العدد 1014 - الأربعاء 15 يونيو 2005م الموافق 08 جمادى الأولى 1426هـ

تكريم وزارة الإعلام كان منقوصا

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

لا أحد يستطيع أن ينكر الدور الحضاري الذي مازالت تبذله جمعية الاسكافي لتجميل البحرين. هذه الجمعية الفتية التي ولدت في ظل الانفتاح السياسي في البحرين حيث مناخ الحرية ينجب الإبداع ويفجر الطاقات. هؤلاء الشباب بدأوا ينطلقون اليوم من المحلية إلى الإقليمية ومن ثم إلى العالمية إن شاء الله.

أشعر بالاعتزاز وأنا أمر على قرية السنابس إذ الجدار الجميل الموشى بالألوان... هذا الجدار الذي كان باكورة الانطلاقة للرجل المبدع محمد عاشور الذي استطاع هو وفريق عمله أن يسرق الأضواء بإبداعات جمعيته وأفكارها الوطنية الحضارية... هذا الشاب الخلاق استطاع أن يحول جداريات الوطن إلى جداريات نابضة بالحياة... بالألوان الزيتية وبالرسومات الخلاقة... جدران كانت مليئة بالشعارات السياسية تحولت إلى جداريات موشاة بألوان أخرى ترمز إلى الوطن وتشير إلى الأصالة وإلى التسامح والسلام وإلى ذكريات أشخاص وإلى صور تتربع على عرشها النخلة البحرينية.

جمعية الاسكافي ولدت قوية وفرضت نفسها في زمن قياسي... كانت الفكرة تختمر في العقول ومستقرة في الذاكرة لسنين تعمق فيها الألم والأمل حتى ترجمت إلى مشروع على الأرض.

وبدأت الجمعية رحلتها وراحت تلون مسجد الصادق في سلماباد ومن ثم إلى بناء نصب تذكاري تزامنا مع زيارة جلالة الملك لقلعة البحرين وبعد ذلك رسم اللوحات الممتدة على حديقة عين عذاري، وكل من مر على الشارع ينتابه إحساس بأن في البحرين شبابا مبدعين يحتاجون إلى دعم ومساندة للوصول إلى حيث العالمية لرفع صورة البحرين.

وستكون للجمعية مشاركات على مستوى الخليج، ذلك أن هناك الكثير ممن أعجب بأداء الجمعية.

الجمعية أيضا لبت دعوى من وزارة البلديات والزراعة لتزيين حديقة البلاد القديم قبل فتحها وقامت بالتزيين، وذهبت ذات ليلة ورأيت الشباب حتى ساعة متأخرة وهم في سباق مع الزمن لإكمال الرسومات.

وفي ذكرى فتح قلعة البحرين، قامت الجمعية بتدشين النصب التذكاري تزامنا مع زيارة الملك، سهروا وبذلوا أقصى جهدهم لإتمام النصب الجميل الذي يرفرف من فوقه علم.

لكني تفاجأت كما تفاجأ كثير من المراقبين من التكريم الذي قامت به وزارة الإعلام، فقد قامت بتكريم كل المشاركين إلا جمعية الاسكافي، عندما قرأت الصحيفة تفاجأت بغياب الجمعية فاتصلت مباشرة بالوزارة سألت فلم أر الإجابة المقنعة.

هل الجمعية سقطت سهوا؟ لا أعلم ربما يكون ذلك ولا أريد أن أحاكم النوايا ولكن الذي يجب أن نعمل لأجله هو تشجيع الطاقات الشبابية، لأن ذلك ربما يؤدي إلى القضاء على هذه الإضاءات الجميلة في بلادنا. وسألت بعض المراقبين فقال: حتى هيئة التلفزيون لم تكرم تكريما يليق بالدور الذي قامت به، وحتى بعض المسرحيين، وهناك كفاءات في الإعلام لم تحظ أيضا بالتكريم ذاته، فعلمت أن من سقطوا سهوا كثر. كل ذلك لا يبرر الموقف، فيجب الإيعاز للقائمين على التكريم بالدقة والانتباه. الجمعية والهيئة والمسرحيون ليسوا بحاجة إلى تكريم، ولكن المسألة أبعد من ذلك. عشوائية التكريم - إن افترضنا العشوائية - لا تبرر أيضا الحدث. وكل هؤلاء الشباب عملوا لأجل البحرين ولأجل سمعة البحرين فيجب أن يحتضنوا. نتمنى أن يكون حدثا في واقعة لا يتكرر، وأملنا بمستقبل واعد للوزارة وطاقمها

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1014 - الأربعاء 15 يونيو 2005م الموافق 08 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً