العدد: 3298 | السبت 17 سبتمبر 2011م الموافق 19 شوال 1432هـ
لدى استقباله عدداً من العائلات البحرينية أمس
العاهل: نسير إلى الأمام بحكمة وتكاتف
استقبل عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بحضور رئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، بقصر الروضة أمس عددًا من العائلات البحرينية، أكد أن البحرينيين يبقون «دائمًا عائلة واحدة، وأسرة واحدة، متكاتفين متحابين ومتعايشين مع بعض، ومع جميع من أصبح منّا، بيننا أناس آخرون يعيشون معنا ويجب علينا بالفعل أن نقوم بواجبنا تجاههم».
وأضاف جلالته ان «الحكومة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الملكي العم العزيز أنجزت إنجازات كثيرة»، وان «البحرين سباقة، فلذلك تلقينا الضغوط، وهذه الضغوط تجاوزناها في الماضي، وتجاوزناها في الحاضر، وستبقى في المستقبل وسنتجاوزها بإذن الله، السر في نجاح البحرين هو قيم وأخلاق أهل البحرين وحبهم للعمل وحبهم لبعضهم وكرم نفوسهم».
وأضاف جلالته «ومن حسن حظنا وحظي أنا شخصيّاً أن البحرين تملك رجالاً أثبتوا إخلاصاً وكفاءة ومقدرة وصبراً ولذلك تحققت الإنجازات التي ذكرناها سابقًا. في الوقت الذي نرى فيه كل شعوب العالم تطمح إلى التطور والحرية والتقدم؛ هي الآن تريد أن تصل إلى بعض ما وصلتم إليه من تقدم وتطور، وهذا تحقق بهداية من رب العالمين ثم بجهودكم، ولكن السير إلى الأمام بحكمة، هو مسئوليتي أنا، لأني لا أريد أن أرمي البحرين في الفضاء غير المعروف، أريد البحرين أن تكون دائمًا في كل خطوة إلى الأمام، وتؤمن نفسها من اليمين واليسار والخلف، حتى تنطلق إلى الأمام، لا يمكن أن أقود البحرين دون التفكير في ما حولي، ومن هذا المنطلق، بتشاورنا وتكاتفنا نسير بكل ثقة. ثقوا بالله بما اكتسبتم من قيم، أكسبوكم تلك القيم من هم قبلكم، آباؤكم وأجدادكم وأهلكم، إلى أن تميزت البحرين بالطيبة والأخلاق الحميدة، والكرم بما هو موجود، فلذلك اليوم ما أعتز وأفتخر به هو سمعة أهل البحرين في الخارج، ونتمنى أن تستمر هذه السمعة»
قصر الروضة - بنا
استقبل عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بحضور رئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، بقصر الروضة أمس عددًا من العائلات البحرينية، وذلك في إطار لقاءات جلالته المتواصلة مع المواطنين.
وقدم ممثلو العائلات وثيقة عهد وولاء لجلالة الملك موقّعة من قبلهم ثم قدّموا لجلالته هدايا تذكارية بهذه المناسبة.
وفي مستهل اللقاء ألقى فيصل محمد المحروس كلمة نيابة عن العائلات، جاء فيها «يسعدني ويشرفني يا صاحب الجلالة باسمي وباسم جميع العوائل البحرينية وما يمثلون من رجالات المجتمع وأصحاب أعمال ورجال دين وأكاديميين وأطباء ومهندسين ومدرسين ومن جميع المهن الأخرى، الحاضرين في هذا المجلس العامر بإذن الله تعالى أن نتقدم لجلالتكم بخالص الامتنان والتقدير، والعرفان والمحبة والشرف الرفيع، وأن نعبر لكم يا صاحب الجلالة عن بالغ الشكر والتقدير لمنحنا شرف اللقاء بجلالتكم في رحاب هذا الوطن الكبير، بقيادتكم الحكيمة ومساندة شعبكم الكريم الوفي. لنتجمع ونؤكد على الانتماء والولاء والتمسك بالشرعية الدستورية لقيادة جلالتكم الرشيدة، منطلقين جميعًا من بنود ميثاق العمل الوطني الذي أقرته الغالبية العظمى لشعب البحرين بنسبة بلغت 98.4 في المئة. كما نعتز بالمؤسسات الدستورية كرافد مهم من مشروعكم الإصلاحي الكبير، والذي استمر في تقدمه إلى الأمام بالحوار الوطني».
وأضاف «إن كل الدعوات والتوجيهات الكريمة التي أصدرتموها جلالتكم لتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أننا في بلد القانون والمؤسسات والعلاقات الوطيدة بين القيادة والشعب وأمام هذا المد الوطني الكبير نؤكد لجلالتكم أننا تعلمنا من آبائنا واجدادنا ألا يكون ولاؤنا لجمعيات أو مؤسسات سياسية أو غير سياسية، بل يكون هذا الولاء للوطن الغالي، وللقيادة التي تحمي وتحافظ على هوية البحرين العربية، وأنتم يا صاحب الجلالة من تتمثل فيكم هذه القيادة... وقد رأينا يا صاحب الجلالة كيف أن الأحداث التي مرت بها البلاد على رغم آلامها ومرارتها؛ فإننا تعلمنا منها الكثير، قيادةً وشعبًا دروسًا وعبرًا بالغة الأهمية، فقد كشفت الأحداث أن الوطن بقيادتكم وشعبكم الكريم الوفي؛ قادر على تجاوز الأزمات ووضع الحلول بالحوار والتواصل مع جميع القطاعات والشخصيات والمؤسسات؛ وهذا التلاقي والتحاور والتباحث، بما يشمله من منظمات مجتمع مدني هي جزءٌ من المشروع الإصلاحي وهي الضمانة لصد مكامن الأخطار التي تهددنا أيّاً يكن مصدرها، كما أن الظروف التي مررنا بها أعادت التأكيد على أن الشعب البحريني الواعي هو ذلك الذي لا يسعى إلى مصالح فئوية بل يقدم مصلحة الوطن على أية مصلحة أخرى، وهو ذلك الوعي الذي ينطلق من الهوية الإسلامية العربية، ليحافظ على الوحدة والنسيج الوطني، وهي علم من أعلام الاعتزاز لكل أهل البحرين المخلصين. وقوة تلاحم أبناء هذا الشعب خلف قيادة جلالتكم وهي الرصيد الوطني الذي نفخر به والقوة التي تمدنا بالرباط الوثيق القوي بعون الله تعالى».
وأضاف «إن توجيهات جلالتكم بفتح باب حوار التوافق الوطني الذي شاركت فيه كل قطاعات وأطياف الشعب، وما توافق عليه المتحاورون وما يتبعه من انتخاباتٍ تكميلية والتي نؤيد المشاركة فيها لإقرار ما تم التوافق عليه من خلال السلطة التشريعية، وكذلك إصدار أوامركم السامية بتشكيل اللجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق، كل ذلك يؤكد أن المشروع الإصلاحي الكبير ماضٍ بخطى ثابتة، وهذا ما تضمنه خطاب جلالتكم السامي في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك كعنوانٍ لملكٍ وهب نفسه لتقدم وطنه ورقي شعبه... وختامًا يا صاحب الجلالة، ها نحن بين أيديكم جنود تحت إمرتكم وأبناء وطن رهن توجيهاتكم لرفعة مملكتنا، واثقين أننا بقيادتكم نسير على الدرب السليم، وأننا سنبقى شعباً واحداً تحت شرعية قيادتكم السامية، وأن مملكتنا العزيزة ستبقى في مسار التميز الذي اتسمت به على مدار التاريخ».
