ونحن نتنقل بين محطات تلفزيون العالم لنتابع وقائع حفل اختيار المدينة التي ستحظى بشرف تنظم دورة الألعاب الأولمبية "30" التي ستقام العام 2012 شدني الحديث الذي أجرته قناة "الجزيرة الرياضية" مع أحد المهتمين بالحركة الأولمبية حينما ذكر في سياق حديثه أن الإنجازات الأولمبية وحياة الأبطال الأولمبيين بدأت تدرس باعتبارها مادة علمية في المعاهد والجامعات مثلهم مثل الأبطال العسكريين أو العلماء المخترعين، مستدلا في حديثه على التنافس المحموم بين الدول الكبرى الخمس التي تنافست على شرف استضافة أولمبياد 2012 وهي: أميركا، إنجلترا، روسيا، فرنسا وإسبانيا، لدرجة أن الرئيس الفرنسي شيراك علق على اختيار مدينة باريس لتنظيم الأولمبياد أهمية قصوى في إنجاح حملته الرئاسية المقبلة للانتخابات، ولم يثن رئيس وزراء إنجلترا بلير بأن يتوجه إلى سنغافورة ويجتمع مع أكثر من 30 شخصية رياضية في اليوم الواحد ليشحد أصواتهم لعملية الاقتراع لأن الأولمبياد ستوفر إلى الإنجليز 30 ألف فرصة عمل.
بهذا المنطق تتعامل شعوب العالم مع الرياضة وتجد فيها أبرز صناعات العصر الحديث، فهي لم تعد هواية وممارسة رياضية، بل صناعة متكاملة توفر فرص عمل لعشرات المدربين واللاعبين والإداريين الذين يعملون في المنشآت والمختبرات وصناعة الأدوات الرياضية والإعلام والإعلان الرياضي.
ولكننا - للأسف - في عالمنا العربي مازال ينظر البعض بنظرة متأخرة إلى مفهوم "الرياضة صناعة"، ومازال البعض يجد أنها مجرد وسيلة للقضاء على وقت الفراغ، وهذا المفهوم الخاطئ انعكس على تقديم الملف المصري لكأس العالم حينما ذكر أحد الأشخاص المسئولين عن الملف "إنني أمثل مصر الإهرامات ولا يجب أن أستجدي عطف الدول من أجل الحصول على أصواتهم!"، وفي هذا تناقض فاضح مع الدور الذي لعبه رئيس الوزراء بلير في سنغافورة!
عموما، بين تلك الصورة الرائعة التي قدمتها الدول المتنافسة على استضافة أولمبياد 2012 والواقع العربي المر لمفهوم الرياضة برز أكثر من وجه عربي كان لهم دور مؤثر في اختيار الدول المنظمة للأولمبياد وهم أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية، ولكن كان أبرزهم على الإطلاق وجه البطلة الأولمبية السابقة وعضو اللجنة الأولمبية الدولي الحالية المغربية نوال المتوكل التي تم تكليفها لرئاسة لجنة التفتيش والتقييم التي قامت بزيارة المدن المرشحة ودرست ملف كل مدينة واجتمعت مع زعماء وقادة أبرز دول العالم، وقدمت توصياتها وتقريرها إلى اللجنة الأولمبية الدولية لاختيار المدينة التي ستحتضن أولمبياد .201
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1037 - الجمعة 08 يوليو 2005م الموافق 01 جمادى الآخرة 1426هـ