أصبحت تعيش حياة شبه طبيعية عندما قررت فيها التخلص من كل شيء يذكرها بالماضي، الماضي الذي تخلصت من الكثير منه إلا من الذكريات التي ما زالت حيةً في عقلها، وبعض الصور التي لم تطاوعها نفسها للتخلص منها.
تجاوزت الظروف بتفوقها الدراسي بالمرحلة الثانوية والجامعية، بالرغم من الصعوبات التي واجهتها في مختلف مراحل حياتها، إلا أنها تمكنت وبجدارة من أن تكون لها بصمة نجاح لتكون ضمن الكادر التعليمي بمعهد المكفوفين، فإن كان للنجاح عنوان فهو لابد أن يكون «هناء».
هناء تلك الشابة التي طوال سنوات مضت باختلاطها بأطياف مختلفة من زميلات الدراسة، ومدرسين أجانب وعرب، كان السؤال الأبرز الذي يتردد بعقولهم هل كانت مبصرة؟ هل كانت كفيفة من الولادة؟ أو ما الذي حدث؟ هل لها أن تخبرنا؟
هناء: ولدت مبصرة وعشت أجمل ذكريات الطفولة
«ولدت مبصرة، وعشت أجمل ذكريات الطفولة مع أهلي دون أن يشوبها أي شيء مزعج، فلم يكن والحمد لله، أحد من عائلتي يعاني من إعاقة»، بهذه الكلمات بدأت الشابة هناء لتسرد قصتها، والتي حكى الفيلم البحريني مؤخراً قصة فصولها.
وتضيف هناء قائلة: «مرت الحياة والتحقت بالمرحلة الابتدائية بالمدرسة التي كانت تقع في منطقتنا. بالنسبة لي، كان عالمٌ جميل، تعرفت فيه على صديقات كن لي كالأخوات، فلم يكن لي أخت تكبرني سناً، وكنت أنتقل معهن بنجاح من سنة دراسية إلى أخرى. ولأكون أكثر صدقاً، التحقت بالمدرسة إحدى الطالبات والتي كانت تعاني من إعاقة حركية، وكان بالنسبة لي شيء غريب، ترى أيوجد من لا يستطيع المشي أو الركض؟ أو الكلام والسمع؟ وبالمناسبة كنا نستخدم الكلمة الدارجة (ما يشوف، ما يسمع، ما يتحرك)، لم أكن أعرف كلمة كفيف أو صم أو حتى كلمة إعاقة. أكلمت المرحلة الابتدائية، وبهذا ربما أكون قد طويت أجمل صفحة في حياتي، التحقت بعدها مع نفس الطالبات للمرحلة الإعدادية، ربما كان ذلك العام هو الحد الفيصل بين عالمين نقيضين تماماً، عالمين مختلفين، ففي هذا السن وكأية فتاة، أو حتى فتى، وهي في بداية مرحلة المراهقة، يبدأ بالتخطيط للمستقبل بالاستقلالية، بمعنى إني قد كبرت فلا داعي لمساعدة الآخرين، ظننت فيه أن حياتي سوف تستمر بهذه الوتيرة، لم أكن أعرف ما الذي ينتظرني لاحقاً. بدأ العام الدراسي، انتظمت فيه مع قريناتي للمدرسة، عالم بسيط ما بين المدرسة والمنزل، ولقاء الصديقات كل صباح».
بدأ كل شيء من حولي يختفي تدريجياً...