وألقى جلالة الملك كلمة سامية قال فيها: «أشكركم على الحضور وعلى الكلمة الطيبة، وعلى كل حال الولاء متبادل والمحبة متبادلة، ونحن في خدمة المواطنين الكرام، والبلد الغالي، وكل ما أود أن أقوله وأهتم به هو أن نبقى دائمًا عائلة واحدة، وأسرة واحدة، متكاتفين متحابين ومتعايشين مع بعض، ومع جميع من هو أصبح منّا، بيننا أناس آخرون يعيشون معنا ويجب علينا بالفعل أن نقوم بواجبنا تجاههم، فحضوركم اليوم يسعد الجميع ويسعدني أنا شخصيّاً، وهو مصدر قوة للعمل والمزيد من الإنتاج وتحقيق الأهداف التي تطور البحرين لمصلحة الجميع، لا يوجد شيء يقف عند حد معين ونقول أنجزنا وانتهى عملنا، فالعمل مثل العلم، من المهد إلى اللحد، فلذلك دائمًا الشعوب الحية وشعب البحرين يمثل هذه الحيوية، لا يريد إلا التطوير والتقدم والنماء في كل المجالات، وبالفعل على ما هو موجود من موارد وإمكانيات؛ فالحكومة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الملكي العم العزيز أنجزت إنجازات كثيرة، واحتلت البحرين المركز العشرين على مستوى العالم والمركز التاسع والثلاثين والثامن والثلاثين، بل واحتلت المركز الأول في العديد من المجالات، وكل ذلك بشهادة الأمم، وبشهادات خارجية دولية محايدة، وهذا إن دل فيدل على جهودكم أنتم، وعملكم ونشاطكم ونجاحكم في أعمالكم، من ينظر اليوم إلى البحرين وما حققته، لا شك أنه يرى البحرين سباقة، فلذلك تلقينا الضغوط، وهذه الضغوط تجاوزناها في الماضي، وتجاوزناها في الحاضر، وستبقى في المستقبل وسنتجاوزها بإذن الله، السر في نجاح البحرين هو قيم وأخلاق أهل البحرين وحبهم للعمل وحبهم لبعضهم وكرم نفوسهم».
وأضاف جلالته «في مقدمة الدستور، إن المجتمع يبنى والدولة تبنى على الأخوة والتسامح والتكاتف والمحبة، فلا شك أن الإنسان إذا أراد أن يخل بهذه القيم والمبادئ يظهر ويبرز، وهو لا يمثلنا ولا يمثل بلده، وإنما يمثل طموحاً معيناً اعتقد به، فإذا نُصح من المجموعة، فسيكون أفضل للمجموعة وله بأن ينضم إلى المسيرة المباركة التي يقودها أفراد المجتمع كله، أنا أوجه وأتمنى وأدير الشئون ولكن في الأول والأخير على الناس، ومن حسن حظنا وحظي أنا شخصيّاً أن البحرين تملك رجالاً أثبتوا إخلاصاً وكفاءة ومقدرة وصبراً ولذلك تحققت الإنجازات التي ذكرناها سابقًا. في الوقت الذي نرى فيه كل شعوب العالم تطمح إلى التطور والحرية والتقدم؛ هي الآن تريد أن تصل إلى بعض ما وصلتم إليه من تقدم وتطور، وهذا تحقق بهداية من رب العالمين ثم بجهودكم، ولكن السير إلى الأمام بحكمة، هو مسئوليتي أنا، لأني لا أريد أن أرمي البحرين في الفضاء غير المعروف، أريد البحرين أن تكون دائمًا في كل خطوة إلى الأمام، وتؤمن نفسها من اليمين واليسار والخلف، حتى تنطلق إلى الأمام، لا يمكن أن أقود البحرين دون التفكير في ما حولي، ومن هذا المنطلق، بتشاورنا وتكاتفنا نسير بكل ثقة. ثقوا بالله بما اكتسبتم من قيم، أكسبكم تلك القيم من هم قبلكم، آباؤكم وأجدادكم وأهلكم، إلى أن تميزت البحرين بالطيبة والأخلاق الحميدة، والكرم بما هو موجود، فلذلك اليوم ما أعتز وأفتخر به هو سمعة أهل البحرين في الخارج، ونتمنى أن تستمر هذه السمعة، وإذا وجد لا سمح الله من يسيء لهذه السمعة؛ فيجب أن يُنصح من صديقه أو جاره، نحن نمتلك تراثاً معيناً ومستوى معيناً ويجب أن نهتدي به، وبالفعل هذا هو صمام الأمان، محبة العالم لكم، نحن