اكد ضابط فرنسي سابق خدم عام 1994 في رواندا اليوم الإثنين (7 أبريل/ نيسان 2014) ان العملية العسكرية الفرنسية "توركواز" التي اطلقتها فرنسا انذاك بتفويض من الامم المتحدة لمحاولة وقف المجازر في البلاد لم تتخذ طابعا انسانيا الا لاحقا.

وصرح غيوم انسيل الذي كان ضابطا في الـ28 آنذاك في مقابلة مع اذاعة فرانس كولتور "لم نذهب في مهمة انسانية، ذهبنا في مهمة تدخل عسكري كلاسيكية جدا في افريقيا في تلك الحقبة حيث كانت فرنسا تسعى الى فرض حلها السلمي". تاتي هذه التصريحات يوم احياء الذكرى الـ20 لابادة عام 1994 في رواندا، وسط ازمة جديدة بين فرنسا ورواندا بعد تكرار الرئيس الرواندي بول كاغامي اتهام باريس بلعب دور فاعل في المجازر.

وصرح انسيل الذي كان خبيرا في توجيه الضربات الجوية "ذهبت ومعي اوامر بالاعداد لعملية عسكرية برية على كيغالي (...) من اجل اعادة السلطة الى الحكومة التي نؤيدها".

واكد الضابط السابق انه تلقى لاحقا بين 29 حزيران/يونيو والاول من تموز/يوليو امرا اخر ب"وقف تقدم جنود الجبهة الوطنية الرواندية بالقوة" وهي حركة التمرد السابقة لاتنية التوتسي الحاكمة اليوم في رواندا.

لكن الامر التالي اتى مناقضا، حيث "اعلنوا لنا التوصل الى اتفاق مع الجبهة الوطنية واننا سنحمي منطقة انسانية"، بحسب العسكري السابق الذي ترك الجيش عام 2005 وهو برتبة ليفتنانت-كولونيل.

واضاف ان فرنسا واصلت لاحقا دعم حكومة رواندا التي مارست الابادة وجيشها عبر اعادة "عشرات الاف الاسلحة" التي صادرها الجيش الفرنسي في المنطقة الانسانية الى "ما تبقى من القوات المسلحة الرواندية" في منتصف تموز/يوليو 1994.

وتابع "من الجلي اننا تسببنا باستمرار المعارك التي استغرقت سنوات" في اشارة الى انشطة الجنود والميليشيات الهوتو الذين لجأوا الى جمهورية الكونغو الديموقراطية (زائير آنذاك) المجاورة.

اطلقت عملية "توركواز" في 22 حزيران/يونيو 1994 بهدف رسمي هو حماية المدنيين المهددين بالابادة والنزاع بين قوات الحكومة الرواندية واكثرها من الهوتو وبين الجبهة الوطنية واكثرها من التوتسي.

في حوالى 100 يوم ادت الابادة الى مقتل 800 الف شخص في رواندا اغلبهم من التوتسي وبعض الهوتو المعتدلين.

عام 2010 تحدث عسكري سابق كان عضوا في القوات الخاصة الفرنسية التي نشرت في رواندا عام 1994 في الصحافة عن عملية "توركواز" وابدى تشككه حيالها.