وأوضحت هناء في ذلك قائلة: «ينتهي الفصل الأول، ليكون آخر فصل من فصول حياتي أكون فيه طالبة مبصرة في مدرسة حكومية، لتبدأ مرحلة جديدة مختلفة تحدد فيها مصيري إلى النهاية، يبدأ فيها ضعف البصر تدريجياً كعدم رؤية الأشياء البعيدة بوضوح، عدم قدرتي على رؤية التلفاز، أو عدم انتباهي لوجود شيء في طريقي، لم أبالِ بالموضوع، كنت أظنه ضعفا طبيعيا ينتهي بارتداء نظارة طبية، إلى أن تطور الموضوع ليبدأ كل شيء من حولي يختفي تدريجياً، حتى ان مدرساتي وصديقاتي لاحظن هذا التدهور، في اليوم الذي اعتبره بالنسبة لي نقطة تحوّل، يوم مصيري أو أي شيء تود أنت أن تسميه، تبدأ مرحلة الإعاقة فيه، في مساء ذلك اليوم، وكان بالمناسبة يوم الثلثاء في عام 1991م، للأسف لا أستطيع تذكر التاريخ، ولكني أذكر كل لحظاته بحذافيرها، أتذكر أني دخلت المنزل، وكنت في حالة خوف شديد حيث إني وصلت إلى المنزل بصعوبة، فاجأت والدي بلهجة «اليوم نروح نسوي النظارة» ابتسم فيه موافقاً، في عصر ذلك اليوم، توجهت معه وبالمناسبة ربما كنت سعيدة في قرارة نفسي ظناً مني أن حالة ضعف البصر الشديد سوف تنتهي في هذه الزيارة إلى محل قطاع النظارات».
المفاجأة غير المتوقعة فقـْد البصر
وأكملت الشابة هناء فصول حكايتها قائلة: «لم أكن أدري ما الذي يخبئه القدر لي هناك، عند وصولنا، وبفحص الموظفة، لم ألاحظ ردة فعلٍ إيجابية، فبادرت لوالدي وقالت «أنصحك ان تعرضها على دكتور أفضل» تلك الكلمات كانت نهاية عالم وبداية عالم جديد، وبحركة سريعة، خرجنا من المحل لنتوجه مباشرة إلى طبيب مختص، وبالفعل، كانت الزيارة وأي زيارة، بقيت في الخارج انتظر خروج والدي من غرفة الطبيب، ليخرج رجلا مختلفا، وإن كان بصعوبة فقد كنت أستطيع أن أرى وجهه، الذي كان جامد التعابير، شاحبا، لم ينطق بأي شيء، الذي فعله فقط هو أنه أمسك يدي ومشى بخطى متثاقلة لنخرج من المستشفى، سألته في الطريق «ويش قال الدكتور؟» لم أحصل على جواب، توجهنا بعده إلى مكتب والدي الخاص، ليجلس بحالة يرثى لها، سائلاً «تشوفين؟ تشوفين اللوحة اللي قدامش؟ البسي نظارتي، تشوفين بها؟» لم يكن عندي جواب لأسئلته، حضر عمي وبالمناسبة هو قريب منا جداً ليرجعني إلى المنزل، حيث ان والدي لم يستطع إرجاعي، ربما من المواقف التي حدثت في ذلك اليوم، بأني وإن بصعوبة، لمحت عمي وهو يفتح عينيه ويقرأ ورقة كانت في يده، ويحدق بي، هممت بالخروج معه وفي الطريق كان يحاول تشجيعي بكلامه قائلاً «لا تخافين عمي، كل شي بسيط، كلنا وياش، كلها عملية بسيطة وخلاص!» أجبته «ما أدري بشي» رد علي مشجعاً «لا تخافين، الدكتور يقول لازم ترقدين لأنش محتاجة عملية صغيرة»، لم أكن لأعترض، أو بصراحة، لأني لم أكن مدركة ما الذي يجري من حولي، لأصل إلى المنزل، شخصاً مختلفاً، عن الشخص الذي خرج منذ لحظات، إنها مشيئة الله التي شاءها وكتبها علينا، ترى من نحن حتى نعترض؟ بدأت رحلة علاجي، وبالطبع لم أكن أدري ما هو المرض أو ما هي طبيعته، بقيت في المستشفى هنا في البحرين وأجريت عملية، بالطبع، كنت أظنها سوف تكون في العين، لأتفاجأ أنها في الرأس، ويضعف بعدها البصر أكثر، كانت بالنسبة لي كالصدمة، وكنت دائمة السؤال إلى الطبيب المعالج «ليش العملية في الراس، عيوني هي المريضة، وعيوني ضعفت أكثر؟ متى بتسوي عملية عشان أشوف؟» كان يجيبني بإجابات مقنعة في ذلك الوقت، ولكن بالنسبة لي الآن، هي كلام ربما كان يكون ساذجا، ربما من اللحظات التي مرت كنت أسأل «ليش مطفين الليتات؟» فيرد علي المحيطين بي «لا، الليتات تشتغل!» لم أكن أعرف أنها بداية، أو ربما تمهيد لعالم سوف استقبله بقية حياتي، بعد خروجي من المستشفى، كنا نعد للسفر، وبالطبع، في ذلك السن، ما كنت أخاف عليه هو أني هل سأعود للمدرسة؟ هل سألتقي بصديقاتي؟ هل سأرجع لعالمي الجميل الذي تركته في مساء ذلك اليوم؟ كنت رافضة كل الرفض أن أتخلى عن عالمي الجميل الذي كنت أحياه، توجهنا للخارج، ولم أكن أدري لماذا، فقد كنت أعرف هذا الجواب «تكملة علاج»، كنت سعيدة وفي نفس الوقت قلقة وخائفة، ترى ما الذي سوف يحدث، وما الذي ينتظرني؟ وكنت متشبثة بشيء واحد، إجراء عملية نهائية يرجع فيها البصر لأعود من جديد لعالمي السابق، دخلت المستشفى في نفس اليوم الذي وصلنا فيه، وكان ذلك بالنسبة لي شيئا غريبا، ألهذا الحد كانت الحالة لا تحتمل التأخير؟ لن أنكر حالة الخوف والبكاء التي اعترتني حين دخلت المستشفى، وعلى رغم كل شيء، فقد كنت أظنه نهاية الحالة المرضية، لم أعرف ما الذي حدث بعد ذلك، ما الذي جرى، ربما كانت تلك الفترة، أتذكرها كالحلم العابر، فقد كنت أفتح عيني أسمع أصواتا دون وجوه، لم أكن أعرف المحيطين بي، إلا من خلال صوتهم، ترى ما الذي حدث؟! ولما هذا الظلام؟!
ربما كان الشغل الشاغل هو تخطي مرحلة المرض وإجراء الجراحة الصعبة، وبعد فترة طويلة قضيتها في المستشفى، تماثلت فيها للشفاء، واستطعت أن أتحرك وأغادر الفراش وأتكلم، ولكن لا أرى شيئا، ما الذي حدث؟! أنتم أخبرتموني بأن كل شيء سوف ينتهي حال وصولنا وإجراء الجراحة، كان والدي جاهز الإجابة وبالطبع كانت إجابات كاذبة، لكل سؤال كنت أسأله، مجيباً «فترة قصيرة وبتنتهي، ننتظر وصول طبيب العيون المختص» وفي يوم أتى الطبيب الموعود، ربما كان هذا الطبيب وردة فعله وهيئته أو ربما حتى تعابير وجهه لا أراها، لكني كنت أشعر بها، لم يكن متفائلاً، أو إيجابياً، أو حتى مشجعاً، وبالطبع، لم أكن أفهم ما يقول، ليصدم والدي بالحقيقة، حالة العين ميؤوس منها، لم أستطع استيعاب ما يدور من حولي، الذي أتذكره فقط، هو صياح وبكاء والدي الذي اعتلى في كل مكان، وبعد فترة أخرى، واكتمال شفاء، غادرت فيه المستشفى، لم أكن أود سماع شيء، الذي كنت أنتظر سماعه فقط، هو أني سوف أجري عملية في العين نفسها لإنهاء كل شيء، و بالطبع، كانت كل الأبواب موصدة، فقط من باب واحد، هو طبيب كتب لي تقريرا على إثره بدأت رحلة العلاج، بعد رحلة علاج طويلة، عدنا فيها للبلاد».
أصعب اللحظات... أحسست فيها بانتهائي كإنسان
وتعود الشابة هناء بذاكرتها للوراء قليلاً، قبل أن تكمل حديثها قائلة: «بشكل مختلف طبعاً، اُقاد، أُساعد، لا مدرسة، ولا صديقات، ولا صف، ولا أي شيء من العالم الذي كنت فيه قبل بضعة أشهر، ربما تكون تلك الفترة، والتي كانت تسمى فترة النقاهة وتقبل الحال الجديد مُكرهة طبعاً، من أصعب اللحظات، فقد أحسست بأني إنسان انتهى، يأس، حزن، ربما حتى فشل، ربما أكون قد فرضت على نفسي عزلة اختيارية، رفضت فيها الخروج، والاختلاط بالآخرين، وحتى الكلام، وبالمناسبة، لم تكن تلك الفترة صعبةً بالنسبة لي فحسب، بل حتى على والدي، فلن أنسى حالة الصدمة والحزن التي كانت تعتريهما، فقد كنت اعتقد بأني كنت كالمشكلة، وكانوا دائمي السؤال، ربما بين أنفسهم فقط، كيف نتعامل مع شخص كفيف؟! فلم تكن لديهم أي خبرة في هذا المجال، هل ستبصر من جديد؟! ما الذي سيحدث؟! ما هو مستقبلها، دراسياً وغير ذلك؟!
ولكن هي سنة الحياة، شئنا أم أبينا، فلا يمكننا الاعتراض، أو الفرار من أقدارنا، بل يجب علينا المواجهة والكفاح، وجدت كل الأقرباء محيطين بي، يحاولون مساعدتي، فقد كنت ممتنة لذلك، ولكن في قرارة نفسي، لم أستطع إخراج نفسي من حالة الحزن الشديد، ربما وجدت والدي من خلفي، ليحمل عبئاً جديد على كتفه واعداً إياي بقوله «لو العلاج في آخر الدنيا بنروح» وبالفعل، بعد حوالي ستة أشهر بدأت هنا، رحلة علاج العين، توجهنا فيها إلى روسيا، وطرقنا كل الأبواب فقد كنا نذهب إلى طبيبين اثنين أو ثلاثة في اليوم الواحد، وكنت أحصل على نفس الجواب، انها مازالت صغيرة السن ويجب انتظار فترة أطول على الجراحات التي حدثت لها من فترة بسيطة، كنت رافضة لهذا الجواب، ربما كانت أفكار ساذجة بقولي «لا أني زينة، سووني عملية أبي أرجع المدرسة» إلا أني قد حصلت فقط على علاج بالإبر الصينية التي لم تجد نفعاً.
لم يكن لحالة اليأس التي اعترتني من حدود، لا أريد البقاء بهذا الحال، أخرجوني من هذا بأي طريقة، وبأي وسيلة، قبل أن تنتهي رحلة العلاج تلك، التقيت بأحد الأطباء الذي منحني الأمل وجعلني متشبثة به، أو ربما خيط عنكبوت كنت متشبثةً فيه، بقوله «في أمل، لكن يجب الانتظار لعام»، على رغم قساوة هذا الجواب، يجب أن انتظر عاماً آخر، ولكنه بالنسبة لي كان، كالنور في نهاية النفق، يجب أن أسير بخطىً ثابتة لأصل إلى ذلك النور الذي سوف يخرجني من هذا الوضع، لن أنسى، نوفمبر 1992م مازلت أتذكر ذلك الشهر بكل تفاصيله، كأنه أمس، الذي قد انقضى للتو، مازال ينبض بالحياة أمامي، وللأمانة، كانت تلك الزيارة، أو الرحلة والتي كانت لنفس الدولة، القشة التي كنت أتمسك بها، فقد فقدت دراستي، وصديقاتي وحتى حياتي، وأيضاً السنوات الدراسية، وقد كنت أنظر إلى هذه الرحلة، بأنها المنقذ بالنسبة