لا نمتلك قوة كبيرة ولا نمتلك خبرة ومعرفة تضاهي العالم، لكننا نمتلك ما هو أقوى من ذلك، وهو إيماننا بالله وإيماننا بقيمنا، وهذا ما هو من الواجب المحافظة عليه، وأنتم لم تقصروا بشيء، ونحن لا نتهم أي شخص، حتى في أثناء الأزمة المؤلمة التي مرت بنا، كل الكلام والتوجيه الذي سمعتوه منّا ومن سمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد، دائمًا كان بأنكم تضعون الخير أمامكم وتريدونه للجميع، وهذا حالنا وقدرنا؛ فلذلك نحن أصدرنا الأوامر الكثيرة بمتابعة الحكومة عن أمور كثيرة منها ما قيل بأنهم فُصلوا، والبعثات الدراسية وموظفي الدولة، فالمعلومات في بعض الأحيان لا تكون دقيقة، فنحن الآن أردنا أن نتحرى الدقة في المعلومات، لأن الخبر يأتيك أحيانًا دون أساس، وينقله الآخر بإضافة، ويزيد عليه من يتلقاه بإضافة أخرى وهكذا، وقد تكون هي مسألة بسيطة، تتطور بسبب هذه الزيادات، العبرة بالنتائج ولا يشك أحد في ما سأقول، فأكبر فرح بالنسبة لنا هو سماع خبر توظيف بحريني، أو تخرج بحريني من جامعة، أو اختراع بحريني لشيء ما في الخير».
وأردف جلالة الملك إن «دولنا عمومًا في مجلس التعاون ما يميزها عن دول كثيرة في العالم أنها دول خير، تعطي ولا تأخذ، وتهتم على مدار الساعة بأوضاع الشعوب وإسكانها وخدماتها وأعمالها وأمنها، لا تتحدث عما تأخذه من ضرائب أو ما تأخذه من أتاوات أو من أرباح، بل بالعكس، دول الخليج عامةً هي دول الخير وبإمكانكم أن تسألوا أي إنسان حتى في الدول المتقدمة عما إذا كان يريد أن يعيش في البحرين فسيجيب بنعم، وإذا استطعت أن أكون مواطناً بحرينيّاً فسأكون أسعد إنسان، وفي الخليج عمومًا. نحن الآن أصبحنا ملجأً لكل من يريد أن يهرب من ضغوط الحياة عليه في الخارج، إذا أردت أن تهرب من بلدك إلى أين تذهب، هل تذهب إلى الأسوأ؟ يجب عليك أن تكون في مكانك وتثبت نفسك».
وقال عاهل البلاد: «نحن نعينكم على ذلك وأنتم تعينوننا أيضًا، ونحن نسمع الرأي والنصيحة، ولذلك شكلنا مؤسستنا التشريعية، وعندما نقول إننا بلد المؤسسات والقانون، أرجو أن تترجم بما معناه أن المؤسسات هي صاحبة القرار ولكن على ضوء القانون، والقانون هو من أقره ممثلو الشعب ونحن صدقنا عليه، ومنذ تشكيل المجلس الوطني إلى اليوم، لم يُرد أي تشريع أراده ممثلو الشعب، أو اختُلف معهم في تطبيقه، بل على العكس نحن نقول هل من مزيد؟ أي تشريعات لصالح المواطن والبحرين تسير بكل سهولة، هذه المؤسسات عندما تعطى الحرية والمسئولية والصلاحيات تكون الدولة قوية ولا يكون القرار عند فرد، وإنما الفرد الذي في عملي اليوم هو واحد منكم، ولكن من بعد الله سبحانه وتعالى يكون تحت مظلة بحيث إذا مؤسسة من المؤسسات تجاوزت لأمر ما في القانون، من واجبنا أن نرجعه إلى المؤسسات والمؤسسات تتحمل مسئوليته، فليس هناك قرار فردي، أحيانًا يطلب أن يمارس القرار الفردي، فإذا مارسنا القرار الفردي، فنحن نرجع إلى الخلف ونحن نؤمن كمسلمين بقول الله سبحانه وتعالى: «وأمرهم شورى بينهم»، ترجموا هذه الآية، ترجمتها هي بالفعل هذه المؤسسات، لأنك لا تستطيع أن تترك القرار في يد أشخاص لا يملكون الكفاءة، لا تستطيع أن تدع الخطابة الدينية لمن لا يملك المقدرة، لا تستطيع أن تدع البناء لمن لا يملك شهادة الهندسة، لا تستطيع أن تدع العلاج لمن لا يملك شهادة الطب، فالشورى تتم بين من يمتلك الكفاءة والقدرة على إبداء الرأي».
وذكر جلالة عاهل البلاد «الحمد لله، أهل البحرين واسمحوا لي على ما سأقول، لكنّي أعتز بذلك، فنسبة الأمية لدينا هي صفر في المئة، وأنا أستسمح منكم لأن هذا الشيء نعتبره إنجازاً فرعيّاً، فالبحرين معروفة منذ أزمنة بالتطور التعليمي والبناء وضبط الدولة، حتى علماء الدين وشيوخ القبائل قبلوا بالدولة المدنية الحديثة، ودخلوا بها والدين حُفظ وقوي وأصبح الناس أكثر تمسكًا بالدين، لأنهم يمتلكون الحرية ومن يملك الحرية في معتقداته ومذهبه يصبح قوة للبلد... فبناء الدولة المدنية في ظل هذه الظروف التي تعيشها المنطقة بشكل عام، من أيام الجد عيسى بن علي بدأ بناء الدولة المدنية ومعه رجاله من أهل البحرين، وساعدوه على ذلك ومن بعده الجد حمد، وثم الجد سلمان، وثم الوالد رحمة الله عليهم جميعًا، والآن أتى دورنا لنبني معكم الدولة الحديثة المدنية دولة المؤسسات والقانون، لا دولة الرأي المنفرد والأوحد. حتى بلدنا لم تُحكم من قبل حزب واحد، لكن احترام الآخرين هو أمر إلهي أمرنا به الله سبحانه وتعالى، والرسول (عليه الصلاة والسلام) في بداية الرسالة، كان معه رجال من مختلف الثقافات والمعتقدات، وانصهروا في خدمة أوطانهم، نحن كذلك الشيء نفسه، فنحن نختلف في المعتقدات والمذاهب والعوائل والقبائل، ولكن نجتمع في هذا البلد الكريم وهذا من حظنا، يجب أن تتيقنوا أنه من حسن حظكم كبحرينيين أن تكونوا في البحرين».
وأكد جلالته أنه «لا يوجد إنسان لا يحب تراب هذا البلد، حتى من يأتي من الخارج، بودّه أن يبقى، وإذا لم يستطع فيزور البلد من فترة إلى أخرى، لأنكم طيبون تستقبلونهم وتضيِّفونهم وتحترمونهم وتقدرونهم وتسألونهم عن أحوالهم. هذا ما أتمنى أن يبقى لدينا كقوة تكون بديلة عن قوى القوة والعنف والشر فتكون قوتنا بالخير وبالطيبة وبالتسامح وبالتعايش، ترجموا هذه الكلمات، لا نريد أن نقولها ولا ننفذها، إذا كنا لا نستطيع أن ننفذها فلا نقولها، فنحن نتعايش في دولة المؤسسات والقانون بكل محبة ورضا، وأهم رضا هو رضا رب العالمين أن يكون راضياً علينا وعلى أفعالنا وأقوالنا. لا أذكر في يوم، وأنا درست في مدارس شعبية كما تعلمون ولدي أصدقاء من عامة الشعب، وأعرف ما هي مشاعرهم، لم أشعر في يوم من الأيام إلا بالاعتزاز والافتخار بأني من هذا البلد ولهذا البلد وأن أخدم هذا البلد معكم، وأن نبقى متكاتفين. ومررنا بمراحل لا أريد أن أذكرها، لكن كلنا نعرف مختلف الفترات التي مررنا بها، وكلها كانت من الخارج للتأثير على مجريات الأمور الطيبة الطبيعية في البلد، وتتجاوزها البحرين بتكاتف أهلها، كبيرة كانت أم صغيرة، وهذا بيتنا، حتى إخواننا إذا أرادوا أن يساهموا يدعون الباقي لك لأنهم لا يستطيعون أن يحلوا جميع مشاكلك أنت، ولا يستطيعون أن يتدخلوا في شئونك الخاصة، إلا بحد معين ومعروف».
وذكر جلالته «الآن إذا رأينا أموراً تتطلب المعالجة، فهي بلا شك في طريق العلاج، لا يمكن أن نواجه مشكلة في البحرين ولا نبدأ بعلاجها، لا يمكن، لأننا إذا تركناها ستتراكم، لأننا سنواجه مشاكل أخرى في المستقبل».
وقال جلالته: «على كل حال، لا أريد أن أطيل عليكم، هذا اليوم من أسعد الأيام، وهذا اليوم يرمز للوحدة والاتحاد الوطني في بلدنا، وهذه هي قوتنا، وأنا أشكركم وعاجز عن الشكر، لأن هذه المبادرة منكم أنتم، وأردتم رؤيتنا ونحن أردنا رؤيتكم كذلك، والحمد لله على تحقق هذا الشيء، وما جرى في هذا البلد هو خير لها بكل تأكيد، وتعلمنا الدروس المفيدة والعبر التي استخلصناها مما مررنا به، والإنسان المؤمن لا يكرر الخطأ، فلذلك؛ نحن ماضون معكم إلى الأحسن. وإلى اليوم نرى البحرين دولة متقدمة على دول في العالم المتقدم، فالحمد لله والشكر لله، وإن شكرتم لأزيدنّكم». وأضاف جلالة العاهل «بقيت لدي نصيحة عائلية أود أن أشاركها معكم، هذه الدنيا بها الكثير من الأمور الجميلة والمسلية والوقت الطيب، أكثر مما نراه في التلفزيونات والأخبار، وإجهاد أنفسنا بهموم أناس بعيدين عنّا كل البعد، فإذا أردنا أن ننشغل، فلننشغل بهموم صيّادي البحر لدينا وبهموم الصناعة في البحرين، ننشغل في شئوننا الخاصة وبطريقتنا. وندع أوقاتًا لفرحتنا وأسرنا وتربية أبنائنا على المحبة، أما الأبناء إذا ما رأوا الأسرة مركزة على الأخبار والهموم ومشاهدة الأخبار المكررة لأكثر من عشرين مرة، هذا به مضيعة للوقت، ففي هذا الوقت تستطيع الاستفادة منه في القراءة فهي أفضل، وتنعش الذاكرة كما يقولون، أما إذا شاهدت التلفزيون وسألك شخص بعد خمس دقائق ماذا شاهدت، تنسى ما تشاهده لأنه لا يرسخ في الذاكرة». وتمنى جلالة الملك في ختام حديثه للعائلات البحرينية «كل التوفيق، ونحن جميعًا بخير بإذن الله ثم بسلامة العم العزيز رئيس الوزراء وولي العهد وعلمائنا الكرام، فهذا الشيخ أحمد يبدي رأيه السديد الذي به مصلحة البحرين متى ما تسنت له الفرصة، بالإضافة إلى الإخوان رئيس مجلس الشورى ورئيس مجلس النواب، وجميع الإخوان الذين خدموا البحرين بجهد جهيد، هم معنا اليوم، ووفقهم الله وأصبحوا قدوة لأبنائهم وإخوانهم، فإن شاء الله نكون معكم قدوة للأجيال القادمة بإذن الله، شكرًا لكم».
المنامة - محرر الشئون المحلية ، بنا
أشادت فعاليات وطنية في تصريحات لـ «الوسط» بمضامين اللقاء الذي تشرفوا فيه بلقاء عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي تم مساء أمس السبت (17 سبتمبر/ أيلول 2011) في قصر الروضة بحضور عدد من عوائل المنامة ومجموعة من الأكاديميين.
ونقلت وكالة أنباء البحرين (بنا) عن الأمين العام المساعد لاتحاد الحقوقيين العرب عباس هلال قوله: «لقد تشرفنا بلقاء جلالة الملك المفدى وكان لقاءً متميزًا وكانت كلمة جلالة الملك فيها سمو المشاعر ونظرة سياسية واجتماعية واقتصادية إلى الأمام، حيث أشار جلالته إلى أن مسيرة الإصلاح والتقدم ستمضي بكل عزم وإقدام، ونحن قادرون على تجاوز كل المصاعب بقوتنا ولحمتنا الوطنية، مشيداً جلالته بشعب البحرين قائلاً إنه محظوظ بهذا الشعب ونحن نقول إننا نحن المحظوظون بجلالة الملك».
الى ذلك، قال هلال لـ «الوسط»: «لقد تشرفنا بلقاء جلالة الملك المفدى، حيث استهل الحديث بسمو المشاعر والتمنيات والترحيب، وكانت كلمته السامية كلمة منهجية، حيث بدأ بطبيعة شعب البحرين المتسامح، وتحدث جلالته عن سمة العفو، مبينا أن ذلك ليس موجوداً فقط في مواد الدستور وإنما ذلك وارد في مقدمة الدستور أيضاً، كدلالة على حضور هذه القيمة في أبرز المواقع القانونية والإنسانية».
وأضاف «استرسل جلالته في الحديث عن أننا مازلنا على تواصل ونقبل الرأي والنصيحة وسنمضي قُدُماً لا يميناً ولا شمالاً ولا رجوعاً إلى الوراء وإنما سننظر إلى الأمام، وأنه على رغم كل الأحداث التي مرت بها البلاد والتي قد يأتي ما هو أشد منها، إلا أنه «لم يحصل إلا الخير».
وأكمل هلال: «ولم يفت جلالته أن يستذكر أنه كان طالباً في المدارس الحكومية، وأنه ظل دائماً قريباً من الناس، كما تطرق إلى الحرص على الوحدة الوطنية، والحرص على التواصل، وأبدى نصيحته الشخصية بالتوجه نحو الثقافة بدلاً من الأخبار المكرورة».
وتابع هلال «وفي السلام على جلالته طلبنا من جلالته مبادرة سياسية قوية تمضي بالحراك السياسي إلى الأمام تتضمن عودة الأطباء والأكاديميين إلى أعمالهم».
وشدد هلال على أن «كلمة العاهل كانت كلمة منهجية فيها نَفَسٌ متفائلٌ ومتسامحٌ جريا على عادة جلالته خلال لقاءاته برجالات البلد، ونحن بدورنا نأمل كحراك حقوقي واجتماعي بخطوات قادمة إن شاء الله نحو مزيد من الديمقراطية وإعادة رفع سقف الحريات وإصدار توجيهات جلالته نحو ترشيد الإعلام الرسمي وشبه الرسمي».
وتابع «نأمل ويشرفنا أن نناشد جلالة الملك إطلاق المعتقلين كافة ووقف المحاكمات ولجان التحقيق ومجالس التأديب وعودة جميع المفصولين والموقوفين، ونسير نحو إصلاح متقدم أكبر وأشمل كما ذكر جلالته في خطابه أنه يتقبل المناشدات والرأي».
وأشاد هلال بالنَّفَس الوطني الذي ركز عليه فيصل المحروس الذي ألقى كلمة أمام العاهل أكد فيها أن شعب البحرين يعتز بقيادة جلالته باعتباره رمزاً للعزة الوطنية.
من جانبه، قال رئيس الجامعة الأهلية عبدالله الحواج لـ «الوسط» : «تشرفنا بلقاء جلالة الملك، كما استمعنا لكلمته التي حملت الكثير من المعاني الطيبة، ففي كل مرة نلتقي جلالته نخرج حاملين المزيد من التفاؤل والأمل».
