"أبونبيل". .. محاسب ذو عقلية اقتصادية كان ولايزال يراهن على أن مقاطعة الإسلاميين الشيعة، وخصوصا تيار "الوفاق" للانتخابات التشريعية الماضية "خطأ تاريخي" قد لا يعوض غير مرة.
"أبونبيل" ناطق يمثل كثيرا من الصامتين الذين يشاركونه الرأي ذاته. وأينما حل هذا المحاسب - في حضور مجالس المشاركين والمقاطعين - يحاول دحض "مبررات المقاطعة" حتى في أحلك الأزمات خلال السنوات الماضية من عمر المجلس الوطني بغرفتيه المنتخبة والمعينة، والتي يرى كثير من المراقبين أن التجربة البرلمانية لم تنجز لهذا الشعب أدنى ما يريد.
صحيح أن "أبونبيل" لا يجيد الحسابات السياسية، ولعبة التوازنات المعقدة في المشهد السياسي بقدر جدارته في المحاسبة التجارية، ولكنه يؤكد دائما أن لا فرق كبيرا بين هذين النوعين من المحاسبة، فعند أبونبيل الموازنات والتوازنات فيهما من المشتركات الكثير. لا يرى أبونبيل الناشط في مؤسسات المجتمع المدني إلا مدافعا أو منافحا، ولربما مهاجما بقوة وشراسة لصقور التحالف المقاطع الذي تربطه معهم علاقة اجتماعية أو سياسية، فهو "ابن الوفاق الأم"، ولكنه يبدو وكأنه لا يريد مصادقة اخوته الوفاقيين في ركب المقاطعة.
يا ترى كم من "أبونبيل" نحتاج في الشجاعة والإقدام لإدارة الحراك السياسي البحريني بديناميكية، وخصوصا في صفوف المتحمسين والمتحاملين للمشاركة في الجدل الواسع الذي بدأت رائحته تفوح من خلف أبواب الغرف المغلقة، حتى في بيوتات المقاطعين أنفسهم. نحن محتاجون فعلا - وأكثر من أي وقت مضى - إلى إدارة المرحلة المقبلة ما قبل حرب 2006 التي ولجنا فيها قبل أوانها
إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"العدد 1016 - الجمعة 17 يونيو 2005م الموافق 10 جمادى الأولى 1426هـ