كثيرة هي الملفات والقضايا في البحرين، التي تصح فيها الحكمة الشهيرة، «إذا بليتم فاستتروا»، ولعل آخرها، الحديث الرسمي الذي تزامن مع الاحتفاء باليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي صادف 10 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، عن كون البحرين «واحة لحقوق الإنسان»!
الواحة هي الأرض الخصبة اليانعة وسط الصحراء القاحلة، لذلك يبدو من الوهلة الأولى أن هذه العبارة حوت، بقصد أو من دون قصد، مقارنةً بين واقع حقوق الإنسان في واحتنا البحرينية المزعومة، وبقية دول الجوار. وأعتقد أن في ذلك غبناً كبيراً لدول شقيقة، لا داعي لذكر أسمائها، تحترم شعوبها ومواطنيها أكثر من غيرها كثيراً!
الأمر الآخر الذي يثير الاستغراب والدهشة، وهو وصف واقع حقوق الإنسان في البحرين، بأنه واحة، في الوقت الذي تشهد كل منظمات حقوق الإنسان في العالم على حقيقة ما هو موجود من انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في البحرين، ابتداء من تقييد الحريات الذي يزداد وفق منحى متصاعد وكبير، بالإضافة إلى عمليات الاعتقالات غير القانونية التي تتم في كثير من الأحوال بدون أوامر قبض، أو بدون إبراز هذه الأوامر حتى في أحايين أخرى، ويبرز ذلك واضحاً في المداهمات التي يقوم بها زوار الفجر، والتي لا يراعى في العديد منها حرمات المنازل والأهالي.
فضلاً عن استمرار حملات الكراهية والحقد ضد مكوّن رئيس في المجتمع البحريني، ووصف البعض لنصف هذا الشعب بالخونة، والتضييق على حرياتهم الدينية وعقائدهم وشعائرهم، تحت مرأى ومسمع الجهات الرسمية، والحقوقية منها خاصة، والتي لا تحرك ساكناً إزاءها في أغلب الأحيان!
الصمت عن ملف من تم سحب جنسياتهم على خلفيات سياسية وبقرارات باطلة قانونياً ودستورياً، يؤكد أن الحديث عن كون البحرين واحة لحقوق الإنسان، مغاير للحقيقة تماما، فمعاقبة الناس بهذه الصورة، عبر استهداف هوياتهم الوطنية، وإجبار بعضهم على مغادرة البلاد التي لا يعرفون غيرها، لمجرد أن لهم مواقف مختلفة عمّا لدى الحكومة، يقدم مؤشراً واضحاً إلى الواقع الذي وصل إليه مستوى حقوق الإنسان في البحرين.
إن القضايا التي وثقها تقرير تقصي الحقائق التي رأسها السيد شريف بسيوني، عن سقوط ضحايا في المعتقل، ووصفه لمشاهد بشعة من عمليات التعذيب التي تمت في السجون، واستمرار دعاوى التعذيب التي يقدّمها المعتقلون حتى اليوم، مع عدم وجود محاسبة حقيقية لمن قام أو يقوم بالتعذيب، بما يثبت بشكل لافت، استمرار حالة الإفلات من العقاب، ما يبعث على الأسى في بلد تقول جهات رسمية فيه أن البحرين واحة لحقوق الإنسان!
من يقول أن البحرين في هذه الأيام هي واحة لحقوق الإنسان، يحتاج إلى أن يراجع قناعاته وأفكاره كثيراً، وينزل إلى الواقع ليرى كيف أن الوضع الحقوقي يسير من سيء إلى أسوء، وكانت نصيحتنا ستكون لمن أصدر هذا التصريح هي تطبيق الحكمة المعروفة «إذا بليتم فاستتروا»!
إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"العدد 4114 - الأربعاء 11 ديسمبر 2013م الموافق 08 صفر 1435هـ
انه
انه الله اعده جهنم للظالمين فصبرا ياشعبى المظلوم سوق ياتى اليوم الي راح ناخد حقنه المسلوب باذن الله
الله
الله سوف ياخد الحق من الظلمه صبرا ياشعبى
كفاكم
كفاكم ظلم ياحكومة المشتكى لله
قولنا
قولنا لكم الشعب لن يتنازل عن حقوقه لو ويش اسون من تنكيل وقتل الشعب مستمر فى حراكه والله ياخد الحق المسلوب
الحكومة
الحكومة ليس لها حل سوى محاربة الشعب الطيب المشتكى لله
انه
انه الله مع الصابرين