العدد 1018 - الأحد 19 يونيو 2005م الموافق 12 جمادى الأولى 1426هـ

دواعي تغيير الواقع الشبابي

إلى الشباب

يوسف البنخليل comments [at] alwasatnews.com

مرت أعوام على بداية المشروع الإصلاحي، ومازال الشباب البحريني يتعطش للرعاية والاهتمام بعد أن أتعبه التجاهل وقلة الدعم ومحدودية الإمكانات، وبعد أن عانى من تكالب الجمعيات السياسية عليه لتقاسم جميع الفئات الشبابية باعتبارها مكسبا لهذه الجمعيات، وليست مكسبا للوطن، فانخرط الشباب في الجمعيات السياسية، أو أصبحت تنظيماتهم تابعة لها في الوقت الذي كانوا فيه - أي الشباب - لا يعرفون تاريخهم السياسي ولم يقرأوا دستور دولة البحرين الصادر في العام ،1973 ووسط هذا الواقع المعقد زج بهم للمطالبة بهذا الدستور من دون أن يعرفوا مضمونه. ووسط ذلك مازالت الجهات المعنية تراقب، وتعتقد أن الواقع الموجود صحي في الوقت الذي تذهب فيه مواهب عشرات الآلاف من الشباب سدى وبلا فائدة من دون أن يستفيد منها المجتمع البحريني. وإذا نوقش الموضوع بشكل جدي فسيتوصل القائمون إلى أن لب القضية ما هو إلا نقص الموارد والإمكانات التي يتحفظ النواب على زيادتها كل عام.

قد تكون مشكلة الواقع الشبابي في البحرين غير مقتصرة على الدعم المادي فحسب، وإنما في القناعة بضرورة الاهتمام بالشباب قبل ذلك، فإذا لم تتوافر القناعة فإن الدعم لم ولن يأتي بسبب غياب الرؤية الرسمية المقتنعة بضرورة إحداث التوازن بين الشباب ورعايتهم وتطوير قدراتهم ومواهبهم. فإذا كان الجانب الرياضي طاغيا فإنه لا يمكن تنفيذ استراتيجية خاصة بالشباب لأن القناعة ستتركز على الرياضة، وستحاول باستمرار الابتعاد عن مجال الشباب بأبعاده الثقافية والاجتماعية والتطوعية والتوعوية لأسباب متعددة منها عدم الكفاءة.

في النهاية، فإن الواقع الشبابي البحريني أصبح جامدا للغاية، وهو أحوج ما يكون إلى دماء جديدة، وإلى آليات جديدة، وإلى دعم جديد، وإلى رؤية جديدة، وهي الأهم حتى يمكن إعادة الحراك الطبيعي إلى واقع الشباب بعد معاناة طويلة من الجهل والتجاهل. وطبعا إذا استمر الوضع القائم على ما هو عليه لسنوات قليلة مقبلة، سيصبح الشباب قوة فاعلة ومؤثرة للتغيير السلبي بدلا من التغيير الإيجابي لخدمة الوطن

العدد 1018 - الأحد 19 يونيو 2005م الموافق 12 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً