العدد 1030 - الجمعة 01 يوليو 2005م الموافق 24 جمادى الأولى 1426هـ

تحديات...!

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

واجهت المرأة العربية على مدى القرن الماضي تحديات كبرى شكلت عقبات في مسيرة نضالها الطويل لنيل حقوقها المشروعة على غرار الرجل كونها تشكل جزءا لا يتجزء من حقوق الإنسان.

فمن بين هذه التحديات... حق المرأة في التعليم، إذ إنها عاشت فترة طويلة محرومة من هذا الحق ففرضت عليها صور الامية واقنعة الجهل بمختلف اشكالها وأنواعها حتى جاء الزمن الذي قادها لتفيق من سباتها الطويل لتطالب بحقها المشروع في التعليم غير أنها واجهت نخبا دينية وقطاعات مجتمعية وقفت في طريقها بحجة ان التعليم يفسد المرأة، فكان هذا احد التحديات التي تبدل حالها اليوم على رغم ان البعض مازال يتحفظ على خروج المرأة لتلقي العلم في المدارس والجامعات... وهي مسألة لم تتجاوزها جميع الدول العربية على رغم التطور والتنافس الحاصل بين المرأة والرجل في مجال تلقي العلم بصورة كاملة اذ انه حتى في البحرين نجد بعض العوائل - وهي فئة قليلة جدا - تمنع بناتها من تلقي العلم في المدارس وتجيزه داخل حيز البيت فقط نظرا إلى ان أعرافها لا تسمح بذلك!

بينما التحدي الآخر الذي واجهته المرأة من بعد التعليم كان متمثلا في حقها في العمل كعنصر فعال في المجتمع خصوصا بعد ان ظلت حبيسة بيتها لزمن طويل وضحية قوى تجد في خروجها للعمل مفاسد وسلبيات... وعلى رغم ان هذه العقلية قد تجاوزتها شعوب المنطقة العربية فإنها بدأت ترجع في ظل تفاقم موجة التشدد والتعصب في السنوات الاخيرة واثرت أيضا على طموحات النساء والفتيات عامة في كيفية اختيار مهن المستقبل.

اما التحدي الأخير فيتمثل في سعي المرأة للحصول على حقها السياسي في المشاركة السياسية العامة - تصويتا وانتخابا - وتقلد مناصب قيادية في ظل تصورات موروثة تجد ان العمل السياسي مقصور على الرجل وحده وان المرأة لا تنفع في هذا الدور بتاتا.

الملاحظ على هذه المسيرة الطويلة ان المرأة العربية استطاعت ان تواجه كل هذ التحديات وتحقق الكثير من النجاحات... إذ لايزال على الساحة بعد قرن من الزمان نفر قليل يقف ضد تعليم أو عمل المرأة والدليل على ذلك النماذج التي تثري ساحتنا العربية اليوم حتى وان كانت تختلف من دولة عربية الى لأخرى.

ومع ذلك فان المكتسبات التي حصدتها العربية عموما والبحرينية خصوصا لنيل حقوقها مازالت تواجه معارضة مجتمعية من بعض الفئات الرافضة لحقوق المرأة تحت حجج وسلطات دينية ولكن دعم القيادات السياسية من جهة ومؤازرة القوى المستنيرة من جهة اخرى ذللت تلك المعارضة وغيرت من قناعاتها الرافضة على رغم انها بدأت تقوى وتظهر في السنوات الاخيرة على الساحة لكن بأساليب جديدة وصور مختلفة سعيا لاخفاق نضال المرأة الطويل مع مطالبها الحقوقية... ونأمل من بعد هذا التاريخ الطويل ان تكون البحرينية على قدر من الوعي لتواجه موجة العودة الى الوراء

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1030 - الجمعة 01 يوليو 2005م الموافق 24 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً