نتفق ونختلف في هذا الوطن على الوسائل المستخدمة في إدارة الدولة، إلا أني اعتقد أن "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية"، ومؤمن إيمانا مطلقا بأن "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب". ومادامت الغاية هي الوصول إلى رفاهية الشعب وتوفير أفضل سبل العيش والحياة الرغيدة لأبناء الوطن، فلا يضير ذلك اختلافات بيننا.
حينما حضرت إلى الندوة التي نظمتها جمعية الأصالة الإسلامية، فرحت مرتين، الأولى بوجود هذه النوعية من المحاضرين، على اختلاف مشاربهم، والثانية لقائي مع كوكبة احترمها وأقدر عملها في خدمة المجتمع من قديم، لعلي أذكر بشيء من الغبطة والسرور والفخر معرفتي وصداقتي لهؤلاء الذين كان لي شرف معرفتهم، أذكر منهم: محمد غريب، عدنان بوجيري، الشيخ الوقور ذا الوجه الطلق البشوش عصام اسحق، صالح الفضالة، حمد المهندي، جاسم المعاودة وآخرين.
الفرحة الأولى: هي انفتاح الأخوة "السلفيين" على بقية التيارات والأيديولوجيات، وإن كان متأخرا، إلا أنه يأتي خيرا من أن لا يأتي، واستضافة هذه الكوكبة هو بلا جدال عمل يصب في الصالح العام للوطن، وخطوة في الاتجاه الوطني الصحيح، فالجميع أبناء هذا الوطن الغالي، والدفع باتجاه كهذا يجنبنا الكثير من كرات النار التي يرمي بها البعض في هذا الاتجاه أو ذاك التيار أو تلك الجمعية.
الالتقاء والتحاور مع الآخر، الآخر المختلف معنا، سواء مذهبيا أو إيديولوجيا، يعد خطوة إيجابية تضاف إلى رصيد الجماعة السلفية في البحرين، والتحرر من قيود وحدود الطائفة أو التنظيم هو سمة من سمات الأحرار، والالتقاء والنقاش في قضايا وطنية جامعة هو غاية وطموح جميع الخيرين من أبناء الوطن، وهدف أساسي لمن يحب الخير لوطنه ويسعى في رفاهية مواطنيه جميعا، بلا فرق مذهبي هنا أو حاجز طائفي هناك، أو عقبة من أمر "فوقاني أو تحتاني" في هذا الأمر أو ذاك.
إن الندوة في مجملها اطروحات بشأن "ماكينزي"، ومن المؤكد أن هذا المشروع الإصلاحي "مشروع ماكينزي" هو في الحقيقة ليس مشروع شركة ماكينزي وإنما هو مشروع الإخوة في وزارة العمل، وقد طرح المشروع ذاته على المسئولين من قبل الأخ القدير أسامة العبسي، وتبناه المسئولون في ديوان سمو ولي العهد بعد ذلك، وقام العبسي مع السفير إبراهيم الماجد بالترويج للمشروع وحازوا على نجاح منقطع النظير، وذلك راجع في ظني إلى سببين: عدم وجود خطة بديلة، أي أن الدولة تسير بلا تخطيط منذ ثلاثة عقود، أوضاع البحرينيين سيئة للغاية مقارنة بمواطني مجلس التعاون. ولكن لدي سؤال من النائب المحترم عبدالله الدوسري لم يجد الإجابة عليه وهو: من المسئول عن فشل المشروع لو قدر له الفشل؟
عطني إذنك...
قطعا لن نجد مربيا لهذه البشرية خيرا من النبي محمد "ص"، ولن نجد خيرا من سنته "ص" في تطبيقات الحياة اليومية المختلفة أكثر تناسبا مع حياة البشر وتنظيم علائقهم بعضهم بعضا، ولعل ذلك ما تأكد لي في صحبتي لإخوة من خير من عرفت وألتقيت بهم من أبناء هذا الوطن. ولكن بعضا من الصغار من أصحاب هؤلاء الإخوة، اختلفت وجوههم علي، واختلفت ألسنتهم تجاهي، بل وحتى أيديهم لا تمتد بالسلام نحوي إلا وهي مرغمة على ذلك إرغاما لا تخطئه العين. المهم، لا يضير المرء المسلم ذلك، إنما هذا التصرف طعن في أصحابه أنفسهم ليس إلا... وكل يعمل على شاكلته وبقدر إيمان الفرد بمبادئه تسمو نفسه عن الصغائر التي لا يهتم بها إلا الصغار... وملاحظة لابد منها: "تبسمك في وجه أخيك صدقة"
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1000 - الأربعاء 01 يونيو 2005م الموافق 23 ربيع الثاني 1426هـ