برأت المحكمة الفدرالية العليا في نيجيريا ثلاثة مواطنين لبنانيين يشتبه في انهم اعضاء في حزب الله الشيعي من تهمة الارهاب، الا انها حكمت على احدهم بالسجن المؤبد بتهمة ادخال اسلحة الى البلاد.
وكان اللبنانيون مصطفى فواز وعبد الله التهيني وطلال رضا اعتقلوا في ايار/مايو الماضي بعد العثور على اسلحة في مسكن في مدينة كانو شمال نيجيريا.
واتهم الثلاثة بالتخطيط لشن هجمات ضد اهداف غربية واسرائيلية في نيجيريا، الا انهم نفوا تلك التهم.
وقال قاضي المحكمة ادينيي اديتوكونبو اديمولا ان حزب الله "لا يعتبر منظمة ارهابية دولية في نيجيريا" وبالتالي فان الانتماء اليه ليس عملا اجراميا.
واضاف انه لا توجد ادلة على ان المتهمين الثلاثة كانوا يخططون لشن هجوم او انهم تلقوا "تدريبا على الارهاب" كما ادعت النيابة.
كما برأت المحكمة المتهمين الثلاثة من تهمة غسل الاموال.
الا ان رضا دين بالتامر وادخال اسلحة الى البلاد وحكم عليه بالسجن المؤبد.
وصرح احمد راجي محامي الدفاع عن المتهمين الثلاثة للصحافيين بعد الجلسة "نحن سعداء بالحكم ولكننا غير مرتاحين بالنسبة للحكم على المتهم الثالث (رضا)".
واضاف ان "الاهم هو ان الجانب الاخطر من التهم وهو الارهاب قد اسقط".
واوضح راجي انه سيتشاور مع رضا حول التقدم بطعن في الحكم ضده مضيفا "اعتقد ان الامر يستحق التقدم بطعن".
وشهدت المحاكمة عدة تطورات مفاجئة من بينها شهادة لرضا بان خلية متطرفة في نيجيريا خططت لاغتيال السفير السعودي في هذا البلد.
وفي اب/اغسطس الماضي، قال فواز ان عناصر من الامن الاسرائيلي قاموا بالتحقيق معه بعد اعتقاله.
واضاف ان التحقيق اجراه "ستة من عناصر الموساد الاسرائيلي ورجل ابيض ملثم" ابدوا قلقهم بشكل رئيسي بشان علاقاته المحتملة في لبنان، وطالبوه بتفاصيل عن اماكن تخزين الاسلحة في بلاده.
وقال التهيني انه انهار بعد ان حرم من النوم خمسة ايام في تحقيق مماثل قام به عناصر اسرائيليون مفترضون.
واعربت اسرائيل عن مخاوفها من احتمال قيام اعضاء من حزب الله بالتخطيط لهجمات في غرب افريقيا بعد اعتقال تلك المجموعة.
ويمتلك فواز متنزه العاب ناجحا في العاصمة ابوجا اسمه "ووندرلاند" امرت المحكمة باعادة فتحه بعد الحكم.
وتم الافراج عن فواز والتهيني فورا، بينما تم اقتياد رضا موثق اليدين، بحسب مراسل وكالة فرانس برس في المحكمة.
وفي 30 ايار/مايو الماضي، عرض عناصر من الاستخبارات النيجيرية في كانو على الصحافيين مخزنا عثروا فيه على كمية كبيرة من الاسلحة.
ووصف باسي ايتانغ رئيس الاستخبارات في كانو المكان بانه "مخزن لاسلحة حزب الله"، ما اثار استغراب بعض المحللين.
وقال ايتانغ وقتها انه يجب اجراء تحقيق لكشف اي صلات محتملة بين "خلية حزب الله" وبوكو حرام، الجماعة الاسلامية المتشددة التي قتلت الالاف في شمال نيجيريا منذ 2009.
الا انه لم يسبق ان اثيرت مسالة وجود علاقة بين حزب الله الشيعي وبوكو حرام، واعرب الخبراء عن شكوكهم القوية حيال وجود مثل هذه العلاقة.
ويعد حكم المحكمة ضربة جديدة لجهاز امن الدولة، الجهاز الاستخباراتي الرئيسي في البلاد، الذي قال في ايلول/سبتمبر ان عناصر من جماعة بوكو حرام الاسلامية هاجموا جنودا امام مبنى حكومي في العاصمة ابوجا، الا ان الادلة اظهرت ان الاشتباك كان بين ضباط امن ومجموعة من المشردين الذين استولوا على عدد من المنازل. ونيجيريا هي اكبر الدول الافريقية من حيث عدد السكان ويعيش فيها عدد كبير من اللبنانيين.
الان سيتغير إتجاه الاتهامات
البوصل لن تشير من الان وصاعدا على حزب الله وإيران بعد النووي.