استوقفني خلال الأسبوع الماضي موقفان إيجابيان في إطار التوجه نحو مزيد من التقارب بين التيارين العريقين في الوطن العربي وهما التيار القومي العروبي والتيار الإسلامي.

أما الموقف الأول فهو ما نشر على لسان النائب الثاني لرئيس مجلس النواب رئيس جمعية الأصالة عادل المعاودة في مجلس النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالهادي المرهون، عندما قال "إننا نراجع موقفنا من الناصرية، إذ يعود الفضل لعبدالناصر في نشر الفكر والثقافة الإسلامية إلى العالم عن طريق المقرئين والوعاظ الذين كان يرسلهم إلى دول العالم في شهر رمضان من كل عام".

أما الموقف الآخر فهو ما كتبه عبدالرحمن فلاح في أحد أعمدته بصحيفة "أخبار الخليج" أن فهمهم للقومية كان خاطئا من خلال محاولة أعداء العروبة والإسلام إلباس ثوب العلمانية للقومية العربية وهي منها براء. هذان الموقفان اللذان صدرا عن بعض القيادات الإسلامية في البحرين يعتبران خطوة على الطريق الصحيح في سبيل إعادة اللحمة الحقيقية بين العروبة والإسلام باعتبار أن العرب هم مادة الإسلام ويأتي الموقف من عبدالناصر والفكر الناصري في هذه الفترة التاريخية من تاريخ الأمة التي يحاول فيها الاستعمار والامبريالية العالمية مسح هذه الأمة وتجريدها من أهم مكونين أساسيين لوجودها وهي هويتها القومية وعقيدتها الإسلامية السمحاء، ليتم إعادة الاعتبار لهذا القائد الخالد الذي تم اختياره ضمن أعظم 100 شخصية عالمية خلال القرن الماضي، ولنضيف حقيقة قد تكون خافية... أن عبدالناصر قد خلق غالبية القيادات الإسلامية التي نراها الآن في الدول الإسلامية مثل علي عزت بيغوفيتش في البوسنة والهرسك وغيره كثير عندما فتح الباب لهم للتعليم بجامعة الأزهر وبنى مدينة البحوث الإسلامية التي استقطبت جميع الطلبة من الدول الإسلامية ليعودوا فيما بعد قيادات في دولهم ومجتمعاتهم.

إن هاتين المبادرتين تصبان في الاتجاه الصحيح في سبيل مزيد من التقارب والتلاحم بين تياري الأمة الأساسيين، ولقد أدرك القوميون هذه الحقيقة فعادوا إلى تأسيس المؤتمر القومي الإسلامي الذي خرج من عباءة المؤتمر القومي العربي الذي أنشئ في بداية العام 1988م ردا على الهجمة الاستعمارية على الأمة العربية الإسلامية إدراكا منهم أن العروبة والإسلام هما وجهان لعملة واحدة