العدد: 4713 | الأحد 02 أغسطس 2015م الموافق 17 شوال 1436هـ

«سِجالات الدِّين والتغيير في المجتمع السعودي» للسَّيف...

القرْية وتفكُّك الإجماع القديم... المدينة... وتجديد الخطاب الدِّيني

القرْية وتفكُّك الإجماع القديم... المدينة... وتجديد الخطاب الدِّيني

قليلون هم الذين يمكن حصرهم في المشهد الفكري والثقافي السعودي، ممن أنهوا دراساتهم العليا في الجامعات البريطانية والأميركية، وغيرها من كرَّسوا وقتهم للاشتغال على الحالة السعودية - عموماً - في ظل التحولات التي يشهدها المجتمع السعودي، والخليجي، وهي تحولات أزاحت كثيراً من البنى التقليدية، ومن بينها بُنى التفكير والنظر والعلاقات في الوقت نفسه. الاشتغال الذي يتتبَّع السجالات الراهنة؛ لا بحثاً عن تفسير لتداخلها وتناقضها وحدِّيتها في كثير من الأحيان، وانفصالها عن الواقع؛ بل لتفسير كيف يمكن لذلك السجال ألاَّ يذهب في الهدْر، وأن يُصبَّ في قنوات تسهم - في قليل أو كثير - في تجفيف منابع الترصُّد والتوتر.

كثيرون من بين أولئك من اكتفى بخوض الدرس ضمن بيئته النخبوية (الجامعات/ المعاهد/ مراكز أبحاث، وكثير منهم يعمل في وادٍ، وموضوع الدرس والعمل في وادٍ آخر).

من بين أولئك الفاعلين والمشتغلين على الحالة السعودية، الأكاديمي والمفكِّر السعودي توفيق السَّيف، في كتابه «سجالات الدِّين والتغيير في المجتمع السعودي»، الذي صدر العام 2014، عن دار التنوير للطباعة والنشر، في 190 صفحة، وهو في مساحة كبرى منه، عبارة عن مجموعة من المقالات التي نشرها في صحف سعودية وعربية، وفي مساحة أخرى تطوير وتعميق لبعض تلك المقالات، وتوسيع وتعميق لمفاهيمها وتفاصيلها.

من بين الموضوعات التي يناقشها السَّيف، تلك التحولات والانتقالات التي حدثت من الريف/ القرية، إلى المدينة، وأثر ذلك على منظومة التفكير وجانب من منظومة القيم، وتأثر الإجماع القديم بتعرُّضه إلى التفكُّك، والأثر الذي تُحدثه المدينة في استيعابها، وتطلُّبها للأفكار الجديدة والمتحوِّلة. ذلك من جانب، من جانب آخر، يتناول السَّيف موضوع تجديد الخطاب الدِّيني، والذي يظل هو الآخر محكوماً بحركة الزمن والمتغيرات فيه، وكذلك طبيعة المكان.

اختيار موضوعين ناقشهما كتاب السَّيف، الأول يتعلق بالمدينة الجديدة، والقيم والثقافة والمنظومة العامة التي تحكم القرية، والانتقال من الثانية إلى الأولى والأثر والتداعيات على تلك المنظومة من جهة، وتفكك الإجماع القديم، وكذلك اتساع الفجْوة بين الأجيال، وموضوع تجديد الخطاب الدِّيني، واستيعاب الواقع وتجديد الفقه، لارتباط الموضوعين الوثيق بموضوع التحوُّل والانتقال، إن لم يكن على مستوى المكان في الأول، والذي يُنتج بالضرورة، تحولاً وانتقالاً على مستوى منظومة الأفكار والقيم، وعلى مستوى الزمان، في الثاني، بحكم أن حاجة الفرد متحركة وليست ثابتة، وترتبط بتلك الحاجة، طريقة فهمه وأساليب ومداخل ومشروعية تعاملاته في ضوء الفقه الذي يفصِّل أمور عباداته ومعاملاته وعلاقاته.

صراع الأجيال

«خلال العقود الثلاثة الماضية، كان المجتمع السعودي، ميداناً لصراع ظاهر أحياناً، ومستتر أحياناً أخرى، بين ثقافة موروثة تكافح للحافظ على وجودها المهدد، وثقافة جديدة تسعى لاحتلال مكان الأولى. هذا الصراع يُشكِّل واحداً من مُولِّدات التوتر، وهو يتفاعل مع مصادر التوتر الأخرى في المجتمع».

