العدد 4330 - الثلثاء 15 يوليو 2014م الموافق 17 رمضان 1435هـ

الاتحاد الاوروبي يدرس فرض عقوبات جديدة على روسيا مع تفاقم الازمة الاوكرانية

يبدأ القادة الاوروبيون المترددون الاربعاء (16 يوليو / تموز 2014) محادثات حول فرض عقوبات جديدة على روسيا لدورها في دعم الانفصاليين في شرق اوكرانيا الذي من شانه ان يهدد الاقتصاد الاوروبي الهش اصلا.

وتاتي محادثات بروكسل بالتزامن مع مواجهات مستمرة منذ ثلاثة اشهر في شرق اوكرانيا واسفرت حتى الآن عن مقتل اكثر من 600 شخص وتهدد البلاد بالدخول في حرب اهلية في ازمة قد تنعكس تاثيراتها على الدول الاوروبية.

وقتل حوالى خمسين مدنيا في قصف مدفعي وجوي في منطقتي دونيتسك ولوغانسك منذ نهاية الاسبوع الحالي، ويلقي كل من الطرفين المتناحرين اللوم على الآخر.

وصباح الثلاثاء قتل 11 مدنيا في ما بدا انه غارة جوية استهدفت شقتهم في مدينة سنيزهني (جنوب شرق) الواقعة تحت سيطرة المتمردين.

واعتبرت كييف الحادث محاولة "استفزازية" من قبل الانفصاليين لكي تظن الدول الغربية الداعمة لكييف ان الاخيرة تعمد الى استهداف الناطقين بالروسية.

وحذرت كييف ايضا من ان روسيا حشدت الآلاف من قواتها على طول الحدود مع اوكرانيا تحضيرا لاجتياح محتمل.

اما واشنطن فارسلت اشارات عدة بان صبرها بدأ ينفذ حيال تردد القادة الاوروبيين وحذرهم ازاء فرض عقوبات جديدة ضد قطاعي الدفاع والمال في روسيا.

والثلثاء قال المتحدث باسم الخارجية الاوكرانية فاسيل زفاريتش في مؤتمر صحافي ان "تفاقم الوضع في دونباس والادلة العديدة لتورط روسيا في اعمال المقاتلين تعطي المزيد من الاسباب للانتقال الى +المرحلة 3+ من العقوبات لمواجهة العدوان الروسي".

لكن الدبلوماسيين الاوروبيين قالوا سابقا انهم مستعدون لتوسيع العقوبات ضد شخصيات روسية او اوكرانية موالية للكرملين ومتورطة في المواجهات الدموية من جهة وفي ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من جهة ثانية.

وتضم اللائحة حاليا 61 اسما وقد اعتبرها الكرملين غير مؤثرة.

وافاد مصدر دبلوماسي ان "من المرجح جدا" فرض عقوبات جديدة على روسيا، مشيرا الى ان الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي اعدت مجموعة تدابير جديدة وخصوصا تجميد برامج في روسيا يتولاها البنك الاوروبي للاستثمار والبنك الاوروبي لاعادة الاعمار والتنمية.

ولكن غالبية المحللين يعتقدون ان المجلس الاوروبي، القلق من اعتماد اعضائه على الغاز الروسي، سيتجنب فرض "المرحلة الثالثة" من العقوبات التي تمس قطاعات كاملة من الاقتصاد الروسي.

وابلغ بنك الاستثمار "في تي بي" في موسكو زبائنه الاربعاء ان العقوبات الواسعة "تبقى خطرا بعيدا"، مشيرا الى انه حتى العقوبات الاميركية تستهدف "كيانات محددة".

وتقود المانيا وفرنسا الجهود الاوروبية لاحياء الهدنة في اوكرانيا والتي من الممكن ان توصل الى مفاوضات سلام، وبالتالي تخفف الضغوط على الاتحاد الاوروبي ازاء فرضه العقوبات على روسيا.

ولكن يبدو ان محاولة الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو اجراء محادثات الثلاثاء عبر الدائرة المغلقة مع الانفصاليين باءت بالفشل، وهي خطوة اتفق عليها مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.

وجاء في بيان لمجموعة الاتصال (اوكرانيا وروسيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا) التي تقوم بالوساطة بين الطرفين انه "للاسف ان مؤتمرا عبر الدائرة المغلقة كان مقررا الثلاثاء مع الانفصاليين لم يتم" ما يعني انه لم تعقد اي محادثات منذ نهاية حزيران/يونيو.

واضاف البيان الذي نشرته منظمة الامن والتعاون في اوروبا في وقت متأخر من يوم الثلاثاء انه "بنظر مجموعة الاتصال هذا دليل على غياب حسن النية من قبل الانفصاليين لاجراء محادثات حقيقية من اجل وقف اطلاق نار يوافق عليه الجانبان".

اما الرئاسة الاوكرانية فتحدثت عن فشل محاولتين لعقد الاجتماع عبر الدائرة المغلقة.

وتفضل الولايات المتحدة وحلفاؤها التحرك بالتنسيق مع الاتحاد الاوروبي حول الاجراءات العقابية التي من شانها استهداف قطاعات معينة في الاقتصاد الروسي فضلا عن قطاع الدفاع.

واعلن البيت الابيض ان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ابلغ بوروشنكو الثلاثاء ان "الولايات المتحدة تعمل مع القادة الاوروبيين لبحث فرض العقوبات على روسيا لمواصلتها التصعيد في النزاع".

وبحسب الرئاسة الاوكرانية فان ميركل ايضا اكدت حصول كييف على "دعم كبير من جانب الاتحاد الاوروبي" خلال الاجتماع الاربعاء في بروكسل.

واكد بوروشنكو لميركل التزامه بالتوصل الى تسوية سلمية لاخراج اوكرانيا من اسوا أزماتها منذ استقلالها في العام 1991.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً