العدد: 200 | الإثنين 24 مارس 2003م الموافق 20 محرم 1424هـ
نداء إلى وزارة الإسكان
شيء بعد شيء تجعلنا الأيام نغادر، وتأخذ منّا أحلى الحنين وتسرق منا الانتظار، وننسى اشتياقنا وأملنا وحبرنا، نخلد للصمت ونكتب الأمل الأخير.
هذا هو حالي وحال أبنائي بعد طول معاناة مع وزارة الإسكان التي سلبتني منزلي وأملي بالاستقرار، وتبدأ معاناتي ومشكلتي الحقيقية منذ العام 1985، وفي هذا العام تسلمت بيت إسكان في مدينة حمد في الدوار الرابع مقابل مسجد الزهراء حاليا، وكنت أدفع القسط كل شهر (50 دينارا) إلى أحد المصارف، وقمت بتأثيث جزء من المنزل، إذ وضعت المكيفات والسجاد وقمت بزرع الحديقة ووضع بعض الأسرّة في الغرف، واستمريت بالدفع حتى العام 1999، بعدها تفاجأت بأن البيت الموعود قد سحب، وإن صح التعبير أخذ مني بالقوة، ومن غير أي سابق إنذار، والسبب الوحيد هو أنني كنت خارج البلاد، إذ انه بسبب الظروف المادية الصعبة التي كنت أمر بها وعدد أسرتي الكبيرة سكنت في الكويت، بحيث حصلت على فرصة عمل جيدة حتى أتمكن من توفير النقود اللازمة لأسدد بها قسط المنزل وبعض الديون المتراكمة عليّ، ولأوفر طلبات أبنائي.
وعندما أنهيت ديوني قررت أن أرجع لوطني الحبيب، وأن أضع حدا للغربة التي أعيشها، ولأعيش وسط أهلي وأصدقائي، وفعلا حدث هذا في العام 1992، إذ رجعت لوطني وكلي أمل بأن أجد الراحة المرجوة والوطن المحب الذي سيحضنني أنا وأبنائي، ولكن الصدمة كانت قوية، إذ وجدت نفسي في غربة أكبر عما كنت أعيشها، فجميع الأبواب قد أغلقت في وجهي، فقد تراكمت عليّ الديون أضعافا مضاعفة، حتى أوفر سكنا بالإيجار لأسرتي، هذا طبعا بعد أن سرق منزلي، وهكذا بسبب هذه الظروف الصعبة والمرة أصبت بمرض السكري والضغط وارتفاع الكريسترول والحصى من القهر الذي مررت به، إذ صرفت كل ما جمعته في الغربة، ومرت علينا أيام لم نجد خبزا نأكله، إذ كنت بلا وظيفة... وفي العام 1993 طرقت باب الإسكان مجددا وخصصوا لي مبلغا قليلا جدا لا يغني ولا يسمن من جوع، إذ انهم يرغبون في شراء منزل جيد ولا توجد به شروخ، وليس آيلا إلى السقوط ويستطيع مقاومة ظروف البيئة (25 عاما) مدة القرض، حينها ذهبت إلى الدلالين، فوقعت في خداعهم ونصبهم بسبب جهلي بأنظمة وقوانين وزارة الإسكان، إذ دفعت لهم كعربون شراء ما يفوق 2500 دينار، ولم أحصل حتى الآن على البيت ولا على النقود.
وفي كل مرة يتم فيها تمديد القرض حتى العام 1998 عندها فوجئت بانتهاء فترة البيع، بردت أطرافي ورحت في حال الجمود والدهشة، ماذا أفعل؟! أحسست بخيبة أمل، وكيف أعيد البسمة والطمأنينة إلى عائلتي التي كانت تعيش على هذا الأمل، وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول 1999 قدمت طلب الحصول على وحدة سكنية وحتى الآن لم يتحقق مرادي.
فتصوروا وضع رجل بهذا السن وبهذه الظروف كيف أستطيع تدبير سكن لهذه الأسرة، فها أنا أعاني من الضغط والسكري، وعندما أخلو إلى نفسي أخاف على عائلتي من الضياع بعدي. كيف سيكون مصيرهم، وأين يسكنون، ومن أين لهم تدبير أمورهم المعيشية والوضع المادي على هذا الحال؟
الاسم لدى المحرر
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/203140.html