الملصقات واللافتات الإعلانية، التي تغطي أرجاء البحرين كلما أزمعت مؤسسة ما القيام بأي نشاط، تحولت هذه الأيام "مع بالغ الأسف" إلى ظاهرة سلبية تتنافى وأهداف الفعاليات المعلن عنها على الأقل فضلا عن حضارية المؤسسة نفسها. .. فسرعان ما ترى الشوارع موشحة بالإعلانات قبل وقوع الحدث، ولكن ما ان ينتهي ذلك الحدث حتى يختفي المنظمون وتبقى إعلاناتهم تسفي عليها الرياح.
في الوقت الذي نشهد فيه تقدما بارزا على المستوى الإبداعي والفني في الكثير من حملات تجميل البحرين والترويج لها سياحيا، والتي تتصدر القائمين عليها "مشكورة" جمعيات أهلية كجمعية "الإسكافي"، فإننا نتفاجأ بإعلانات أو لافتات تبقى معلقة بعد انتهاء الفعالية المعلن عنها بأيام طويلة، حتى تبلى وتتحول إلى منظر يبعث على الاشمئزاز والتذمر، ما يوحي بلا مبالاة القائمين بالمظهر العام للمجتمع. ولولا قيام عمال النظافة بنزعها لبقيت معلقة إلى الأبد.
طبيعي أن الإعلان إنما يراد به إبراز الوجه الأجمل للمؤسسة القائمة على تلك الفعالية. وبالتالي لابد لها أن تعطي انطباعا يليق بسمعتها وأهدافها. وخصوصا إذا كان هذا الإعلان سيعرض على طريق عام مليء بالمارة.
بدءا من مؤسساتنا الأهلية "الخيرية منها والاجتماعية" ووصولا إلى المؤسسات الحسينية "المختصة بتركيب الأعلام والسواد في مواسم التعزية" وليس انتهاء بحملات العمرة والحج والحملات الانتخابية أو الدعائية نجد أن هذه الظاهرة ماثلة للعيان... وبالتالي فالمسئولية تقع على كاهل مؤسساتنا التي تحتاج إلى إبراز صورة مثالية أنصع تحاكي فكرها المتحضر درءا لإيقاعها في الماء العكر
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"العدد 1009 - الجمعة 10 يونيو 2005م الموافق 03 جمادى الأولى 1426هـ