العدد: 2017 | الجمعة 14 مارس 2008م الموافق 06 ربيع الاول 1429هـ
بروين حبيب من «يرث» إبداعها في تلفزيون البحرين؟!
شاعرة وباحثة أكاديمية وإعلامية بحرينية مبدعة، نجحت في كل مستوى من هذه الحقول الثلاثة في أن تصنع حضورها المميز والبارز. تعرّفنا إليها خلال تقديمها للكثير من البرامج على تلفزيون البحرين، ولكنن تعرفنا أكثر فأكثر إلى جوانبها المتميزة من خلال إطلالتها على قناة دبي الفضائية.
تلك الإعلامية والشاعرة المميزة هي بروين حبيب، وقد دخلت مجال الإعلام العام 1988 مذيعة في فضائية البحرين ثم انتقلت في العام 1999 إلى قناة دبي الفضائية مذيعة لنشرات الأخبار ولبرنامج «مساء الخير يا دبي»، ثم برنامج «صواري» الثقافي المخصص لاستضافة شخصيات فكرية ضمن حوارات جادة، ومن ثم برنامج «نلتقي» الثقافي والفكري الذي يعكس ميولها واهتماماتها، وغيرها من البرامج الشعرية والثقافية هذا بالإضافة إلى برنامج «أهل المعرفة» الذي عكس ميولها واهتماماتها أيضا، وهذا الشهر عادة لتتألق من جديد من خلال برنامج «نلتقي مع بروين حبيب».
«نلتقي مع بروين حبيب» هو برنامج ثقافي رفيع المستوى أطلع علينا مساء الأحد الماضي علينا بحلة جديدة في الساعة 10:30 مساء. هذا البرنامج يهدف إلى استضافت أصحاب التجارب والخبرات الإنسانية من ممثلين وأدباء وإعلاميين ليحكوا مشوار حياتهم وحكايات نجاحهم وأسرار حضورهم الإبداعي اليوم في المشهد العربي ثقافيا وفنيا.
يعتمد البرنامج في اختيار ضيوفه على ثراء تجارب الضيوف ونجوميتهم ودرجة حضورهم أو قربهم من المشاهد العربي. ليأخذ المشاهد في رحلة إبحار مع أسماء لامعة بتاريخها أو بتميّزها على رغم حداثة عمرها الفني أو الثقافي. مقدمة البرنامج بروين حبيب تتمتع بمسيرة إعلامية متميزة في حقل الإعلام الثقافي والأدبي. وهي تقف على خلفية أكاديمية رفيعة، إذ تحمل درجة الدكتوراه بامتياز في الأدب العربي ولها تاريخ طويل في المجال الإعلامي.
رحلة بروين حبيب الشابة القادمة من البحرين لتقيم في دبي تبدو مليئة بالمحطات التي ربما لم تمر بها فتاة خليجية مثلها، وقد بدأتها مبكرا بالتمثيل المسرحي، ومنه انتقلت إلى الأداء الصوتي في البرامج الإذاعية والتلفزيونية ثم صارت مقدمة برامج قبل أن تتخرج من الجامعة، ووسط هذا تحولت من التمثيل إلى الشعر، وواصلت مشوارها الأكاديمي حتى حصلت على الماجستير ثم الدكتوراه في الأدب الحديث، وخلال هذه الرحلة لم تقاطع جمهورها الذي أطلت عليه مرة لتحدثه في الثقافة وثانية في الفن أو المجتمع ومرات لتقرأ عليه النشرات السياسية. بروين وفي تصريحات إعلامية سابقة ذكرت بأنها تهوى التمثيل المسرحي بشدة، خصوصا عندما كانت طالبة في المدرسة. وقالت: كنت أشارك في كل المهرجانات ومسابقات التمثيل بين مدارس البحرين، ومن هناك التقطوني عندما كان عمري 11 عاما لأقوم بالأداء الصوتي في البرامج التي كانت تنتجها مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي، ثم بدأت بتقديم برامج مماثلة في إذاعة البحرين مثل برنامج «عندما يرتفع الستار» الذي كان يقدم تاريخ المسرح العالمي، وكنت أشارك فيه مع ممثلين من خريجي معاهد الفنون المسرحية».
