواهم".
من يتصور أن قرية كالدراز يعج فيها العاطلون وتعتبر من القرى المنسية لا يحضر اللقاء من عاطليها سوى عدد قليل جدا يعدون على أصابع اليد، ولم يعرض أي منهم مشكلته على الوزير... لماذا؟ لا اعتقد أن الوزير يسعى من خلال زياراته إلى الدخول في حوار بشأن البطالة والعاطلين وقضايا التخليص ومشكلات التجار مع الوزارة، بقدر ما هو محتاج إلى سماع العاطلين وجمع قوائم الباحثين عن العمل. ولا اعتقد أن هناك من يستطيع أن يلومه لإخفاقه في حل المشكلة، إذا كان أصحاب المشكلة غير متعاونين ولا يرغبون في عرض مشكلاتهم بالذهاب إلى الوزارة والتسجيل أو حتى بالجلوس مع الوزير خلال زياراته.
مشكلتنا كشارع أننا لا نتحمل أن يخطئنا البعض ونرغب أن نكون دائما مظلومين، وأن تكون الحكومة دائما هي الظالمة، حتى وإن كان الخطأ منا، كيف يمكن أن نحمل الحكومة حل مشكلة البطالة إذا كانت لا تراها موجودة، فالوزير أينما يذهب لا يجد عاطلين وهذه حقيقة عشتها معه في جميع زياراته. وكنت أتوقع أن أرى تجمعات يضج فيها العاطلون: أين حل الوزير؟ إلا أنني رأيت تجمعات تضج فيها كبار الشخصيات في المناطق لـ "الفشخره" بسؤال الوزير أو إحراجه بموقف أو غيره، ولكن لا مكان للعاطلين ولا عاطلين
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1045 - السبت 16 يوليو 2005م الموافق 09 جمادى الآخرة 1426هـ