التوافق الطاغي على جلسة مجلس النواب الاستثنائية أمس الأول "السبت" والذي انتهى إلى موافقة المجلس على المشروع بقانون بشأن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، كان توافقا موفقا وربما من النادر حدوثه. فما كان باديا حينذاك حرص رئيس المجلس خليفة الظهراني والحكومة ممثلة في وكيل وزارة الشئون الإسلامية فريد مفتاح على عدم التغيير الجوهري في المشروع تفاديا لإعاقة سيره، وليكون مكسبا يرضي جميع الأطراف، الأمر الذي استجاب له الكثير من النواب، لدرجة أدت معها إلى مطالبة البعض بالتصويت بالموافقة على المشروع في مجمله، وكذلك إلى سحب كل من النائب الأول لرئيس المجلس عبدالهادي مرهون والنائب محمد خالد لمقترحيهما على إحدى مواد المشروع، وبذلك تم تمريره إلى مجلس الشورى من دون إضفاء أية تعديلات جوهرية عليه، باعتباره مشروعا متميزا تم التوافق بشأنه بين علماء الطائفتين، ولا تحبيذ لفتح باب الأخذ والرد تجاه أية مقترحات أو ملاحظات أخرى عليه.
موقف آخر يحسب إلى النواب والرئاسة في جلسة أمس الأول هو غضهم الطرف عن المناوشات التي حاول النائب جاسم السعيدي إشعال أجواء الجلسة بها في مشاهد اقرب إلى التهكم منها إلى الجدية، حينما سعى إلى صبغ أكثر من مداخلة له بصبغة أثارت - رغم استهجانها - ضحك الكثير من النواب. لا سيما حينما اقترح أن تحذف من المادة الرابعة من مشروع القانون ما ينص على أن تشكل عضوية المجلس من علماء يمثلون الطائفتين في المملكة، مرتئيا أن يكتفى بالنص على أنهم علماء في الشريعة الإسلامية من دون الإشارة إلى "الطائفتين"، متناسيا أن المشروع وضع بالتوافق بين الطائفتين أساسا. وقد ووجه المقترح بالرفض وقبل ذلك بالضحك، إذ شرع الظهراني بالقول "أنا أول واحد مو موافق"، ومن ثم غالبية الأعضاء، باستثناء عضوين هما احمد حاجي كونه جاره في المقعد النيابي في قاعة المجلس، والنائب عبداللطيف الشيخ.
والأمر الآخر الذي كان يضحك السعيدي نفسه، وكذلك بعض النواب، اقتراحه لأكثر من مرة أن تضاف إلى عبارة "المذاهب الإسلامية" كلمة "المعتمدة"، فيما لم يوضح ماذا كان يقصد بالمذاهب المعتمدة، فالأمر ربما كان معروفا، ولا داع لبروز بوادر للفهم أكثر من الضحك الذي قوبل به مقترحه، والذي كان يرفض بمجرد طرحه. المهم بان أطروحات السعيدي لم تؤثر على خط سير الجلسة والتوافق الذي سادها
العدد 1004 - الأحد 05 يونيو 2005م الموافق 27 ربيع الثاني 1426هـ