العدد: 8 | الجمعة 13 سبتمبر 2002م الموافق 06 رجب 1423هـ

البورصات الخليجية تزدهر مع عودة المستثمرين من أميركا

في الوقت الذي ترزح فيه أسواق العالم تحت وطأة التباطؤ، تنعم بورصات الخليج بالازدهار منذ عام مع انتعاش أسعار النفط وعودة المستثمرين الخليجيين القلقين بشأن أمان استثماراتهم في الولايات المتحدة.

ويقول اقتصاديون من منطقة الخليج الغنية بالنفط: إن المستثمرين الذين كانوا يتجاهلون أسواقهم المحلية بسبب افتقارها لفرص مربحة، وحالة عدم التيقن السياسي، بدأوا يستثمرون المزيد من أموالهم في أوطانهم، حيث ارتفعت أسعار الأسهم بنسبة 15 في المتوسط منذ بداية العام 2002.

وقال مدير في بنك البحرين الدولي عادل السيد: «بعض المستثمرين قلقون بعض الشيء على أمان استثماراتهم الاميركية على المدى الطويل بسبب التوترات السياسية».

وقال مديرو استثمارات إن التحقيقات الأميركية في ما تطلق عليه «أموال الإرهاب» التي تمول تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن، دفعت الكثير من المستثمرين الخليجيين لتحويل ما يصل إلى 40 مليار دولار من الولايات المتحدة إلى حسابات أكثر أمانا غالبيتها في اوروبا.

وعاد نحو عشرة مليارات من هذا المبلغ وهي نسبة ضئيلة من نحو تريليون دولار تستثمر في الأسواق الغربية، إلى الخليج مما ضخ سيولة إضافية في أسواق الأسهم والعقارات، خاصة في البورصة السعودية، وهي أكبر سوق للأسهم في العالم العربي.

ويقول رئيس شركة رنا الاستثمارية في الرياض، مازن حسونة، «المبالغ التي عادت ليست كبيرة، لكن في ضوء فرص الاستثمار المحدودة أمام المستثمرين المحليين: فإنها تعتبر كبيرة».

لكن القلق الأكبر ينصب الآن على العراق مع احتمالات غزو أمريكي لبغداد للاطاحة بالرئيس صدام حسين، قد يطول أمده فيصبح نقمة على أسواق الخليج في حين أن توجيه ضربة حاسمة سريعة قد يكون بمثابة نعمة عليها.

وقال حسونة «إذا وجهت ضربة سريعة وحاسمة للعراق ستشهد أسواق المال ارتفاعات أكبر مع تبدد جميع أسباب عدم التيقن».

ويقول سماسرة إن شبح الحرب الذي يخيّم على المنطقة، أضر بالفعل ببعض الأسواق في الأسابيع القليلة الماضية، خاصة أسواق الكويت والسعودية بسبب قربها من العراق، فهبط مؤشر السوق الكويتية بنسبة ثلاثة في المئة الأسبوع الماضي، في حين تراجعت أحجام التداول في السوق السعودية وسط حالة من الترقب. لكن الأسواق الأخرى مثل: قطر وعمان والبحرين والامارات، لم تشهد الدرجة نفسها من القلق.

ويضيف السماسرة أن الكثير من المستثمرين، يحجمون عن إقامة استثمارات طويلة الاجل، ويركزون بدلا من ذلك على المضاربات قصيرة الاجل.

وقالت شركة «شعاع كابيتال للاستثمار» في دبي إن ارتفاع الطلب أثار ارتفاعا بنسبة 18 في القيمة السوقية للأسهم المتداولة لنحو 150 شركة إقليمية إلى 251 مليار دولار في العام حتى أغسطس/آب الماضي.

ويقول السماسرة: إن ثقة المستثمرين تدعمت بدرجة أكبر بالأداء المالي الأفضل مع ارتفاع أسعار النفط بأكثر من المتوقع. وعائدات النفط هي عماد اقتصاديات المنطقة.

كما شجعت التخفيضات المتتالية لأسعار الفائدة، الكثير من المستثمرين على التحول إلى الأسهم الممتازة الرخيصة نسبيا والتي توزع عائدات تتراوح بين خمسة وثمانية في المئة.

وتمكنت سوق الأسهم السعودية على رغم تراجعها عن ذروتها في مايو/ آيار الماضي من تحقيق ارتفاع بنسبة 9,4 حتى الان هذا العام.

وكان من اكبر الرابحين سهما قطر للاتصالات، وبنك قطر التجاري، فارتفع كل منهما بنحو 50 ، مما أدى إلى ارتفاع مؤشر السوق القطرية بمعدل 44 في الاشهر الاثنتي عشرة الماضية بعد ارتفاعه في العام الماضي بمعدل 37 .

وحققت شركة إعمار العقارية في سوق دبي زيادة في الارباح بنسبة 50 في منتصف العام 2002 مع ازدهار السوق العقارية في الخليج ويتوقع ان تزيد ارباحها الموزعة هذا العام


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/116479.html