لي، أو النهاية، أقصد نهاية العمى طبعاً، كنت على رغم السعادة في أثناء ذهابنا، كان شيء من القلق يسكن داخلي، فقد كنت أود سماع شيءٍ واحد، غداً العملية وكل شيء سوف ينتهي لأعود من جديد إلى عالم الإبصار، تركنا زيارة ذلك الطبيب الذي أعطانا شيئا من الأمل، وذهبنا إلى عدة أطباء وبالطبع كان نفس الجواب، لا يوجد علاج. وفي يوم ربما أسميه الحد الفاصل، أو اليوم المصيري، وبالمناسبة، أتذكره بكل ما حدث فيه بالتفصيل، ذهبنا وفي أثناء الفحص، واجهت نفس رد الفعل، وفي النهاية، انتظرت الجواب، وكان الجواب كسابقه، والذي لم أكن أود سماعه إلى النهاية، هذا هو المصير، والذي لم ولن يتغير إلا بمعجزة من رب العالمين، لا أستطيع وصف الحالة التي اعترتني أنا ووالدي، ربما كان خيطاً واهناً، كنا نتشبث به حيث أن الورم الحميد الذي أصبت به في الرأس، قد أتلف عصب العين، كان يجب علي من بداية الأمر على رغم صغر سني في ذلك الوقت فهم كل شيء، وبالطبع مُكرهة، أو مُجبرة، لنعود نجر أذيال الخيبة إلى البلاد، فقد انتهى كل شيء، انتهت الزيارة وانتهت بها رحلة العلاج وانتهى بها بصيص الأمل الذي كنت اتشبث به».
الاستمرار أقسى وأصعب الفترات بحياتي
لم يكن من السهل على الشابة هناء أن تقتنع بوضعها على رغم كل شيء، فالحياة تمضي وتستمر، ولم تقف ولن تقف أبداً، سواء كانت هناء مبصرة أو كفيفة أو غير ذلك، لذا كان عليها أن تتخذ قراراً اعتبرته هناء من أقسى وأصعب الفترات بحياتها، قرار إما بالتوقف والانعزال أو بإكمال مشوار جديد من مشاوير الحياة.
وعن ذلك، قالت الشابة هناء «اتخذت قرارا بالاستمرار وبدأت في تقبل وضعي الجديد، أسرتي تكيفت معي، بدأت بتكييف كل ما يحيط بي باستخدام الصوت واللمس فقط دونما بصر، وفكرة الالتحاق بمدرسة مكفوفين والتي كنت أرفضها كل الرفض في قرارة نفسي سابقاً كانت بالنسبة لي هي الخطوة الأولى التي بدأت فيها مشوارا جديدا من مشاوير الحياة والذي طلبت فيه من عائلتي الالتحاق بالمعهد الخاص بالمكفوفين، فكفى ما حدث وكفى ما فقدت، ليكون يوم ثلثاء 6-10-1993م هو اليوم الأول لي في معهد المكفوفين، والذي كان بالنسبة لي اليد التي انتشلتني من حالة الاحباط واليأس لأبدأ فيه حياة جديدة، تعليما جديدا، مشوارا جديدا، والحمد لله عوضت كل ما فقدت خلال العامين المنصرمين ودفنته في مقاعد الدراسة، والذي بعد كل هذا العناء عدت فيه للانتظام فيه على مقاعد الدراسة بين الآلة الخاصة وكتب مطبوعة بطريقة برايل، لأكمل فيه المرحلة الاعدادية ثم الثانوية ثم مشوار الجامعة وما بعد ذلك».
التفوق في المرحلة الثانوية بامتياز
«انهيت مرحلتي الثانوية بامتياز وذلك بفضل الدعم الكبير من جانب أسرتي» بهذه الجملة أكدت هناء أثناء حديثها إلى «الوسط» صحة اتخاذ قرارها ونقطة تحول جديدة بحياتها.
