وجود وزيرين مؤهلين على رأس وزارة الخارجية البحرينية، أحدهما مؤهل أكاديميا، والآخر مؤهل بالخبرة الطويلة في الدبلوماسية ويعد من أقدم وزراء الخارجية في العالم وأكثرهم خبرة في مجال العلاقات بين الدول. وجود الوزيرين من المفترض أن يسهل وييسر من إنجاز المهمة الملقاة على كاهل الحكومة البحرينية من أجل الإفراج عن المعتقلين في غوانتنامو، إذ مازالت القائمة البحرينية في غوانتنامو كما هي منذ قرابة الثلاثة أعوام تضم ستة أشخاص هم: جمعة الدوسري، عادل كمال، الشيخ سلمان آل خليفة، عيسى المرباطي، صلاح البلوشي وعبدالله النعيمي.
إن جلالة الملك - حفظه الله - أصدر أوامره كما هو نص الدستور البحريني في المادة "33" الفقرة "ب": "يمارس الملك سلطاته مباشرة وبواسطة وزرائه، ولديه يسأل الوزراء متضامنين عن السياسة العامة للحكومة، ويسأل كل وزير عن أعمال وزارته". وهذه الأوامر قد تكون صريحة أو ضمنية، خاصة بحال معينة أو عامة للحالات المماثلة، وبما أن مهمة الدولة حماية مواطنيها في الداخل والخارج، فإننا وإزاء تصريح جلالته بأن أغلى ما نملك هو شعب البحرين، ندعو الوزراء جميعا والمسئولين على مختلف المستويات العمل على سرعة القيام باتخاذ التدابير اللازمة من أجل الإفراج عن المعتقلين البحرينيين في غوانتنامو، وتنفيذ الأوامر الملكية والرغبات النيابية والمطالبات الشعبية في شأن الإفراج عنهم.
إن بعض الدول والتي لا تمتلك إلا وزيرا واحدا استطاعت من خلال مساعيها الدبلوماسية الإفراج عن مواطنيها المحتجزين في غوانتنامو، والبحرين وعلى رغم وجود وزيرين بمثل تلك المؤهلات على رأس الخارجية، لا تقوم الوزارة بما ينبغي من تدابير للدفاع عن المحتجزين البحرينيين! إن هذا الأمر يدعو للعجب.
سمو رئيس الوزراء الموقر قال: "لا أعز من بلدنا إلا شعبه" وممثلو الشعب "أصحاب السعادة النواب" أبلغوا الوزير محمد عبدالغفار بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للدفاع عن المعتقلين، والمجتمع المدني استضاف عددا من الحقوقيين والمحامين، وهناك لجان تعمل من أجل الإفراج عنهم، ومع ذلك فإن وزارة الخارجية "تستكثر" دفع كلف الدفاع أو تمويل حملة إعلامية للضغط على الإدارة الأميركية.
إن قضية المعتقلين البحرينيين هي قضية الوطن، فالمواطنون الستة لديهم أبناء وآباء وأمهات يعانون في قطع الليل المظلمة على فقد أبنائهم أو آبائهم، وينتظرون بالنهار خبر الإفراج عنهم.
في الدول المتقدمة يتم الدفاع عن حقوق الحيوان، فضلا عن الإنسان، وبريجيت باردو داعية الرفق بالحيوان، أقامت الدنيا ولم تقعدها لمجرد استخدام فرو الثعالب والذئاب لصنع ملابس لوقاية الإنسان من برودة الشتاء. وفي الدول العربية، يتم الاستخفاف بحياة الإنسان لأقصى حد، وإذا ما كتب أو تحدث عن حقوق الإنسان تم اتهامه بدغدغة المشاعر!
فعلا نحن بحاجة إلى قوة حجة بريجيت باردو وشجاعتها في دفاعها عن الحيوان، وعلى المسئولين العرب أخذ العبرة منها في دفاعها عن الحيوان من أجل دفاعهم عن الإنسان العربي، فهل هذا الأمر صعب المنال؟!
في الدول المتقدمة، إذا فشل مسئول في وضع حلول مناسبة لقضية ما عرض استقالته على طاولة مجلس الوزراء، أما في الدول العربية فإنه من النادر جدا أن يستقيل أي مسئول إذا فشل أو أخفق في وضع حل عادل لأية قضية من القضايا الوطنية. وعلى أية حال، فإننا لا نطالب بذلك ولكنا نطالب بالعمل "الجاد" و"الواضح والملموس" من أجل الإفراج عن المعتقلين البحرينيين، فهؤلاء أبناء الوطن أولا وأخيرا
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1039 - الأحد 10 يوليو 2005م الموافق 03 جمادى الآخرة 1426هـ