لا يخرج وزير الإعلام وزير الدولة للشئون الخارجية محمد عبدالغفار عن الموقف الرسمي لدوائر القرار في الدول العربية، إذ السلطات الرسمية في الدول العربية تحولت اليوم إلى بوق يلبي رغبات إدارة "بوش" في التزمير بحسب "نوتة الكوبوي" الأميركي.
فمنذ الحملة البربرية التي قادتها أميركا ضد الدول العربية والإسلامية ابتداء من افغانستان وصولا إلى العراق وممارسة سياسة تجفيف منابع الإرهاب المزعوم، والسلطات الرسمية العربية والإسلامية عقدت حبل سرتها وأعلنت تضامنها وانضمامها وتضامنها مع اصطفاف جوقة "الأصدقاء" الممتدة من شمال أراضي بلاد السند "طاجكستان، وازبكستان..." إلى المياه الدافئة في الخليج، إلى الجهة الغربية من العراق، إلى أرض النيل العظيم فالمغرب العربي.
هكذا اكتملت حلقات التآمر والإبادة، واشتدت وطأة الملاحقات المخابراتية العربية والإسلامية الملتزمة حرفيا بالقرارات الأميركية لكل من ينبس ببنت شفة، وهكذا هي الملاحقات فوق الأراضي العربية تجري على قدم وساق، وفي اتساق تام مع دعاوى الإرهاب المزعوم، كل ذلك من أجل تأمين بقائها على الكراسي الدائرة... "فإن المناصب لا تدوم لواحد إن كنت تنكر ذا فأين الأول". ذلك من جهة الأنظمة التابعة أما الإدارة المتبوعة "الأميركية" فقد أمنت على التدفقات النفطية والسيطرة على منابع النفط وتجفيف منابع الرفض والمقاومة للتحالف الصهيوصليبي.
أميركا اليوم تلزمنا معها الاتفاقات الموقعة، قديمها وجديدها، ويلزمها من ناحيتنا، على الرغم من حجم البحرين الصغير، اعتبارات الصداقة والود التي طالما تغنى بها مسئولو وزارة الخارجية أو أصدقاء البحرين في أميركا والعكس. ألا تعتبرنا أميركا "دولة حليفة خارج حلف الأطلسي"! والسؤال: ما انعكاسات تلك الصداقة القوية على الشعب البحريني؟ وأين موقع أسرانا من تلك الصداقة؟
كلام الوزير عبدالغفار الأسبوع الماضي عن أسرى غوانتنامو مردود عليه، ويشي بالفشل الذي سقطت فيه الخارجية البحرينية أيما سقطة، وذلك حينما علق على سؤال النائب عادل المعاودة بأنه أورد معلومات غير صحيحة بشأن أسرانا في غوانتنامو! إذا، ماذا قدمت الخارجية البحرينية من أجل أسرانا في غوانتنامو؟
إذا كانت القضية كما يراها الوزير عبدالغفار "قضية سياسية"، فمن المسئول عن السياسة الخارجية في المملكة؟ أليس الوزير عبدالغفار والوزير الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، "والأخير من أكثر وزراء الخارجية في العالم خبرة ويعد من أقدم وزراء الخارجية في العالم"، مسئولين عن السياسة الخارجية؟ فماذا قالا للأميركان بشأن "القضية السياسية" الخاصة بالأسرى؟! فإن كانت الخارجية البحرينية قدمت شيئا ما بشأن القضية وفشلت فذلك محسوب عليها، ومصيبة كبيرة، وإن لم تقدم شيئا فالمصيبة أعظم... وفي الحالين فإن "الملامة السياسية" تقع عليهما كمسئولين عن الخارجية البحرينية وليس على أحد غيرهما.
الغريب في الأمر، أن الوزير عبدالغفار تعدى تبرئة نفسه ووزارته من مسئولية ملف غوانتنامو إلى اتهام الآخرين بالمتاجرة في القضية! سبحان الله... أليس الصمت فضيلة؟ وإن التاريخ والمواقف يشهدان على ما يقوله المسئولون في مواقعهم... وأبناء المعتقلين البحرينيين في غوانتنامو لن يمحى من ذاكرتهم هذا الخذلان العام لآبائهم.
أما الشيخ عادل المعاودة والنواب في البرلمان فلهم منا جزيل الشكر، وعظيم التقدير في نفوسنا جميعا على وقفتهم المبدئية والشجاعة. وأما الوزير عبدالغفار - غفر الله لنا وله - فقد أحزننا كثيرا موقفه من معتقلينا، والخارجية البحرينية خيبت أملنا.
على ذلك، فإن الجهد المطلوب اليوم هو تحرك السلطة الرابعة والخامسة في البلاد وأفراد المجتمع البحريني للدفاع عن أسرانا، والمطالبة بالإفراج عنهم جميعا. ولن تكون المواقف مثمرة إلا بالعمل الشعبي العام
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1018 - الأحد 19 يونيو 2005م الموافق 12 جمادى الأولى 1426هـ