وفي ذلك أكملت هناء قائلة: «ربما كانت المرحلة الثانوية بصراحة بالنسبة لي أصعب من المرحلة الجامعية، كانت مرحلة ضغط وتوتر، للمحافظة على المجموع الذي يؤهلني للالتحاق بالجامعة، تناسيت كل ذلك وطويت من جديد صفحةً أخرى من صفحات كتاب حياتي لانتقل من جديد لكتابة عنوان جديد في صفحة جديدة، ربما كانت الصعوبات التي واجهتها في المرحلة الثانوية دفعت أسرتي للتخطيط لابتعاثي إلى دولة خليجية توفر الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة في الجامعة وخصوصاً عندما علمت أسرتي بالصعوبات التي يواجهها المكفوفون في جامعة البحرين والتي لم تكن مُهيأة في ذلك الوقت وبالفعل تمت العملية وقمت بالتسجيل وتم القبول وبقيت انتظر رد توفير المرافق، ولكن للأسف، ربما شاء القدر مرةً أخرى أن يفرض رأيه من جديد، لأتلقى رد عدم توفير مرافق لتلغى الرحلة والبرنامج، كان ذلك إحباطاً بالنسبة لي وخوفاً كبيراً من خوض تجربة الدراسة في جامعة البحرين، لما كان يتردد على مسامعي من الطلبة المكفوفين الذين التحقوا بالجامعة قبلي وكنت بين خيارين، إما الالتحاق بالجامعة وتحدي صعوباتها، أو أعود لحياة العزلة من جديد، وأكتفي بشهادة المرحلة الثانوية وفي حقيقة الأمر، لم أرد أن أعود لذلك الواقع، وقررت خوض التجربة، فإما النجاح والمواصلة أو الفشل والانسحاب، وبالفعل تم قبولي في الجامعة وبالتخصص الذي طلبته، وبالمناسبة، درست ثلاثة فصول دراسية اعتمدت فيها فقط على تسجيل شريط داخل المحاضرة، حيث لم تكن عندي الآلة الخاصة والتي قد كسرت عن طريق الخطأ في المرحلة الثانوية، ولم يكن عندي المقررات مطبوعة بطريقة برايل، أو صديقات اعتمد عليهن في الجامعة، ولن أنسى اليوم الأول لي في الجامعة وخصوصاً اني سوف أنفصل فيه عن أسرتي لفترة أطول بمعنى سوف أكون مسئولة عن نفسي».
وأضافت «أتاحت جامعة البحرين فرصا أفضل لذوي الاحتياجات الخاصة، ما قلل المشاكل الدراسية على الأقل كنت ألجأ إلى قسم المرشدات لمساعدتي في توفير من يقوم بتسجيل بعض المقررات لي أو بتوفير كاتب لي في وقت الامتحانات، وسوف أكرر نفس العبارة التي ذكرتها في المرحلة الثانوية، بأن لم تكن الدراسة صعبة، بل الظروف الدراسية المحيطة هي التي كانت صعبة، ولم أكن خلال كل فصلٍ دراسي يخلو من مشاكل دراسية أو وجود مدرس حاد الطبع لا يثق بقدرتي على مواصلة الدراسة أو فهم المواد أو بمنعي من تسجيل أو الاستعانة بإحدى الصديقات لتقوم بدور الكاتب لي في الامتحانات، وتمنيت أن أزيل هذه الفكرة السيئة من مخيلاتهم بأني لست صاحبة إعاقة ذهنية، بل إعاقة بصرية، والدليل على ذلك هو اني قد تخطيت مواد وفصولا دراسية، مع مرور الوقت أصبح لي جو الجامعة بمثابة حياة كنت أهرب إليها وأتناسى ما حدث منذ سنوات، وربما كان ذلك لي بمثابة ملجأ للهروب، ولن أنكر أني على العكس، ان إحدى المدرسات الأجنبيات، طلبت مني كتابة قصتي وقامت بنشرها في الجريدة الأجنبية التي كان يصدرها قسم اللغة الانجليزية، وبعد رحلتي في الجامعة والتي كانت مليئة بالمواقف التي طبعت في بالي تخرجت لأعود من جديد لطي صفحة أكملت فيها عشر سنوات ما بين العام الذي التحقت فيه بمعهد المكفوفين، لأكمل فيه مرحلتي الاعدادية، لأنتهي بعد عشر سنوات بإنهائي مرحلتي الجامعية».