يشير توفيق السَّيف في «صراع الأجيال» إلى أنه «حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، كان معظم السعوديين يعيشون في الأرياف، أو في مدن صغيرة هي أقرب إلى القرى. لكن تسارع إنتاج البترول في حقبة ما بعد الحرب، ولَّد سوقاً جذابة للعمل، في الوقت الذي كان مستوى المعيشة في الريف قد تراجع إلى مستويات مُقلقة. نتيجة لكلا العاملين، فقد تحوَّل الريف إلى منطقة طاردة لقوة العمل الفعَّالة، أي الشباب، الذين غادروا قراهم إلى المدن الكبرى بحثاً عن حياة جديدة».

الريف ليس كونه منطقة طاردة لقوة العمل الفعَّالة فحسب، هو بطبيعة محدوديته، وانغلاقه، طارد للأفكار الجديدة التي يرى فيها المهيمنون على تلك البيئة، تهديداً لمنظومة القيم الثابتة كلها.

في محاولة تشخيصه لجانب من بنْيَة المجتمع السعودي، لابد من التعريج على التوسع الهائل في المدن التي كانت قائمة، وظهور مدن جديدة، حتّمتها الطفرة في إنتاج الثروة النفطية، وبروز قيم ومنظومة أفكار جديدة ومتحولة في الوقت نفسه؛ إذ مع «توسُّع المدن، وتمدين الريف، انفتح السعوديون على العالم من خلال التعليم (1.2 مليون طالب في التعليم العالي، ونحو 4.4 ملايين في التعليم العام)، ومن خلال السفر إلى الخارج، ووسائل الإعلام وغيره».

تفكُّك الإجماع القديم

ويرى السَّيف أن القرية ليست مجرَّد مكان، بل أسلوب معيشة، ومنظومة خاصة من القيم، وحياة اجتماعية تقوم على ثقافة مختلفة؛ «ولذا فانكماش الريف بسبب الهجرة إلى المدن، أو تغيُّر أنماط المعيشة ومصادرها في القرى نفسها، يؤدِّي عملياً إلى انهيار النظام الثقافي الذي يصون عناصر الحياة القروية، ونظام المصالح الذي يتشكَّل على أرضيته هيكل العلاقات الاجتماعية الذي يميِّز القرية كمكان حيوي».

في مثل تلك الانتقالات والتحولات، أول ما تتعرض للتأثير هي العلاقات الاجتماعية، والتي تمثل جانباً من حصانة أي مجتمع عن التفكيك. الريف تلك ميّزته؛ فيما المدينة لا تعنيها مثل تلك العلاقات، بحكم التمدد والتوسع، واللهاث وراء البحث عن الفرص، وعلى رغم الضجيج الذي تتسم به، إلا أن الانعزال واحد من سماتها، والذي يمكن أن ينسجم معه سكَّانها مع مرور الوقت، بحكم متطلبات تحركهم، والإغراء الذي تثيره بتوافر الفرص أو البحث عنها.

«الضغوط الشديدة الناتجة عن تغيُّر العلاقات ومصادر المعيشة، والانفتاح على الخارج تؤدِّي - شئنا أم أبينا - إلى اهتراء الروابط الاجتماعية، وضمور الأعراف التي تعزِّزها».

بالعودة إلى تاريخ نشوء المدن الكبرى الجديدة في العالم العربي، لم تأتِ وفق منظور تم الإعداد له، معرفة وتخطيطاً للتمدُّد الذي يفرضه الزمن. وفي تفصيل أكثر يقول السَّيف: «في الوقت الراهن لا يمكن العثور على مدينة واحدة بين عشرات المدن الكبرى في العالم العربي، قامت وتوسَّعت وفق تصوُّر مُسبق، وتخطيط لمتطلَّبات مجتمعها الجديد. فهي لم تتوسَّع لأن أحداً خطط لهذا، بل لأن الإنفاق العمراني، والنشاط الاقتصادي والسياسي قد تركَّز فيها، في الوقت الذي بقي الريف مُهملاً، يواصل حياته الرتيبة ضمن اقتصاد محدود الأفق، قليل الفرص».

وبالعودة إلى القرية/ الريف، يثير السَّيف مسألة قوة النظام الأخلاقي، ذلك الذي هو بمثابة تعبير عن السلطة الاجتماعية، ويرى السيف أن «دفء العلاقات القروية، وقوة النظام الأخلاقي فيها، يُعبِّر ضمنياً عن صور السلطة الاجتماعية، تتمظْهَر عادة في ثنائية العرف/ العيب».

وفي موضوع حاكمية الجماعة على الفرد، تبرز مسألة التوافق، تلك التي تكون مرهونة بإرادتها، مقابل المدينة التي يختفي فيها مفهوم الجماعة، وبالتالي اختفاء الإرادة الجماعية الحاكمة. «مجتمع القرية إذن هو مكان الجماعة، وهو تجسيد لحاكمية الجماعة على الفرد، حيث فرصته للتعبير عن ذاته، مرهونة بتوافقه التام مع إرادة الجماعة، وحيث إرادته ذائبة فيها، وإلا فهي مقموعة. بخلاف المدينة التي لا توجد فيها جماعة - بالمعنى القروي - لكي تكون فيها إرادة جماعية حاكمة. الفرد متحرر من الضوابط الاجتماعية غير المحمية بالقانون، والطريق مفتوح أمامه لاقتناص فرص الحياة التي يتطلَّع إلى نيْلها».

اتساع الفجْوة بين الأجيال

وتحت عنوان اتساع الفجْوة بين الأجيال، يشير السَّيف إلى أن حياة القرية تتسم بمحدودية الأفق، وبطء الحراك الاجتماعي والمهني، واعتاد الجميع تقريباً على مصادر محدودة للعيش، وقلَّة التواصل الثقافي مع الخارج، وحاجة الفرد للاتكال على عائلته ومجتمعه. هذه السمات تشجِّع علاقات متينة بين الأبناء والآباء، وانتقالاً سلساً للثقافة والقيم بين الأجيال. مُضيفاً، أن الفجوة الثقافية بين الأجيال، تُمثِّل واحداً من أبرز مصادر التوتر الاجتماعي. وهي تتجلَّى على شكل تدافع تحرِّكه إرادة الجيل الجديد لفرض نمط حياته، وما فيها من اعتبارات وأعراف وقيم وأساليب تفكير. بينما يحاول الجيل القديم التشبُّث بموقعه وطريقة حياته التي أبدعها في وقت سابق، أو أورثها فاعتاد عليها، وتشكَّلت حواليها عناصر حياته.

تجديد الخطاب الدِّيني

فرضت قضية التجديد في الخطاب الديني نفسها على الأسماء الفقهية البارزة في المملكة العربية السعودية، قبل عقود قليلة؛ بحكم التحولات المتسارعة في بنية المجتمع، والتغيير الذي طرأ على التشكيلات الاجتماعية، والنزوح إلى المدينة، وبروز منصات وواجهات متعدِّدة لتوصيل المعرفة، كل ذلك جعل ما كان في خانة المحال الاقتراب منه، في حدود الممكن، والواجب أيضاً، مسايرة لتلك التحولات، من دون أن يعني ذلك أيَّ مس بالثوابت والأصول الجامعة. وفي الحالة السعودية يُبرز السَّيف واحداً من الشواهد في هذا الصدد «قبل ثلاثة عقود مثلاً، كان معظم الإسلاميين يرفض تفويض البرلمان سلطة التشريع، لأن التشريع - بحسب رأيهم - حق خاص لله والرسول (إحالة إلى سفر الحوالي: القوانين الوضعية وحق التشريع في البرلمانات). وإذا اقتضى الأمر تفسيراً أو اجتهاداً، فهو من حق علماء الشريعة دون غيرهم؛ لكن جميع الإسلاميين المعاصرين يشاركون الآن، أو يدعمون من يشارك في الانتخابات البرلمانية (...)».

سروش والمعرفة الدينية

للفيلسوف الإيراني المعروف عبدالكريم سروش حضور في الشاهد على مثل ذلك التجديد في الخطاب والتصدِّي له بأدوات معرفية عميقة تصمد أمام ما استقر في العقل الجمعي، وما يُراد له أن يكون مستقراً، وفي اعتبار سروش نظريته التي ضمّنها كتابه «القبض والبسط في الشريعة» أنها تعتمد من جهة على الفكر الديني التقليدي، وتأخذ بنظر الاعتبار من جهة أخرى مكتسبات الفكر والمعرفة البشرية، وبالتالي فهي منهج لطرح جديد وعصري للدِّين، يتصل بالمفاهيم التي تناولها، تلك المتعلقة بالمعرفة الدينية، والتي تأخذ بالضرورة معنى جديداً.

وفيما يتعلق بضمور بعض ينتاب بعض الاعتقادات القارَّة، يتناول السَّيف الجمهورية الإسلامية في إيران بالقول: «الناس يريدون التغيير لكنهم يخشونه أو يخشون أن يذهب إلى مدى أوسع من المقدَّر. كثمرة لهذا التناقض، يفضِّل الجميع الحفاظ على الأسماء مع تغيير المضمون. كمثال: الثورة الإسلامية (في إيران) أنهت جزءاً مهماً من عقيدة الإمامة عند الشيعة وهي انتظار الفرج، وجزءاً مهماً من الفقه، وهو الأحكام الخاصة بالعمل مع السلطان، إلا أن برامج الدعاء بتعجيل الفرج يشارك فيها الآن أضعاف من كانوا يشاركون قبل الثورة، فهل هذا تعويض شكلي عن استبعاد المضمون العقدي؟ أم هو رفض للتغيير، أم هو إعادة توجيه للموضوع نحو مضمون مختلف؟».

معرِّجاً على «المعالجات القيِّمة التي قدَّمها الفيلسوف الإيراني عبدالكريم سروش وزملاؤه من مفكِّري التيار الإصلاحي، حول الحكومة الدينية الديمقراطية، وحول عدد من القضايا المثيرة للجدل، مثل دور الشعب في توليد الشرعية السياسية للحكومة، والفارق بين تطبيق الشريعة وإقامة العدل بين الناس، والطبيعة التاريخية للمعرفة الدينية، وأمثالها».

استيعاب الواقع وتجديد الفقه

واتصالاً بموضوعة تجديد الخطاب الدِّيني يأخذنا السَّيف مرة أخرى إلى شواهد أخرى، ويقف على واقع قبل عقود، وواقع آخر امتثل في جانب منه إلى التحولات التي طرأت واستجدَّت في المحيط والعالم.

«لفت انتباهي هذه الأيام ما أظنه مراجعات لبعض الآراء الفقيهة التي كانت - عند بعض الناس - خطوطاً حمراء. الشيخان عبدالله بن منيع، وعبدالله المطلق، وهما عضوان في هيئة كبار العلماء بالمملكة، زارا مدائن صالح ومواقع أثرية أخرى، وأكدا ضرورة العناية بها باعتبارها (كنزاً وطنياً)».

موضحاً أنه «حتى وقت قريب، كان التصور السائد في المجتمع الديني السعودي، أن تلك الآثار وأمثالها، مجرد خرائب لقوم كفروا وغضب الله عليهم، فزيارتها والعناية بها مُحرَّم وبغيض عند أهل الدِّين».

سبب ذلك يعود إلى أن الفقهاء لا يغيِّرون «آراءهم لأنهم عثروا على نص جديد في القرآن أو السنة كان مفقوداً قبل ذلك. بل لأن معارفهم ومعلوماتهم قد زادت، أو لأن أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية، أو شبكة علاقاتهم تغيرت (ربما يعيشون في قرى منعزلة وأصبحوا يعيشون في المدينة مثلاً)، أو ربما كان عالمهم محصوراً بين المسجد والمدرسة (...)».

عالج الكتاب موضوعات متنوعة، من بينها: «صراع الأجيال»، ويبحث تحت ذلك العنوان: الاقتصاد وتحولات المجتمع، اتساع الفجوة بين الأجيال، أيديولوجيا الانشقاق، والأجيال الجديدة وعالمها الجديد، ويبحث فيه، طريق التقاليد، شياطين الانترنت الجدد، الإنترنت يعيد تشكيل العالم، و «استمعوا لصوت التغيير».

وفي «سجالات التحول»، يتناول تحت ذلك العنوان: جدل الدِّين والحياة، السياسة وصراع الأفكار، تمرُّد على الآباء، الجوهر السياسي لصراع الأفكار، الجدل حول حقوق المرأة، الوجه السياسي لسدِّ الذرائع، و «الرأي الديني كتعبير عن دائرة مصالح».

وفي «تجديد الخطاب الديني»، يبحث السيف: السياسة محرِّك التطوير، استيعاب الواقع وتجديد الفقه، فقه الواقع أم الإقرار بالواقع، الجدل حول حقوق المرأة السعودية، كمثال على الحاجة لفقه جديد، و «رأي الفقيه ليس هو حكم الله».

وفي «التجديد وتحدياته»، يتناول: نقد المشروع... طريق المعاصرة، تجديد الخطاب وتجديد العرض، دِين البشر، الحداثة ليست خياراً، و «الخيار الحرِج بين الهوية والتقدُّم».

ضوء

يُذكر، أن توفيق السيف، مفكر وباحث ديني وسياسي ومؤلف سعودي مهتم بقضايا التنمية السياسية. من مواليد القطيف (11 يناير/ كانون الثاني 1959). عضو في مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت. ساهم في العديد من الدورات العلمية في الفلسفة والاقتصاد وعلوم الإدارة وحقوق الإنسان والعديد من الدورات في القانون.

- ماجستير الفلسفة في العلوم الإسلامية من الجامعة الإسلامية العالمية في بريطانيا. دكتوراه العلوم السياسية من جامعة ويستمينيستر في بريطانيا.

صدر له: «هوامش نقدية على واقعنا الثقافي»، «البترول والسياسة في المملكة العربية السعودية»، «نظرية السلطة في الفقه الشيعي: نقد لنظرية ولاية الفقيه»، «الحداثة كحاجة دينية»، «الديمقراطية في بلد مسلم»، «ضد الاستبداد - دراسة في رسالة فقهية عن النظام الدستوري»، «حدود الديمقراطية الدينية»، و «رجل السياسة: دليل في الحكم الرشيد».


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/1013274.html