وأضافت «بعد ذلك بدأت علاقتي بالتلفزيون من خلال برامج الأطفال مثل «مجلة العصافير» واستمرت مشاركاتي متقطعة فيه حتى العام 1988 عندما كنت طالبة في الجامعة وكنت رئيسة لنادي المسرح الجامعي، وعضوة بجمعية اللغة العربية، ومسئولة الإذاعة الجامعية، وأشارك في ندوات ومسابقات إلقاء الشعر». وتضيف «في هذا الوقت جاء مسئولون من التلفزيون يبحثون عن وجه جديد فوقع اختيارهم علي، وبدأت في تقديم برنامج «أغاني وأفلام» العام 1989، ثم طلبوا مني أن أقدم نشرة الأخبار الرئيسية، ثم تم تثبيتي مقدمة برامج بدوام جزئي منذ ذلك الوقت وأنا طالبة بالجامعة وصرت أقدم نشرات الأخبار الرئيسية إضافة إلى برامج منوعة كالسهرات المشتركة وبرامج العيد وبرامج أطفال وبرامج اجتماعية... ولكنني كنت في النهاية أحب أن أتخصص في البرامج الثقافية».
وعلى رغم الحب الذي كانت تكنه للمثيل فإنها تركته، وتقول بروين حبيب «كنت في البداية أعطي اهتماما أكثر بالتمثيل لدرجة أنهم كانوا يسمونني عاشقة المسرح الصغيرة، ولكن أسرتي محافظة فرفضوا أن أواصل في هذا المجال، فشاركت في آخر مسرحية عندما كنت في الثانوية العامة، فلجأت للإذاعة ولإلقاء الشعر الذي أحبه وأنا في الجامعة، وكان في هذا تعويضا لي عن تركي للتمثيل».
وتقول إن الاهتمامات الأدبية ظهرت لديها منذ صغرها، وتضيف «كان لدي اهتمام بالقراءة في الشعر والقصة، وكنت أكتب الخواطر، وبدأت النشر في عامي الأول بالجامعة بعد أن شجعني الشاعر علوي الهاشمي على نشر خواطري في صفحة حقيبة الأدب بمجلة «هنا البحرين»، ثم تطورت تجربتي من كتابة الخواطر إلى كتابة الشعر، وفي تلفزيون البحرين تمكنت خلال فترة عملي من تقديم عدد من البرامج الثقافية كان من بينها «إضاءات» و»شموع على الطريق» و»شظايا الإبداع» وفي هذا البرنامج الأخير الذي قدمته العام 1998 بعد حصولي على الماجستير في الأدب من القاهرة كانت بداية الحوارات الأدبية التي أجريتها في تلفزيون البحرين مارست بروين حبيب، إذا، التمثيل والشعر وتقديم البرامج.
وإكمال لمسيرتها قالت بروين حبيب، إنه بعد برنامجها «شظايا الإبداع» تعاقدت مع تلفزيون دبي في العام 1998 وبدأت في تقديم برنامج اسمه «صواري» كنت تسافر فيه للقاء المبدعين على أرضهم للحوار معهم، وبعدها قدمت برنامج «وجوه» الذي كان يقوم على فكرة مشابهة، وبعد تطوير القناة العام الماضي والشكل الجديد الذي خرجت به صار اسم برنامجها «نلتقي... مع بروين حبيب».
وتصف بروين دبي بأنها «مدينة كوزموبولتيك تتميز بخليط من الجنسيات والأديان والثقافات والتجارب الإعلامية المختلفة أجد أن حياتي فيها تثري تجربتي الإعلامية». وتضيف أن دبي مختلفة عن معظم دول الخليج «فهي أكثر انفتاحا، كما أن تلفزيون دبي أعطاني فرصا كثيرة، وقد جئت إلى قناة دبي في البداية بعقد مدته سنة، ولكنه صار يتجدد تلقائيا، فقد أحبوا أن أواصل معهم، وأنا أرى أن تلفزيون دبي أعطاني فرصا أكثر للالتقاء بالمبدعين الذين كنت أحلم بلقائهم، فمعظمهم الآن رأيتهم وأصبح عندي آلاف الساعات التلفزيونية مع الشخصيات التي كنت أحلم أن أجري لقاءات معها، ولذلك أشعر أن تجربة قناة «دبي» مهمة في حياتي خصوصا مع إطلاق الشكل الجديد للقناة، فأحس أن برامجي صار له موقعه المميز».
بروين حبيب مذيعة بحرينية مبدعة ومميزة، استطاعت خلال السنوات التي عملت بها في تلفزيون البحرين أن تخلق جوا ثقافيا مميز، إلا أنه وبعد انتقالها إلى تلفزيون دبي نستطيع أن نقول إن الهالة الثقافية التي توجت بها تلفزيون البحرين بدأت في التلاشي، فهل لها خليفة في تلفزيون البحرين، أم نحن بانتظار إعلامي أو إعلامية مبدعين لسد الفراغ الذي خلفته بعد انتقالها إلى تلفزيون دبي؟!.
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/283956.html