العدد: 1196 | الأربعاء 14 ديسمبر 2005م الموافق 13 ذي القعدة 1426هـ
جنبلاط في حماية نصرالله
لبنان يودع تويني بـ «عرس شعبي»
شارك أكثر من 300 ألف لبناني أمس في تشييع النائب والصحافي جبران تويني ورفيقيه في أكبر حشد شعبي منذ 14 مارس/ آذار، وسط اشتداد الحملة على دمشق التي يتهمها معارضوها في بيروت بسلسلة الاغتيالات التي شهدها لبنان خلال الحرب وبعدها. ودعت ابنة الراحل، نايلة تويني، الموجودين إلى ترديد القسم الذي أطلقه والدها في 14 مارس الماضي خلال تظاهرة المليون ضد سورية، وقال فيه: «نقسم بالله العظيم، مسلمين ومسيحيين، أن نبقى موحدين، إلى أبد الآبدين، دفاعاً عن وطننا العظيم». وردد المشاركون القسم وسط أجواء من التأثر والتصفيق. ومن جهة أخرى، شن النائب وليد جنبلاط الليلة قبل الماضية أعنف هجوم على سورية، إذ دعا إلى سقوط النظام السوري ومعاقبة رئيسه بشار الأسد الذي وصفه «بالرجل المريض»، موضحاً أنه وضع نفسه في حماية الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله. إلى ذلك، عقد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى محادثات مع مسئولين لبنانيين في بيروت أمس في مسعى إلى تهدئة التوتر القائم بين الجارتين لبنان وسورية، في وقت وزعت فيه فرنسا على أعضاء مجلس الأمن مشروع قرار لتمديد مهمة لجنة التحقيق ستة أشهر، وتوسيع صلاحياتها لتشمل عمليات اغتيال أخرى وقعت أخيراً في لبنان.
بيروت، دمشق وكالات
ودع آلاف اللبنانيين أمس في «عرس شعبي» كبير الصحافي والنائب جبران تويني، وسط حداد وإضراب عامين في البلاد، دعت إليهما «هيئة متابعة انتفاضة الاستقلال» المشكّلة من قوى «14 آذار». وتحولت الجنازة إلى تعبير عن الغضب تجاه دمشق التي يوجه كثيرون أصابع الاتهام إليها فيما يتعلق بالاغتيال، في وقت وضعت الشرطة اللبنانية رسماً تشبيهياً لأحد المشتبه بهم في تنفيذ الجريمة. وشارك عشرات آلاف اللبنانيين في مأتم تويني. في حين نظم مجلس النواب جلسة تأبينيه للنائب الراحل تحدث خلالها عدد من النواب الذين نعوا «شجاعة» تويني وجرأته وتمسكه بمبادئه. ومما قالته النائبة صولانج الجميل إن اغتيال تويني سبقته «تهديدات سورية واضحة»، داعية إلى الاستعانة بالرعاية الدولية من أجل وضع حد لمسلسل «الإرهاب». في حين شن النائب مروان حمادة (خال تويني) حملة عنيفة على سورية متهما إياها بسلسلة الاغتيالات التي شهدها لبنان خلال الحرب وبعدها ، ابن شقيقة حمادة. ومن أمام مبنى صحيفة «النهار» انطلقت مسيرة التشييع إلى كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، إذ شارك عدد من النواب من بينهم نائب حزب الله محمد رعد في المأتم. ودعا المشيعون الذين حملوا جثامين تويني ومرافقيه والتي لفت بالعلم اللبناني الرئيس إميل لحود للتنحي عن منصبه قائلين «يا لحود.. أنزال أنزال هالكرسي بدها رجال». كما رددت مجموعة من المشيعين عبارات ضد الرئيس السوري بشار الأسد قائلة «بدنا رأسك يا بشار». وفي الكاتدرائية، قال الوزير اللبناني السابق غسان تويني، خلال مأتم ابنه انه لا يدعو «إلى الانتقام ولا إلى الحقد»، إنما إلى وحدة اللبنانيين دفاعا عن لبنان والقضية العربية. ثم ألقت نايلة تويني (ابنة الراحل) كلمة دعت فيها الموجودين إلى ترداد هذا القسم الذي أطلقه والدها في 14 مارس/ آذار الماضي خلال تظاهرة المليون ضد سورية، وفيه: «نقسم بالله العظيم، مسلمين ومسيحيين، أن نبقى موحدين، إلى أبد الآبدين، دفاعا عن وطننا العظيم». وردد المشاركون القسم وسط أجواء من التأثر. ومن جهة أخرى، قالت مصادر أمنية إن الجيش اللبناني فجر صاروخا كانت طائرات حربية إسرائيلية أطلقته في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على منطقة حدودية لبنانية إسرائيلية.
عواصم وكالات
زاد محتوى التقرير الثاني لرئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، ديتيلف ميليس من الضغوط الدولية على سورية، إذ دعا النائب اللبناني وليد جنبلاط إلى سقوط النظام السوري ومعاقبة رئيسه بشار الأسد الذي وصفه «بالرجل المريض»، فيما قدمت فرنسا لمجلس الأمن مشروع قرار لتمديد وتوسيع مهمة لجنة التحقيق الدولية. في وقت أبدى فيه «الشاهد السوري المقنع» استعداده لمقابلة جماعات حقوق الإنسان للبرهنة على انه لم يجبر على سحب شهادته، كما زعم ميليس في تقريره. وقال جنبلاط في تصريح لشبكة «سي ان ان» الليلة قبل الماضية «هذه المرة ينبغي أن يتغير هذا النظام وان يحاكم هذا الرجل المريض في دمشق... إذا بقي لن نعرف الاستقرار في الشرق الأوسط». وأضاف «أن أي شخص ينتقد النظام السوري أو الهيمنة السورية سيقتل على أيدي نظام بشار الأسد»، داعيا إلى معاقبته و«إلا لن يعرف لبنان السلام». وأضاف جنبلاط «أنا في حماية الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصر الله، من نظام الأسد الذي يقتل كل واحد قال لا للوجود السوري المافياوي في لبنان». وأضاف «قلنا نعم للحوار مع المقاومة وحمايتها، نعم لمزارع شبعا، للأسرى المعتقلين واعتبار حزب الله في المنظومة الدفاعية مع الجيش، ما هو مطلوب أكثر من هذا؟». يأتي ذلك في وقت انتقدت فيه الصحف السورية أمس تقرير ميليس واعتبرت أن «عورات هذا التحقيق أصبحت أكثر انكشافا». واعتبرت انه «عملية استنساخ لأسلوب الفرضيات ولغة «قد وأخواتها» من الاحتمالات المبنية على فرضيات الظن والتي لا تستند على مضمون دقيق، فعملية الاغتيال جاءت كمحاولة لإنقاذ التقرير من ضعفه الذي يزداد شيئا فشيئا». إلى ذلك، قال محامي «الشاهد السوري المقنع» هسام طاهر هسام إن موكله مستعد لمقابلة جماعات حقوق الإنسان للبرهنة على انه لم يجبر على سحب شهادته. وكان ميليس زعم في تقريره أن هناك «معلومات موثوق بها» على أن سورية ضغطت على أحد الشهود لكي يسحب شهادته. وعلى صعيد متصل، أعربت الخارجية الأميركية عن تأييدها طلب لبنان تشكيل محكمة دولية في اغتيال الحريري، معربة عن شكرها لميليس وذلك بسبب المعلومات المهمة التي اطلع مجلس الأمن عليها. في حين وزعت فرنسا على أعضاء المجلس مشروع قرار لتمديد مهمة لجنة التحقيق، ستة أشهر وتوسيع صلاحياتها لتشمل عمليات اغتيال أخرى وقعت أخيرا في لبنان. وينص مشروع القرار على أن المجلس «أخذ علما» بطلب الحكومة اللبنانية إنشاء محكمة ذات طابع دولي لمحاكمة الأشخاص المتهمين بقتل الحريري. ويكلف النص الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان «مساعدة الحكومة اللبنانية على تحديد طبيعتها». وفي السياق ذاته، أكد الأمين العام المساعد للشئون السياسية في الجامعة العربية أحمد بن حلي أن زيارة الأمين العام عمرو موسى لكل من سورية ولبنان تأتي في إطار محاولات مشابهة لنزع فتيل التوترات التي تشهدها المنطقة. وشدد بن حلي على أن تحرك موسى ينطلق من عدد من العناصر الأساسية أهمها تقرير ميليس، وكذلك صيانة استقرار لبنان وسورية والحفاظ على علاقتهما التاريخية
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/507017.html