العدد 1026 - الإثنين 27 يونيو 2005م الموافق 20 جمادى الأولى 1426هـ

السيستاني وبعد...

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

انتقاد علماء الدين سياسيا ليس من المحظورات أبدا، فالرأي السياسي ليس تخصصا يتفرد به علماء الدين وليس حكرا عليهم، بل إن العمل السياسي وجبة عامة يأكل منها الجميع، لذلك يجوز انتقاد خطوة سياسية يخطوها عالم الدين، فضلا عن مناقشة تلك الخطوة، إلا أنه على رغم ذلك كله فإن عالم الدين يبقى محترما، وله تقدير خاص لا يمكن النيل منه بطريقة تجعله محط استهزاء أو استخفاف.

في كل المجتمعات الإنسانية المتقدمة منها أو المتخلفة تولي عالم الدين احتراما خاصا، وتعتبر النيل منه نيلا من الدين أو العقيدة التي ينتمي إليها ذلك العالم، وهذه الثقافة سائدة وضاربة بجذورها في عمق المجتمعات ولا تحتاج إلى تبيان وتوضيح حتى يفهم البعض كيف أن عالم الدين منطقة تحظر فيها الإهانات أو التعبيرات الرخيصة، التي لم يعتد عليها المجتمع البحريني وخصوصا إذا بقي هذا المجتمع طوال عقود من الزمن موطنا للعلم والعلماء، وكان العالم في هذا الوطن مقدرا أي تقدير، ومحترما أي احترام، وهذا السبب الذي جعل من جزيرة أوال عاصمة للعلوم الدينية في تاريخها الملون ببصمات جهابذة العلماء.

ما سبق قوله عن حال هذا البلد الطيب ليس بدعا أو زيفا، بل حقيقة تسجلها السماحة المشعة على جباه أبناء هذا الوطن من الطائفتين الكريمتين، فلا العالم السني يستنقص من شأن العالم الشيعي، ولا العكس، فعلماء الطائفتين ضربوا أمثلة رائعة على احترام كل منهما الآخر.

المرجعية عند المذهب الجعفري لا تحتاج إلى مزيد من التوضيح في هذا البلد، فهي باختصار "امتداد للإمامة" التي هي أصل من أصول الاعتقاد في هذا المذهب، لذلك فإن الجميع يفهم جيدا أي جرح يمكن أن يسببه التعدي، والتجاسر على مرجع ديني يرجع إليه الآلاف من أبناء هذا البلد، وكنت أظن بأن النيل من المرجع السيستاني سيكون الفصل الأخير من هذه المسرحية الهزيلة التي تستهدف المراجع العظام، إلا أن ظني لم يكن في محله

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 1026 - الإثنين 27 يونيو 2005م الموافق 20 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً