يواجه نادي برشلونة الذي فقد الأحد لقبه في الدوري الاسباني لكرة القدم لصالح غريمه ريال مدريد، تحديات جمة خلال الأشهر المقبلة، تشمل إعادة هيكلة خط الوسط وضمان مستقبل نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي.
أبرز هذه التحديات أمام النادي الكاتالوني: وهي صفقة جديدة لميسي.
النقطة الأبرز على جدول أعمال النادي خلال الفترة المقبلة هي مستقبل ميسي، أفضل لاعب في العالم خمس مرات، في كامب نو. فاللاعب البالغ 29 عاماً، قدم على عادته موسماً جيداً مع ناديه الذي فشل في الحفاظ على لقبه في بطولة اسبانيا، وإحراز لقب دوري أبطال أوروبا بعدما أقصي في ربع النهائي على يد يوفنتوس الإيطالي.
وقدم ميسي مباريات استثنائية هذا الموسم وسجل أهدافا حاسمة، لعل من أبرزها هدفاه في مرمى ريال مدريد خلال «الكلاسيكو» الشهر الماضي واللذين ساهما في فوز فريقه 3-2 على أرض الخصم.
وينتهي عقد ميسي في يونيو/ حزيران 2018، ما يعني ان عدم حسم مستقبله في برشلونة، قد يجعله حرّاً في التواصل مع أندية أخرى والانتقال بشكل حر إلى أحدها بدءاً من الصيف المقبل. إلا أن هذا الأمر يبدو غير مرجح على الأقل في الوقت الراهن، اذ يبدو ميسي مرتاحاً لوجوده في النادي الكاتالوني الذي لم يعرف غيره في مسيرته الاحترافية. إلا أنه مع الانتظار حتى اللحظات الأخيرة لحسم مستقبله، قد يكلف ميسي إدارة النادي ثروة طائلة لضمان بقائه في صفوفه، ما قد يؤثر على قدرة برشلونة على الإنفاق على تعاقدات جديدة وأسماء كبيرة للاستقدام الموسم المقبل.
المسألة الثانية: هي المدرب الجديد، ففي مارس/ آذار الماضي، حسم المدرب لويس انريكي الجدل حول مستقبله مع النادي الذي سبق له الدفاع عن ألوانه كلاعب، مؤكداً أنه سيضع في نهاية الموسم، حداً لمهمته المستمرة منذ ثلاثة أعوام معه.
وعلى رغم تداول أسماء بارزة لتولي المهمة خلفاً له، تؤشر معظم التقارير والترجيحات الى ان برشلونة سيلجأ الى المدرب الحالي لأتلتيك بلباو ارنستو فالفيردي للحلول بدلاً من انريكي الموسم المقبل.
كما وتعد إعادة بناء خط الوسط مهمة لبرشلونة في المرحلة المقبلة، إذ غير برشلونة خلال الأعوام الماضية بشكل جذري أسلوب لعبه، منتقلاً من الاعتماد على التمريرات القصيرة السريعة المتركزة على ثنائي الوسط زافي هرنانديز واندريس انييستا، الى تشكيلة تعتمد بشكل أساسي على ثلاثي ضارب في خط الهجوم يتكون من ميسي والاوروغوياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار.
وبعد رحيل زافي وخوض انييستا (33 عاماً) مباريات أقل من المعتاد نظراً الى سنه، يواجه برشلونة صعوبات في تعويض اثنين من أبرز اللاعبين في تاريخه. فالبرتغالي أندريه غوميز بدا أقل من التوقعات ولاسيما بعدما أنفق النادي 35 مليون يورو لضمه، والتركي أردا توران والمتخرجون من أكاديمية برشلونة من أمثال رافينيا ودينيس سواريز، يؤدون بشكل أفضل على الأجنحة بدلاً من ارتكاز خط الوسط.
وبدا أن برشلونة دفع غالياً ثمن تخليه عن تياغو ألكانتارا لصالح بايرن ميونيخ الالماني قبل أربعة أعوام، مع عملية البحث المضني عن بديل ملائم يعوض مكان انييستا في خط الوسط وصناعة اللعب.
وسيكون البحث عن ظهير أيمن ملائم أولوية في حركة برشلونة بسوق الانتقالات خلال الصيف. فالعام الماضي، خسر النادي الكاتالوني ظهيره البرازيلي داني ألفيس بانتقال حر لصالح يوفنتوس الايطالي، ولم يتمكن من تعويضه بلاعب ملائم.
وفي مراحل عدة من الموسم، بدا أن سيرجي روبرتو قادر على ملء الفراغ الذي تركه ألفيس، الا ان المركز الرئيسي لروبرتو هو منتصف الملعب، ويظهر ضعفه الدفاعي عندما يواجه لاعبي أجنحة محنكين.
ولعل إحدى نقاط تفوق ريال مدريد هذا الموسم كانت قدرته على إراحة لاعبيه البارزين في محطات عدة، والاستعاضة عنهم ببدلاء أبلوا بلاءً حسناً على أرض الملعب ولم يؤدوا إلى تراجع مستوى الفريق.
الا ان حال برشلونة كانت معاكسة، وظهر ضعف دكة بدلائه وعدم قدرته على إراحة لاعبيه الاساسيين بشكل دوري، ولاسيما أن ثلاثة منهم سيبلغون الموسم المقبل سن الثلاثين (ميسي وسواريز والمدافع جيرار بيكيه).
العدد 5372 - الإثنين 22 مايو 2017م الموافق 26 شعبان 1438هـ