العدد 4322 - الإثنين 07 يوليو 2014م الموافق 09 رمضان 1435هـ
هناء القوية
نعم انتي القوية ونحن الضعاف ولك كل الشكر والتقدير على متابعتك لأبنتنا في مدرسة القادسية بسترة وهي كفيفة منذ ولادتها ولكنها ممتازة ومجتهدة
انت الفخر والعز
ربي يوفقها في حياتها العلمية والعملية ... اقل القليل نقدمه لك برفع اكفنا داعين لك بوافر الصحة والعافية ... دمت عز وفخر لك ولوطنك ...
زميلتي هناء
هناء زميلتي في مدرسة حاليا تتابع التلميذات الكفيفات في مدارس محددة ومنها القادسية هي مثال للمعلم الكفؤ المتفاني في العمل وام حنون لتلميذاتها ذوي الاحتياجات هناء كلنا نفتخر بوجودك بيننا
ابكيتيني هناء
وانا اقرأ القصه دموعي لم تتوقف ،،فأنا عندي بنات اكبرهن في اول اعدادي وادئمة الخوف عليهن من المجهول وقد اكاد لا انام من الخوف ،،انتي بطله واتمنى لك المزيد من التقدم عزيزتي
عظيمة انتي ياهناء
انت قصة النجاح الذي لا يعرف الصعوبات ياهناء وأنا أقرأ مشاعرك وأحاسيسك في هذا المقال شعرت بأنك ابنتي الغالية حقاً أنت ابنتنا جميعاً ياصاحبة الارادة الفولاذية بورك والدين ربياك ووقفا بجانبك وبوركت ياابنتي لذي الكثير مما أريد أن أقوله لك لقد أحببتك فعلاً دعائي لك بالتوفيق في حياتك وأن يشفيك الله يوماً ما فالطب في تقدم أضرع إلى المولى وأتوسل إليه بحق ليلة القدر أن يرد بصرك عليك وماذلك على الله بعزيز أستودعك المولى
هناء رمز الإصرار والصمود
تعرفت على هذه الانسانه الرائعة بكل معنى الكلمة في المدرسة فأبرهتني بصبرها وصمودها واخلاصها في العمل واصرارها على النجاح فاصبحت قريبة جدا مني تلهمني الصبر و الاصرار و النشاط وخب العمل بوركت ياهناء
بتوفيق
الى الامام يا هناء بتوفيق في جميع المحافل
هناء رمز الكفاح
سمعت حكايتها منذ سنوات تتردد في قريتي، لكني حظيت بلقائها قبل شهرين في احدى المناسبات الاجتماعية،، وجدتها مبتسمة ، رقيقة، جميلة، انيقة، واثقة من نفسها،، بالتوفيق ،
هناء القلب الصافي......
تشرفت بكوني زميلة دراسة جامعيه و ممن ساهم بشيئ بسيط في مسيره شهدت على صعوبتها و كنت أسمع شكواك خلالها. تحية من القلب للصديقه الوفيه هناء الجمري....بنت زين الدين
زميلة الدراسة بالثانوية
شخصية قوية رأيت فيها الإصرار رغم خذلان الظروف بالفعل هي دائمة الابتسامة الله يوفقها دائماً وفي اعلى المراتب
إلى هناء...من القلب
رائعة هي هناء...تعاملت معها شخصيا ولمدة ثلاث سنوات حيث أنها مدرسة من المعهد لطالبة كفيفة عندنا في المدرسة..دائما الابتسام والتفاؤل..متعاونة جدا...لا تعرف المستحيل...وطالبتها ايضا في مدرستنا موهوبة ومتميزة ولافتة جدا...ارجو ان تظهر مواهبها وابداعاتها للعلن...
كم احبك ياهناء سميتي
احب تبتسامتك وتفاؤلك في الحياة تعجز الكلمات عن وصفك ياهناء الله يوفقش يارب زميلة عمل
توئمتي الروحية هناء
هناء انت تؤم لنفسي ورفيق طفولتي والصبا وهانحن نتقاسم قسوة الزمن راضين بحكم الله كلاً وماقد قسم له ومازلنا كهف اسرار لبعضنا البعض ..
شكرًا
تسجيل إعجاب بالموضوع وصاحبته
الكفاح
رسالة شكر الى الاستاذ محمد الجدحفصي على كتابة المقال كي تبقى ذاكرة التاريخ تحفظ قصة نجاح للاخت الاستاذه هناء وكل الفخر لها على قوة الارادة
الله يشافيها
الصراحة قصة مؤثرة وفي نفس الوقت نموذج رائع للناس المبصرين وأتمنى من كل قلبي التوفيق الك يا أستاذة هناء في حياتك
بطلة أنت
أنت مصدر فخر واعتزاز ويجب أن تكون قصتك نقطة ضوء تلهم الكثيرين ممن فقدوا بصرهم أو سمعهم ...
هناء روح نقيه و عزيمة و اصرار
زرتها كذا مرة ، كانت دائمة الابتسام ، وحديثها شيق ، ودائمه هادئة و رقيقه في اثناء الحديث ، كنت اخرج من زيارتها بدموع على قوة ارادتها و عزيمتها التي افتقدها انا المبصره ، هناء أحبك كثيرا ،،فعلا انت مثال للقوة و الارادة ،، انت بطلة يا هناء ،، وفقك الله و رعاك ،، و دمتي بخير
جميل وملهم
قصة جميلة وملهمة حقا ... ماعاد النجاح حكرا على الحواس ..بل أصبح جبلا نصعد له بالإرادة أولا
ماشاء الله
ماشاء الله
بالتوفيق يا هناء
الجزء الثاني
استاذ محمد الجدحفصي قد تظلم هناء اذا لم يكن هناك جزء ثاني لقصتها تكتب فيه انجازاتها خلال خبرتها العملية ... فهي تفوق و الله انجازات بعض المدرسين المبصرين ..
صحيح
نطالب بجزء ثان لانجازاتها العديدة و تخطيها الصعوبات
ما شاء الله
الله يعطيك الصحة والعافية .. اناس مثلك يجعلوننا نخجل من انفسنا ...حقيقة انت مثال كبير وجميل .اتمنى لك الخير من كل قلبي.
هناء البصيرة
لم اتمكن من ألتهام سرد الأحداث التى مرة بها هناء دون درف الدموع و قبض نبضات قلبي على حالها.هناء ضربت مثال نموذجي في الصبر والثبات. و لا يمكن ان تمر قصتها على مسامع عاقل سوى الأحتفاظ بها في خزانة ذهبية.القول بأن حاسة البصر هي احد مقومات النجاح لم تعد لها مصداقية فكم من بصير عاش كفيف والعكس صحيح.ادعوا من صميم قلبي الى هناء و والديها بالتوفيق.وسأرفع الاكف دائما للدعاء لها و الى كل محتاج بأن يمن الله عليهم بالعافية .
ما شاء الله أستاذه هناء
ما شاء الله أستاذه هناء .. كيف تمكنتي من إكمال حياتك !! من أين لكِ هذه العزيمه وهذا الإصرار وهذا الصبر الذي يصعب على إنسان عادي أن يحمل هذا الحمل الثقيل!! لا أنكر بأني تأثرت وأنا اقرأ قصة حياتك ولكني سعيد بما وصلتي له وأتمنى لكِ التوفيق في حياتك إن شاء الله.