بدعوة كريمة من رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة توجهنا ممثلي الصحافة المحلية مع اللاعبين والوفد الرسمي إلى طهران لحضور اللقاء المرتقب بين منتخبنا الوطني لكرة القدم والمنتخب الإيراني الشقيق الذي سيقام على ملعب الحرية عصر اليوم، وهو اللقاء الذي نتمناه أن يكون مغايرا عن لقاء منتخبنا السابق مع اليابان، وأن يعكس الصورة الحقيقية لمنتخب البحرين الذي برز كأفضل منتخب متطور في آسيا في العام الماضي، ما أهله للتقدم قفزات كبيرة في الترتيب العالمي، وليست كل هذه النتائج بالتأكيد نتيجة الصدفة، بل محصلة عمل دؤوب وإخلاص وتفان لكل من عمل وساند مسيرة كرة القدم البحرينية عبر السنوات الخمس الماضية.
ولقاء اليوم كما وضحت لنا الصورة الحقيقية هنا في طهران من خلال لقائنا بالمسئولين وعلى رأسهم رئيس اللجنة الأولمبية الإيرانية أو رجال الصحافة الذين تابعوا وصول المنتخب وإجراء اللقاءات مع اللاعبين أو مع الجماهير الإيرانية يعد مهما وحساسا ويحسب له ألف حساب من قبل الإيرانيين، فهم - للأسف - يرون فيه لقاء الثأر بهزيمتهم التاريخية الكبيرة التي شهدها استاد البحرين الوطني قبل أربع سنوات، والذي أطاح فيه المنتخب البحريني بأحلام المنتخب الإيراني في التأهل لنهائيات كأس العالم في كوريا واليابان. فبغض النظر عن اختلاف الظروف بين الأمس واليوم واختلاف المنتخبات ونتائجها، إلا أن مشهد فوز المنتخب البحريني مازال يتكرر في أذهان الإيرانيين آلاف المرات وتدفعهم عصبيتهم لكرتهم طلب الثأر!
طبعا، نتيجة مباراة اليوم مهمة لكلا الطرفين، فالمنتخب الإيراني يكفيه الحصول على نقطة واحدة ليعزز صدارته للمجموعة ويؤكد أحقيته في الحصول على أولى بطاقات التأهل للنهائيات من هذه المجموعة، أما منتخبنا الذي تبعثرت أوراقه بعد إخفاقه أمام اليابان فهو مطالب بقوة لتأكيد مكانته الكروية وبعث الراحة النفسية على جماهيره الوفية التي ساندته بإخلاص من خلال تقديم عرض فني جيد وأداء يتسم بالندية والقوة والقتال داخل الملعب من أجل اسم الأحمر، وبغض النظر عن نتيجة المباراة!
فنحن مؤمنين تماما بأن نتيجة مباريات كرة القدم إما الفوز أو الخسارة، وكثير من الفرق تخسر نتيجة المباراة ولكنها قد تكون الأفضل فنيا ومهاريا، ولكن الحظ عاندها في تلك المباراة، فمثل هذه الأمور واردة في كرة القدم، ولذلك فإننا ندعوا لاعبينا ومن خلفهم الجهازين الفني والإداري إلى أن يبددوا الصورة الباهتة التي ظهر بها المنتخب أمام اليابان ويجعلوننا نستمتع بأداء فني راق أمام إيران.
وأكثر ما جعلني أشعر بالتفاؤل لمباراة اليوم الروح المعنوية العالية الذي ظهر بها اللاعبون كمجموعة متحابة متجانسة مع بعضها بعضا، سواء في مطار البحرين أو الطائرة أو بعد وصولنا إلى طهران، وفي وقفة مع أكثر من لاعب شعرت بالحزن الذي أصابهم على نتيجة المباراة السابقة وإصرارهم على تقديم أداء مخالف اليوم.
وحينما سألنا رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة عن أهمية لقاء اليوم وهل من المستحيل الفوز على المنتخب الإيراني على أرضه وبين جمهوره، أجاب "لا يوجد شيء اسمه مستحيل في عالم الكرة، ويوجد لدي شعور كبير بأن منتخبنا سيقدم مباراة أرقى من مباراة اليابان". كما كشف لنا عن أن المنتخب بعد مباراة إيران سيعطى إجازة لمدة أسبوعين ثم يقيم معسكرا لمدة أسبوعين آخرين في أوروبا يلعب خلاله بعض المباريات التجريبية مع دول شمال إفريقيا قبل لقاء كوريا الشمالية.
وفي جلسة ثانية جمعتني مع مدرب المنتخب سيدكا في الطائرة، قال لي: إنني أعلم أن الصحافة البحرينية شنت هجوما قاسيا علي وعلى المنتخب، هو سعيد لأنه لا يقرأ اللغة العربية، ولكن - كما يقول - هذا حال الكرة، حينما تخسر تعتبر الجماهير بأن الكل فاشل من مدرب ولاعبين وإداريين، وحينما تفوز يتغاضى الجميع عن جميع الأخطاء، وقال أيضا: أتمنى أن يقدم المنتخب أداء أفضل أمام إيران ونحقق نتيجة جيدة، ولكن أرجو ألا تقارنوا منتخب بلادكم بإيران واليابان لأنهما يتفوقان علينا في أمور كثيرة خلاف كرة القدم
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1006 - الثلثاء 07 يونيو 2005م الموافق 29 ربيع الثاني 1426هـ