ذكرت صحيفة الحياة اليوم الاثنين (8 ديسمبر/ كانون الأول 2014) أن أجهزة الأمن الأردنية كثفت خلال اليومين الماضيين حملة اعتقالات في صفوف جماعة «الإخوان المسلمين»، بسبب اتهامات تتعلق بالإرهاب. وطاولت الاعتقالات طلاباً من الضفة الغربية يدرسون في الأردن، في حين شن الملك عبد الله الثاني هجوماً لافتاً على الجماعة، وقال في مقابلة صحافية إن «الإخوان خطفوا الربيع العربي».
وكشفت مصادر أردنية لـ «الحياة» أن عدد المعتقلين من «الإخوان» ارتفع إلى 31، في مقدمهم الرجل الثاني في التنظيم زكي بني ارشيد.
وأكدت أن السلطات تتحرى عن تفاصيل تتعلق بإنشاء تنظيم عسكري سري داخل الجماعة الأردنية، مهمته جمع تبرعات مالية وشراء سلاح وتهريبه إلى فلسطين. وأوضحت أن هناك معلومات تفصيلية في هذا الصدد قدمتها إسرائيل إلى الأردن.
واعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام ما وصفته بـ «خلية» تابعة لحركة «حماس» كانت تنوي تنفيذ عمليات في الضفة الغربية. وأكدت أن بين المعتقلين أردنيين هما المهندسان محمد جبارة وعبد الله الزيتاوي الذي فتشت قوات الأمن منزله قبل نحو أسبوع.
وعلمت «الحياة» أن الاعتقالات طاولت أيضاً 21 طالباً فلسطينياً جاؤوا من الضفة الغربية لمتابعة الدراسة في جامعات شمال الأردن ووسطه.
أنس أبو خضير الناشط الإعلامي في نقابة المهندسين التي تسيطر عليها جماعة «الإخوان»، قال: «أُبلِغنا أن الاعتقالات استهدفت ايضاً طلاباً من الضفة الغربية وُجِّهت إليهم الاتهامات ذاتها التي وُجِّهت إلى المعتقلين من الجماعة، ورُبِطوا بقضية الموقوفين الأردنيين».
وكان القيادي في الجماعة مراد العضايلة قال للصحافيين أن «أياً من المعتقلين لم يثبت تورّطه بتهريب سلاح أو شرائه». واستغرب التوجُّه إلى الربط بينهم وبين «صناعة تنظيم عسكري للجماعة»، وقال: «الأمر أقرب للجنون، كانت المعلومات تفيد بوجود محاولات لعزل زكي بني أرشيد سياسياً، عبر حكم بسجنه».
في السياق ذاته، شن الملك عبد الله الثاني هجوماً على «الإخوان»، في مقابلة أجرتها شبكة «بي بي أس» الأميركية في واشنطن، رغم إقراره بأن الجماعة «منظمة رسمية». وقال «قمنا بدعوتهم لأن يكونوا جزءاً من العملية السياسية في بداية الربيع العربي. كانوا أول جهة سياسية تحدثتُ إليها في بداية الربيع، وعرضوا مطالبهم المعروفة جداً لدينا».
واستدرك: «أرادوا تغيير الدستور، وطالبوا بمحكمة دستورية. كانت لديهم قائمة بالمطالبات التي لُبِّي معظمها، كما طالبوا بلجنة حوار وطني لكي يتمكنوا عبرها من الحديث عن الإصلاح، واللجنة شُكِّلت».
وتابع العاهل الأردني: «طلبنا منهم أن يكونوا جزءاً من لجنة الحوار لكنهم رفضوا. لا تنسَ أنه في تلك المرحلة، الربيع العربي كان بدأه شباب وشابات تواقون إلى التغيير، وخطفته لاحقاً جماعة الإخوان التي هي جمعية سياسية منظمة».
واستطرد: «كانوا هم مَنْ أخذ مكان الشباب الطامح إلى التغيير. في تلك المرحلة، في مصر، استُبدِل الشباب المصري بجماعة الإخوان المنظمة، وفي الأردن، للأسف، اتخذ الإخوان قراراً بالبقاء في الشارع».
وختم قائلاً: «إن كنتَ تعرف تاريخنا، فقد مررنا بكثير من الأزمات لسنوات عديدة. إنها ليست محض مصادفة أننا مازلنا صامدين وأقوياء».