لم ينجح الرئيس الأميركي جورج بوش كما يبدو - عبر خطابه الذي ألقاه فجر أمس أمام مجموعة من العسكريين في قاعدة فورت براغ بولاية نورث كارولاينا في الذكرى السنوية الاولى لنقل السلطة الى الحكومة العراقية - في إقناع شعبه بمبررات استمرار وجود القوات الأميركية في العراق، فالخطاب لم يحظ سوى بتصفيق الجنود مرتين فقط ما يعكس عدم قبولهم له كما ان الصحافة الأميركية واصلت انتقاداتها ضده.

الخطاب يحمل في مضمونه أن إدارة بوش مصممة على مواصلة سياستها الراهنة في العراق غير عابئة بمن يموت من الجنود الأميركيين وغير الأميركيين مادام ذلك سيحقق لهم في النهاية السيطرة على منطقة مهمة في الشرق الأوسط وقد يتيح لهم بقاءهم هناك والتحرك مستقبلا ضد مناطق أخرى تعدها واشنطن أنها لا تقل خطورة عن نظام صدام السابق. والأخطر في الأمر أن بوش لا يهتم بأرواح المدنيين العراقيين التي تزهق كل يوم وإنما يهدف حسبما قال في خطابه مواصلة "الحرب على الأرهاب الذي ضرب نيويورك وواشنطن". فليدمر العراق والعراقيون ولتبقى أميركا آمنة مستقرة ولتنعم بخيرات الشعوب التى تسحقها بالقوة العسكرية.

ومن جانبها، علقت صحيفة "نيويورك تايمز" على الخطاب قائلة "إن الرئيس بوش أضاع فرصة للتحدث بأمانة بشأن العراق، وما كان يجب أن يربط الحرب هناك وحوادث 11 سبتمبر/ أيلول". وأضافت "اننا لم نتوقع من بوش الاعتذار عن المعلومات المضللة التي دفعتنا إلى حرب وإلى أخطاء كارثية، ولكننا أملنا أن يقاوم إغراء رفع علم 11 سبتمبر الملطخ بالدماء لتبرير الحرب على بلد لم يكن له علاقة بالارهاب فالشعب لم يعد يرد هذا التبرير".

وأكدت "نيويورك تايمز" أن استعادة ثقة الشعب الأميركي لإنهاء مهمة العراق يستلزم الصراحة والشفافية في مخاطبته. فهل يعقل الرئيس الأميركي الدرس؟