يرجع العلماء والأطباء النفسيون الهدف من الممارسات التي يخرج بها بعض الشباب بين فترة وأخرى "مثل صبغ الشعر باللون الأحمر أو الأصفر، أو إعلاء صوت مذياع السيارة والتسكع عند مدارس الفتيات، أو ارتداء ملابس غريبة"، في جانب منها إلى رغبة هؤلاء في لفت انتباه المجتمع، والإشارة نحوهم كمجموعة خارجة عن السائد والمألوف.
ويلاحظ أن هؤلاء بعد أن يمضي بهم الزمن ويجدوا أنفسهم على أعتاب أبواب الجامعة يعودون إلى الوراء سريعا ليتذكروا الحماقات التي ارتكبوها، فمنهم من يندم، ومنهم من يصر على ما هو عليه، بل ويتمادى في صرعاته المستهجنة.
واليوم لم يعد هؤلاء هم الوحيدون الذين يمكننا أن نلومهم ونعاتبهم، فقد ظهر مراهقون جدد في المجتمع أخيرا، يبلغون من العمر عتيا، ولديهم ما يكفي من الأولاد والأحفاد، ولكن مشكلتهم أن سريرتهم لا تستقر إلا إذا خرجوا على القانون، فما نكاد ننتهي من مشكلة مع أحد المتنفذين، حتى تتكشف لنا طامة أخرى تجر خلفها مراهقا جديدا يحمل في يده هراوة ليضرب بها الأعراف عرض الحائط.
ويبدو هنا أن على الحكومة "التي تأخذ دور المجتمع في تهذيب المراهقين" أن تسن تشريعات جديدة للحفاظ على المراهقين الجدد من الانفلات، لكي لا يقوموا بإيذاء الآخرين أو إيذاء أنفسهم، فلم تعد قاعات المحاكم قادرة على تحمل هذا القدر الكبير من الشكاوى التي يتسبب بها هؤلاء.
فهناك القنوات الفضائية بما تبثه من سموم، وكذلك الانفتاح على مواقع الجنس الرخيص في الانترنت الخطر الذي يجب أن نحفظ أبناءنا من آثاره، بل علينا أن نصونهم من المراهقين الجدد، حتى لا نصنع منهم أداة فتك واستحواذ على خيرات الوطن
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 1020 - الثلثاء 21 يونيو 2005م الموافق 14 جمادى الأولى 1426هـ