وذكر الحواج أن «ما يميز كلمة العاهل أنها كانت كلمة ارتجالية وتحدث فيها بأمور كثيرة وكان التركيز على الوحدة الوطنية، والتحذير فيها من كل ما يذاع في الإعلام وأن نستخدم العقل أكثر من الانفعال في التمحيص والاستدلال».
وأضاف «كما تحدث جلالة الملك عن العفو وذكر كلاماً طيباً عن أنه جاء في مقدمة الدستور والميثاق، كما أكد كذلك ضرورة احترام دولة القانون».
وأردف «في الواقع كانت توجيهات العاهل وحتى أسلوب جلالته تفاؤلية بشكلٍ كبير، يبشر بانفتاح شديد، كما بين جلالة الملك أنهم مهتمون بتحري الدقة في كل ما يصل إليهم، وركز على أن عملية الإصلاح مستمرة وعملية التطور ماضية في البحرين كما في العالم المتحضر».
وتابع «كل من حضر خرج بانطباع جميل جدّاً، حيث أبعدنا جلالته عن جو التشاؤم؛ لأن الكثير يشعر بالمرارة والألم مما حدث في فبراير/ شباط ومارس/ آذار وما تلا ذلك من تداعيات تهدد بشق النسيج الاجتماعي في البلاد، وكل من حضر شعر أن الباب مفتوح في إعادة النظر في الكثير من الأمور، الأمر الذي أشعرنا فعلاً أننا نتحدث مع مواطن بحريني أصيل يلح على المساهمة في حلحلة قضايا شعبه ووطنه».
وختم الحواج بالقول: «من هذا المنطلق؛ نحن نعاهد العاهل بأن نكون على قدر المسئولية وأن نلاقي ونقابل ذلك بالوفاء لجلالة الملك، وكلنا مؤيدون للصلاح وليس للتطرف الذي يدخل البلاد في فوضى بالتأكيد لن تكون فوضى خلاقة».
من جانبه، صرح نائب محافظ الوسطى عبداللطيف جاسم السكران لـ «بنا» قائلاً: «تشرفنا في هذا اليوم البهيج وفي لقاء عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه عدداً من العوائل البحرينية العريقة الأصيلة التي ما فتئت تقدم الولاء وأن تقف بدعمها ومساندتها لكل الخطوات التي اتخذها جلالة الملك وخاصة في خطابه الكريم بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان والذي أمر فيه بتنفيذ بعض الأوامر التي من شأنها أن تعود بالنفع على البلاد والعباد».
فيما قال عضو مجلس النواب الشيخ جواد بوحسيّن لـ «بنا»: «حضرت في هذا اليوم مقابلة جلالة الملك المفدى واستمعت للكلمة السامية لجلالته التي ركزت على عدة جوانب مهمة وأساسية، منها: التركيز على اللحمة الوطنية وعلى مصلحة البلاد والعباد بالدرجة الأولى، وأنا أعتقد أنه يجب تغليب مصلحة البلد على المصالح الشخصية أو الحزبية».
ونقلت «بنا» عن منير حسن محمود قوله: «كان لقاؤنا اليوم مع جلالة الملك المفدى وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد حفظهم الله، لقاءً بحرينيّاً وهو ما اعتدنا عليه من قيادتنا الحكيمة، كانت كلمة جلالة الملك المفدى عن أوضاع البلد والتأكيد على أن شعب البحرين شعب متكامل ومتواصل في الخير دائمًا».
من جهتهه، قال نائب محافظ العاصمة علي العصفور لـ «بنا»: «كما عوّدنا جلالة الملك المفدى، دائمًا يكون لقاؤنا به حميميّاً، وكما هي سجايا جلالته وأخلاقيات هذا الملك القائد الذي يكسب قلوب مستمعيه في جلساته، وعبر جلالته عن سعادته بهذا اللقاء، وتطرّق إلى العديد من المرتكزات الضرورية للمرحلة المقبلة، ومن أهمها التأكيد على أهمية اللحمة الوطنية كثابت قوي وهو ما جسده الآباء والأجداد وسيتمكن الأبناء من حمله في هذه الفترة».
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/595678.html