أطلقت فعاليات صيف البحرين للموسم السياحي لهذا العام، وربما التحدي الأكبر أمام السياحة البحرينية هو جذب السائحين المحليين بالدرجة الأولى أكثر من استهداف السائحين من الدول الأخرى خصوصا الأجنبية، إذ إن الكثير من العائلات البحرينية تسافر للخارج لأغراض مختلفة منها دينية، علاجية، زيارة وترفيهية، ولعل السفر بهدف الترفيه يكون المحفز الأكبر للسفر في مختلف أرجاء العالم.
وسيكون من المفيد حقا البحث بسرعة عن طرق أكثر جدوى في جذب المواطن البحريني للسياحة داخل بلاده خصوصا للباحثين عن الاستجمام والترفيه، صحيح أن البحرين لا تمتلك تلك الأجواء الأوربية الساحرة والمناخ المعتدل، لكنها تستطيع أن تقدم الكثير، على الأقل لإبقاء مواطنيها فيها مستفيدة من انعدام الحاجة إلى تذاكر السفر التي تلتهب أسعارها في موسم الإجازة الصيفية.
وتستطيع السياحة البحرينية الاستفادة من الكثير من المعالم الحضارية والثقافية لإقامة المهرجانات والاحتفالات مثل متحف البحرين الوطني، قرية التراث، بيت القرآن، بيت الجسرة، القلاع الأثرية وحتى حلبة البحرين لسباقات السيارات. ولا شك بأن القائمين على السياحة يمتلكون الأفكار التي تطور من الوضع السياحي الوطني وربما يحتاجون لدعم أكبر من جهات الدولة لبلورة هذه الأفكار على ارض الواقع.
ومن المهم ألا يغفل المسئولون عن السياحة في البحرين أهمية الإعلان والإعلام في ترويج السياحية في المملكة ولو بشكل متواضع على المتسوى المحلي بين المواطنين، الذين ربما تراجعت ثقتهم بمستوى السياحة المحلية نظرا إلى عدد من التجارب السياحية السابقة التي لم تنل حظا وافرا من النجاح، وربما استطعنا تلافي أخطاء الماضي والتقدم خطوات لتطوير السياحة الوطنية، لكن ذلك يحتاج إلى مزيد من إعادة النظر والتخطيط المبني على أسس علمية سليمة والاستجابة بصورة أكبر للشريحة الأكبر من المجتمع البحريني الذي سيكون السائح الأول وربما الأكثر إنفاقا لو تسنى له نيل الترفيه الذي ينشده في الخارج في وطنه من دون مغادرته
إقرأ أيضا لـ "علي الفردان"العدد 1025 - الأحد 26 يونيو 2005م الموافق 19 جمادى الأولى 1426هـ