في جلسة مجلس النواب أمس تبين أن الدفاع عن مصالح الشعب وعن حقوق المحتاجين منهم "نفاق" و"تلاعب بالمشاعر" و"استجابة لعواطف الناخبين" و"بعدا عن الشجاعة" و"نتاج إدارة من الخارج" و"نكران لكرم الحكومة" و"إضافة لأزماتها المالية وعجز موازنتها" و"تعزيز لاستجداء المساعدات". وانقلبت الصورة كما انقلب حاملها من محله خصيصا لقلبها، لتصبح مسايرة الحكومة في رؤاها والاستماتة في الدفاع عن مواقفها والوقوف معها ضد ممثلي الشعب هي الصورة الأصح، وهو الموقف الأشجع. وبات مطلوبا من ممثلي الشعب التحول إلى "شاكرجية"، ومنافقين للحكومة لا الشعب، ومتعاطفين مع الحكومة على حساب الشعب، وعليهم أن يدوسوا على حقوق شعب بكامله أو فئات مسكينة منه من أجل عينين أو عيون لا تراهم.
قد يصح التذكير بقوله تعالى في كتابه الحكيم "لئن شكرتم لأزيدنكم" "إبراهيم: 7"، ولكن في حال الأخذ في الاعتبار آنذاك قول رسوله "ص": "إنما الأعمال بالنيات". فالتشكيك والتجريح لأهداف غير مستقيمة يفترض أن يكون مرفوضا جملة وتفصيلا، والهجوم الهادئ لمجرد الهجوم أمر في منتهى السذاجة، ولا يودي بصاحبه إلا إلى متاهات يشوبها اتهام كما النطق بغير الحق، ليس من السهل درؤه ولاسيما في حال استناده إلى حجج سقيمة قد تدحضها ملايين الحجج في مسار مغاير لها.
إن الصمت الذي يلف موقع تخدش مروءة أصحابه وتحمل أطروحاتهم على محامل أخرى مريضة، هو صمت مريض أيضا، لأناس "دجاج" وآخرون "ثعالب" و"ذئاب" لا ينقصهم سوى السجود والركوع لغير الله، والصلاة وفق قبلته المقدسة، وآخرون كالحرباء تتغير ألوانهم كما تتغير أمكنتهم وأزمانهم
العدد 1013 - الثلثاء 14 يونيو 2005م الموافق 07 جمادى الأولى 1426هـ