العدد 3829 - الجمعة 01 مارس 2013م الموافق 18 ربيع الثاني 1434هـ

أصابع الاتهام تتجه نحو فيلانوفا في محنة برشلونة

بعد هزيمتين في غضون أسبوع واحد ضربتا استقرار الفريق، كان من الطبيعي أن يبحث المحللون والخبراء عن السبب الذي يمكن إلقاء اللوم عليه في خروج برشلونة صفر اليدين من مسابقة كأس ملك اسبانيا وتضاؤل فرصه في مواصلة مسيرته بدوري الأبطال الأوروبي.

ووجد المحللون والخبراء ضالتهم في غياب المدير الفني للفريق عن مقعده؛ نظرا لسفر المدرب تيتو فيلانوفا في رحلة علاجية إلى نيويورك منذ يناير/كانون الثاني الماضي، ليصبح السؤال الذي يتردد على ألسنة كثيرين من النقاد والمشجعين (ماذا نفعل الآن؟). وضاعف السقوط المدوي 1/3 أمام ريال مدريد يوم الثلثاء الماضي في إياب الدور قبل النهائي لكأس ملك اسبانيا من صوت جرس الإنذار الذي دق في قلعة برشلونة بعد هزيمة الفريق قبل ذلك بأسبوع واحد فقط أمام ميلان الإيطالي بهدفين نظيفين في ذهاب دور الستة عشر لدوري الأبطال الأوروبي.

وسادت حالة من التأنيب وانتقاد النفس بين لاعبي برشلونة بعد الهزيمة أمام الريال. وبينما اتجهت أصابع الانتقادات في كل اتجاه، إذ انتقد كثيرون لاعبي الفريق واتهموهم بتراجع اللياقة البدنية والذهنية، بينما ألقى البعض باللوم على الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم وهداف الفريق لتراجع مستواه بشكل مفاجئ في الآونة الأخيرة، كما أشار البعض للأخطاء الدفاعية العديدة التي يقع فيها الفريق. ولكن كل هذا يتوارى أمام الإجماع على أن غياب المدرب يتحمل الجزء الأكبر من ترنح الفريق في الفترة الماضية.

وذكرت صحيفة «سبورت» الرياضية أمس الأول (الخميس) أن ناديا كبيرا مثل برشلونة لا يمكن أن يعمل عبر «الريموت كونترول»، في إشارة إلى محاولة المدير الفني للفريق تيتو فيلانوفا الإشراف على برشلونة من مقره العلاجي في نيويورك وعبر التواصل مع المدرب المساعد خوردي رورا الذي يتولى مسئولية الفريق حاليا بشكل مؤقت لحين عودة فيلانوفا. وأضافت الصحيفة «كل فريق، مهما بلغت جودته وقوته، يحتاج لقائد. هذا القائد يمكنه تصحيح الأخطاء من ناحية وحقن الفريق بجرعات من الثقة».

وتضاربت الأقوال بشأن سفر فيلانوفا إلى نيويورك، إذ ذهب البعض إلى أنه سافر بحثا عن رأي آخر في حالته بعد الجراحة التي أجراها قبل نحو 3 شهور لاستئصال ورم سرطاني، بينما أشار آخرون إلى أن السبب هو تلقيه مرحلة جديدة من العلاج كيميائيا وإشعاعيا. ولكن النتيجة في أي من الحالتين تظل واحدة وهي غياب فيلانوفا عن عمله مع الفريق، وإن أكدت صحيفة «موندو ديبورتيفو» أن سفر فيلانوفا ليس أمرا روتينيا وإنما هو استكمال للعلاج.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، كان رأي المحللين والنقاد الصحفيين هو ضرورة أن يعمل النادي سريعا لإيجاد الحل قبل غرق السفينة التي أصبحت في مهب الريح. وذكرت صحيفة «سبورت» في هذا الإطار «ما هي الحلول الممكنة ليتجنب الفريق سقوطا تاريخيا أمام ميلان يماثل سقوطه أمام الريال؟ ومتى يجب أن يلجأ النادي لهذه الحلول؟ ومن هو الذي يتعين عليه اتخاذ هذه القرارات؟ إيجاد الحلول المناسبة هو الحل.

الشيء غير المجدي هو الاستمرار على نفس الرأي كما لو أن شيئا لم يحدث». وعلى رغم كون الرحلة محددة سلفا، كان إيجاد الحلول لهذه الأسئلة الملحة أكثر أهمية من سفر رئيس النادي ساندرو روسيل إلى نيويورك للقاء فيلانوفا. وأوضحت صحيفة «موندو ديبورتيفو» ان الموقف يؤكد أنه من الصعب الاستمرار لفترة طويلة تحت إشراف مدرب مؤقت وأنه ليس من المقنع أن تستمر الصورة على ما هي عليه الآن، إذ يتلقى رورا تعليمات وملاحظات فيلانوفا عبر الهاتف بينما يتواجد الأخير على بعد 6 ألاف كيلومتر عن الفريق.

ويخوض برشلونة في الفترة الحالية أصعب وأحرج الفترات في الموسم وينتظره التحدي الأكبر على ملعبه في مواجهة ميلان يوم 12 مارس/آذار الجاري عندما يلتقي ميلان إياب بعدما خسر منه صفر/2 ذهابا في ميلانو. كما يواجه الفريق اختبارا صعبا آخر اليوم (السبت) في مواجهة ثأرية مع الريال في الدوري الاسباني بعد الهزيمة أمام الفريق الملكي في الكأس يوم الثلثاء الماضي. وتمثل هذه المحنة المأزق الثاني لروسيل منذ توليه رئاسة النادي في أول يوليو/تموز 2010، إذ كان المأزق الأول هو رحيل المدير الفني السابق للفريق جوسيب غوارديولا في نهاية الموسم الماضي ورفضه التجديد قبل أن يتغلب روسيل على هذا بتعيين فيلانوفا مديرا فنيا للفريق بعدما عمل مساعدا لغوارديولا 4 سنوات في تدريب الفريق.

العدد 3829 - الجمعة 01 مارس 2013م الموافق 18 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً