مثل هذا المؤتمر الذي نظمه مركز ابن ميثم البحراني للدراسات والتراث خطوة كبيرة للحفاظ على التراث الضخم الذي قدمه علماء البحرين تحقيقاً ودراسةً وحفظاً، وهذا ما أكد عليه السيد عبدالله الغريفي، مؤكداً على أن هذه الملتقيات العلمية الثقافية ليس من الترف الفكري أو للاستهلاك الإعلامي، بل هي ضرورة لأنها استحضار لتاريخ حافل برجال الفكر والفقه والثقافة والأدب، وهو استحضار يبقي لأولئك النخبة والرموز العلمية في ذاكرة وثقافة ووجدان وحركة أجيالنا، علاوةً على أنها ضرورة لأنها تواجه حركة تغييب لتراثنا العلمي والفكري والثقافي، وتواجه حالة العبث بتأريخ وتراث هذا البلد، فإذا كان العبث السياسي يؤزم الأوطان والعبث الأخلاقي يلوث الأوطان ويحول وطناً من وطن تقوى وإيمان وهدى وصلاح إلى ثاني مدن الخطايا في العالم، فهذا هو العبث الأخلاقي بقيم هذا الوطن، لذلك أقول فإن العبث في التاريخ والتراث يهدم الوطن.
وخاطب الغريفي الحضور برسالة مهمة قائلًا: «هناك مشروع خطير يريد أن يعبث بتراث وحضارة وتأريخ هذا البلد وهو من أشد أشكال العبث خطراً، فالهوية التاريخية والتراثية لهذا الوطن تعرضت ولاتزال تتعرض إلى عبث ممنهج خطير، ونقرأ كتابات ومناهج وإعلاماً يتهم طائفة كبيرة متجذرة على هذه الأرض بأنها طائفة طارئة ودخيلة، ولن نتحدث عن جذورنا التأريخية قبل الإسلام حيث ننتمي إلى قبائل تمتد عبر التاريخ، وإنما أتحدث عن انتمائنا الديني للإسلام ولخط الولاء لأهل البيت عليهم السلام منذ اليوم الأول الذي دخل فيه الإسلام إلى هذه الأرض فقد أعلنا إسلامنا وأعلنا انتماءنا لمدرسة أهل البيت «ع»، فهكذا ولدنا وتجذرنا وامتزجت دماؤنا ودموعنا بهذه الأرض، وإذا بنا نصبح دخلاء ونصبح طارئين على هذه الأرض ونصبح صفويين ونصبح مجوساً؟ إنه العبث الممنهج الذي يريد أن يصادر هوية هذا الوطن وتاريخه من خلال مجموعة أساليب، فالأسلوب الأول هو العبث في تدوين التاريخ والتراث في الوطن، ولعل الدارسين من الأساتذة والباحثين والمحققين في التراث والتأريخ أقدر مني في معرفة حجم العبث بتاريخ وتراث هذا الوطن، وهذا حديث يحتاج إلى الكثير من التفصيل».
وشدد على أن هذا التدوين العابث وبشكل ممنهج لتراث هذا الوطن هو أسلوب من أساليب مصادرة الهوية التراثية والتاريخية، وبالنسبة للعبث بالمواقع التاريخية والتراثية التي تحدد هوية هذا الوطن، وامتداد العبث إلى هذه المواقع هو جزء من مشروع العبث بتأريخ الوطن وللإشارة فقط أقول: «مسجد الخميس وهو معلم من معالم هوية الانتماء للوطن... هذا المسجد الذي بني في عهد الدولة العيونية في القرن الرابع أو الخامس الهجري يمثل معلماً من معالم الانتماء نراه يتحول إلى مسجد بناه الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز، ويصادر من أجل مصادرة معلم من معالم الهوية، وكذلك قبر الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان الذي هو معلم من معالم انتمائنا تتم مصادرته كما يُصادر كل شاهد من شواهد الانتماء لهذه الأرض كقبور أجدادنا وآبائنا، حتى الشواهد التي تمثل التأريخ تصادر لكي تزال من ذاكرة الأجيال أي معلومة تشدهم إلى تاريخ، ولا أريد الحديث عن مناهج التعليم التي تكرس الارتباط بتاريخ معين، فهناك مشروع عبث بتاريخ وتراث هذا البلد».
وتساءل الغريفي: «ما هو المطلوب منا؟ المشروع يتحرك بكل أدواته وبكل وسائله وبكل قسوته وشراسته؟ فيجيب... ولهذا فإن المطلوب أولًا أن نتوفر على كفاءات متخصصة في كتابة التاريخ وتوثيق التراث، فنحن نملك بعض هذه الكفاءات ولكن نحتاج إلى المزيد من الكفاءات العلمية المتخصصة في التاريخ وتدوين التراث، وكذلك قيام مؤسسات ومراكز تعنى بالتأريخ والتراث منهجها عمل مؤسسي فما عاد العمل الفردي يغني وقادراً على مواجهة مشروعات ممنهجة، لذلك نحتاج إلى مؤسسات ومراكز تعنى بالتأريخ والتراث وتحتضن الكفاءات والقدرات، فهناك كفاءات ضائعة وقدرات مجمدة لأنها لا تستطيع أن تنطلق بمجهودها الفردي، ونحتاج ملتقيات ومنتديات ومؤتمرات تفعل جهود العاملين في هذا الاتجاه تهتم بالتراث، ومؤتمر المحدث السماهيجي نموذج يحتاج إلى مزيد من الدعم والإسناد يتناسب مع المشروع المضاد وهو مشروع عملاق وليس مشروعاً محلياً بل مدعوم من مواقع عالمية لمصادرة الانتماء.
العدد 4425 - السبت 18 أكتوبر 2014م الموافق 24 ذي الحجة 1435هـ
نعم بناه .............
وما دخلك انت ............... وبعدين تكلم
احسنت يا سيدنا وتاج راسنا
بالفعل نحتاج لعمل مؤسسي ضخم يدون تأريخ هذا البلد وانتمائه للاسلام لكي لا يطمس تاريخنا وحضارتنا وانتمائنا لهذه التربة التي اعلنت اسلامها من غير تردد وبدون حروب
ام حسين الدرداري
اي حضارة يالحبيب نسيتوا اجدادكم من جايبينهم الشيوخ وشنوا شغلتهم اذا نسيتوا التاريخ ماينسه ياحبيي اقول روح الجوازات وشوف الحقيقه
من زمان هذا المشروع مخطط اليه يا بو هاشم
فعلا هناك مشروع خطير يحاك ضد هذا الشعب