العدد 4238 - الإثنين 14 أبريل 2014م الموافق 14 جمادى الآخرة 1435هـ

تقنية الصيد بالاستعانة بثعالب البحر مهددة بالزوال في بنغلادش

وسط صيحات حماسية تطلقها ثعالب البحر التي تسبح بحلقات دائرية حول سفينتهم، يرمي الصيادون شباكهم في هذه المنطقة التي تنتشر فيها اشجار المنغروف التي تعرف ايضا بالايكة الساحلية، ثم تغوص الثدييات ويظهر ذيلها في المياه.

ويذكر شاشودار بيسواس الصياد الخميسيني الذي دربت عائلته على مدى اجيال ثعالب بحرية على الصيد، بأن "عملنا يعتمد على ثعالب البحر".

ولا تقوم ثعالب البحر باصطياد فرائسها بنفسها لكنها مكلفة اخافة الاسماك التي تسبح بين جذور الاشجار في هذه المنطقة لدفعها باتجاه شباك الصيادين.

لكن هذه التقنية النادرة الموروثة منذ القدم والتي تقوم على التنسيق بين الانسان وثعالب البحر المدربة، مهددة بالزوال قريبا في بنغلادش كما سبق لها ان اختفت منذ زمن طويل في اجزاء اخرى من اسيا.

ويقول فيبول ابن شاشودار وهو يقود السفينة واقفا "تنجح ثعالب البحر في رصد السمك بين النباتات عندها تبتعد السمكة ونبقى موجودين في مكان قريب من شباكنا. من دونها لا يمكننا اصطياد هذا الكم من الاسماك".

وتدرب هذه العائلة ثعالب البحر على الصيد منذ اجيال في منطقة سونداربانس، وهي اكبر منطقة منغروف في العالم في جنوب غرب بنغلادش.

وتحصل عمليات الصيد تقليدا في الليل عندما يمكن للصيادين ان يأملوا في اصطياد ما بين اربعة كيلغورامات و12 كيلوغراما من الاسماك والقريدس والسلطعون.

وتكسب عائلة شاشودار حوالى 250 دولارا شهريا جراء بيع الاسماك التي تصطادها، في الاسواق المحلية.

لكن خلال الاشهر الاخيرة، اصبحت الاسماك نادرة وشباك الصيادين غالبا ما تبقى فارغة.

ويشير فيبول الى "اننا لم نعد نجد الاسماك التي كنا نجدها سابقا مع والدي". ويوضح محمد مصطفى فيروز الاخصائي في علم الحيوانات في جامعة جاهاغيرناغار في دكا ان "السمك لم يعد يتمكن ببساطة من التكاثر".

ويشير لوكالة فرانس برس الى ان الاسباب تكمن في "الترسيب المفرط وتلوث المياه بالنفط واستخدام مبيدات الحشرات في حقول الارز اضافة الى الصيد الجائر".

وفي السنوات الـ25 الاخيرة التي درس فيها فيروز الصيد بالاستعانة بثعالب البحر في بنغلادش، شهد انخفاضا في عدد العائلات التي تمارس هذا النشاط من 500 الى 150 عائلة.

وخلال 50 عاما، تراجعت نسبة الذين يقومون بهذا النشاط 90 % بحسب فيروز الذي يحذر من ان استمرار الامور بالاتجاه الحالي سيعني زوال الصيد بالاستعانة بثعالب البحر خلال السنوات العشرين المقبلة.

كذلك يبدو الشاب فيبول البالغ حوالى 20 عاما متشائما اذ يقول "اذا لم يكن هناك اسماك، لا حاجة البتة لان يكون لدينا نظام صيد بالاستعانة بثعالب البحر".

ويضيف "انظروا الى عائلتي. اشقائي وشقيقاتي يريدون جميعهم متابعة دراساتهم. لا يريدون الذهاب الى الانهر لاصطياد الاسماك. اذا ما اكملوا دراستهم، فإنهم حتما سيتركون القرية بحثا عن عمل افضل او انهم سيشترون اسماكا بالجملة ليعيدوا بيعها".

اما هو فيخشى خسارته مصدر دخله الوحيد.

فكل شهر، يخصص هذا الشاب نصف ايراداته لتغذية ثعالب البحر الخمسة التي يملكها - اثنتان منها بالغتان ومدربتان وثلاثة اخرى صغيرة في طور التدريب -- وهي تستهلك 3 الى 4 كلغ من الاسماك يوميا.

ومن دون تغذية الصيادين لها، فإن بقاء ثعالب البحر قد يكون مهددا ايضا.

ويشير فيروز الى ان الصيد بالاستعانة بثعالب البحر يلعب دورا رئيسيا في الحفاظ على هذه الفصيلة المهددة في بنغلادش.

ويضيف "ثعالب البحر التي يقبض عليها تكون بصحة جيدة بسبب الصيد".

واحيانا يقوم الصيادون بترك بعض من هذه الكائنات في الطبيعة ما يعزز وجودها بحسب بعض الدراسات.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً