في الوقت الذي يبدو فيه مجلس النواب مختنقا بالكثير من الموضوعات المتمثلة في مشروعات القوانين أو المقترحات برغبة أو الأسئلة الموجهة إلى مختلف الوزراء، يبدو مجلس الشورى قبالته في حال أشبه بالفراغ أحيانا، إذ لا يدرج على جدول أعماله سوى ما يتيسر له من موضوعات، ويبرر في أوقات عدة بأنه يترقب "الغيث" من مجلس النواب، ولذلك فإنه من الملاحظ أنه بات لا يطيل في جلساته الأخيرة، وكأنه ليس لديه ما يناقشه ولا معنى حتى لانعقاده بشكل أسبوعي. بخلاف مجلس النواب الذي يجد نفسه حاليا مضطرا لعقد جلسات استثنائية بشكل أسبوعي منتظم كما هو الحال أخيرا، ومضطرا إلى تمديدها إلى ساعات عدة بغية الانتهاء من الكم الهائل من الموضوعات التي يدرجها على جدول أعماله، هذا ناهيك عن تلك التي تنتظر دورها ليتم إدراجها هي الأخرى، أو التي لاتزال في أدراج لجان المجلس تترقب الفرج لتظهر وترى النور.
في جلسة لأمس التي استمرت نحو سبع ساعات، إذ انتهت في الخامسة مساء، استعرض المجلس عدة طلبات لعدد من اللجان التي تطلب تمديد الفترات المقررة لها لتقديم تقاريرها بشأن بعض المشروعات والمقترحات المحالة إليها، وهي الطلبات التي عادة ما تحظى بموافقة المجلس، فيما دعا النائب عبدالله الدوسري إلى أن تحال المشروعات والمقترحات تلك إلى هيئة مكتب المجلس لتقوم بتحديد الاولويات، وخصوصا مع قرب انتهاء دور الانعقاد الحالي. وتبدو دعوة الدوسري جد منطقية ويفترض أن تؤخذ في الاعتبار فعلا، وذلك في ظل وجود عدد من المقترحات المهمة والأخرى غير ذات الأهمية أو التافهة حتى، والتي من شأنها تضييع وقت المجلس واللجان، كما هو حال بعض الأسئلة. والغرض من ذلك كله منح كل موضوع الوقت الذي يستحقه في العرض والمناقشة بدلا من الاستعجال فيه أو تمريره من دون تمحيص دقيق، وخصوصا مع الأخذ في الاعتبار مقدار الأهمية التي تفرضها بعض الموضوعات
العدد 1003 - السبت 04 يونيو 2005م الموافق 26 ربيع الثاني 1426هـ