وسط كثافة العمل الشبابي، وانشغال العاملين في المجال الشبابي بالتخطيط والتنفيذ والمفاوضات من أجل زيادة الموارد والإمكانات والموازنات، واهتمام البعض بالتنسيق من أجل مشروعات معينة، تبقى هناك ملفات وقضايا مهمة وبعضها متراكم مازال بعيدا عن اهتمامات التنظيمات الشبابية والمسئولين عن الشأن الشبابي في البلاد. ويمكن ملاحظتها في الآتي:
أولا: جمعية الشباب الديمقراطي: مازالت تحمل شعار "نحن قادرون على التغيير" إلا انها إلى الآن لم تستطع تغيير طبيعة عملها ونشاطها الذي مازال محدودا للغاية بحسب وجهة نظر بعض المراقبين للشأن الشبابي. هذه الجمعية مهمة جدا باعتبارها الجمعية الشبابية السياسية الوحيدة بخلاف الجمعيات الأخرى، وبإمكانها أن تلعب أدوارا مختلفة وغير تقليدية، وتكون قوة محركة للشباب في الشئون والقضايا السياسية. إلا انه يبدو أن القائمين عليها مازالوا غير قادرين على تحريكها منذ سنوات، وحتى بعد أن تم ضخ دماء جديدة فيها من إحدى الجمعيات السياسية. القواعد الشبابية مازالت تنتظر تحرك هذه الجمعية لتسهم في معالجة الكثير من القضايا، وهذا ما نتطلع إليه.
ثانيا: ملتقى الشباب البحريني: على رغم أن هذا الملتقى يعد من أنشط الجمعيات الشبابية في البحرين، فإنه يواجه في مثل هذه الأيام من كل عام تهمة العمالة لجهات أجنبية في الخارج، إذ تتهمه بعض الجمعيات والناشطين في المجال الشبابي بأنه يتلقى مساعدات وتسهيلات من جهات أجنبية عبر سفاراتها في المملكة. ومن غير المعلوم موعد انتهاء الإشاعات المغرضة الموجهة لهذه الجمعية. إلا أن النشاط الدائم لها يشير إلى أن أكبر ضريبة للنجاح دفعتها هذه الجمعية هي سمعتها، ونأمل أن تبتعد ظاهرة الأقاويل عن هذه الجمعية والوسط الشبابي عموما.
ثالثا: لجنة الشباب البرلمانية: شكل مجلس النواب لجنة مؤقتة خاصة بالشباب، وانتهت فترة عملها لتجدد مرة أخرى، ولكن إلى الآن لم تسهم هذه اللجنة في معالجة المشكلات الشبابية العالقة. والأوساط الشبابية تلاحظ ازدواجية مواقف هذه اللجنة، فهي لم تقف مع الجمعيات الشبابية عندما تلقت التهديدات من وزارة الشئون الاجتماعية بإلغاء تراخيصها بسبب عدم توافر مقار خاصة بها، ولكنها ظهرت فجأة وحملت وزارة الداخلية وقوع حوادث عنف في إحدى المباريات الرياضية أخيرا.
رابعا: مجلس الطلبة: على رغم وجود أبرز الخبراء والمتخصصين البحرينيين والعرب في مجال الإعلام في جامعة البحرين، فإن مجلس الطلبة مازال يعاني من إشكال إعلامي كبير، فمن النادر أن يتابع الجمهور البحريني أخبار المجلس، باستثناء فترة الانتخابات التي تتجه أنظار الناس فيها إلى الانتخابات الطلابية. ولكن سرعان ما يغيب اسم المجلس عن الإعلام المحلي. وهذا الغياب قد يراه البعض عاديا بالنسبة إلى المجتمع البحريني، لأن المجتمع الذي يعمل فيه المجلس داخل الحرم الجامعي، ولكن هذه الفكرة تكون خاطئة عندما ندرك أن وجود المجلس سيكون ضعيفا إذا لم يأخذ دوره الطبيعي في المجتمع، واستمرار عدم البروز إعلاميا يعني أن المجلس في أذهان الناس مازال ضعيفا وغير موجود وغير قادر على التأثير.
خامسا: اللجنة التحضيرية لإعادة تأسيس اتحاد الطلبة: من المستغرب أن تستمر التنظيمات الشبابية من أجل إعادة تأسيس الاتحاد الطلابي بعد أن باءت تجاربهم الكثيرة بالفشل طوال السنوات القليلة الماضية. واليوم فإن الأولويات كثيرة على الساحة الشبابية، وهناك قضايا كثيرة أهم من إعادة تأسيس هذا الاتحاد الذي أثبتت الجمعيات الشبابية فشلها وعدم قدرتها على تأسيسه لأسباب متعددة. ولا أعتقد أن هناك من يختلف بأن توفير المقر والموازنة للجمعيات الشبابية أهم من إنشاء الاتحاد الطلابي.
سادسا: التنسيق الشبابي: مازالت فكرة التنسيق بعيدة تماما عن الجمعيات الشبابية، ومع حلول الإجازة الصيفية لا يبدو أن هناك أدنى اهتمام بين الجمعيات لإقامة فعاليات جماعية أو مشتركة بين أعضائها. وسيستمر التنافس في ظل قلة الإمكانات والموارد إلى أن تستنفد هذه الإمكانات، ومن المهم أن تعيد الجمعيات حساباتها، فالتنسيق يمكن أن يوفر الكثير للجمعيات الشابة
العدد 1011 - الأحد 12 يونيو 2005م الموافق 05 جمادى الأولى 1426هـ