العدد 4053 - الجمعة 11 أكتوبر 2013م الموافق 06 ذي الحجة 1434هـ

رئيس الوزراء الليبي يصف اختطافه بأنه "أمر انقلابي"

قال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان يوم أمس الجمعة (11 أكتوبر) إن المسلحين الذين خطفوه لعدة ساعات هم جزء من محاولة "انقلاب" من جانب خصومه في المؤتمر الوطني العام في البلاد.

وخطف مسلحون زيدان من فندق يقيم به في طرابلس في هجوم نفذوه فجر الخميس (10 أكتوبر) ثم أفرجوا عنه بعد ساعات في حادث يظهر مدى انزلاق ليبيا إلى الفوضى بعد عامين من سقوط معمر القذافي. وروى زيدان في خطاب للشعب الليبي بثه التلفزيون تفاصيل الهجوم ووصف كيف أخذه المسلحون من غرفته بالفندق منتصف الليل بعد محاصرة المبنى بمئة سيارة مدججة بالسلاح. واتهم زيدان أعضاء في المؤتمر الوطني وهو الهيئة التشريعية في البلاد بالضلوع في خطفه.

ويعاني المؤتمر من حالة من الجمود بسبب الخلاف بين أكبر حزب حزب علماني في البلاد والإخوان المسلمين وقد يواجه زيدان تصويتا على حجب الثقة.

وأشار إلى أن عملية الخطف وراءها جهة سياسية "تريد أن تسقط الحكومة". وقال المسلحون الذين خطفوا زيدان إنهم غضبوا من التقارير التي أفادت بأن الحكومة كانت على علم مسبق بالغارة الأمريكية لاعتقال مشتبه به من تنظيم القاعدة هناك. وقال زيدان إن الجماعات المسلحة أمثال خاطفيه تريد إثارة الفوضى.

وذكر رئيس الوزراء الذي عاش عدة سنوات في أوروبا في عهد معمر القذافي أن الخاطفين استجوبوه أيضا. وجاءت تصريحات زيدان بعد فترة وجيزة من انفجار سيارتين ملغومتين أمام القنصلية السويدية ومسجد في مدينة بنغازي شرق البلاد والتي شهدت موجة من العنف.

والسويد واحدة من دول قليلة مازال لها بعثة دبلوماسية في بنغازي. ويضم مبنى القنصلية السويدية أيضا مكتب القنصلية الفخرية لفنلندا.

وتعرضت المدينة التي يطالب الكثيرون فيها بالحكم الذاتي لسلسلة من الهجمات على بعثات وشركات أجنبية كما قتل ضباط في الجيش والشرطة في عمليات اغتيال.

وفي مكان آخر في بنغازي قال مصدر أمني إن سيارة ملغومة انفجرت خارج مسجد مما أدى إلى إصابة خطيب مسجد لدى خروجه بعد صلاة الجمعة.

وأضاف المصدر أن الهجوم له صلة على الأرجح بخلافات بين جماعات مسلحة متنافسة. وفي وقت لاحق نظم أكثر من مئة إسلامي في بنغازي احتجاجا مناوئا لزيدان حيث قادوا سيارات مزودة بمدافع واتهموا الحكومة بالمساهمة في اعتقال المشتبه به المنتمي إلى تنظيم القاعدة.

وكانت قوات خاصة أمريكية ألقت القبض على نزيه الرقيعي المعروف أيضا باسم أبو أنس الليبي في طرابلس يوم السبت الماضي وهو ليبي يشتبه بضلوعه في تفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998 مما أسفر عن مقتل 224 شخصا. وتعرض زيدان الليبرالي لضغوط لعدم تحسين الخدمات العامة منذ الإطاحة بالقذافي وواجهة موجة من الإضرابات والاحتجاجات التي تسببت في إغلاق معظم مرافئ النفط الليبية.

وتعتمد الحكومة الليبية في مسعاها لفرض الأمن في البلاد على ميليشيات تضم الآلاف من الليبيين الذين حملوا السلاح في وجه القذافي لكن الجماعات المتنافسة أصبحت هي نفسها مصدر تهديد للأمن في أحوال كثيرة.

وينطبق الأمر على بنغازي بصفة خاصة حيث قتل في المدينة السفير الأمريكي في ليبيا خلال هجوم شنه إسلاميون على البعثة الدبلوماسية الأمريكية قبل عام.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً