ضمن فعاليات منتدى الثلثاء الثقافي بالقطيف، لموسمه الثقافي الثالث عشر، نظم المنتدى قراءة في تجربة الروائي عبدالرحمن منيف تحت عنوان: «عبدالرحمن منيف والتحولات الثقافية»، قدمها مدير الشئون الثقافية بمكتبة الملك فهد الوطنية محمد عبدالرزاق القشعمي.
بدأت الأمسية، التي حضرها نخبة من المثقفين والكتاب، بالتعريف بمهرجان الرحمة المحمدية الذي قدمه علي السيف، مستعرضاً أهداف المشروع للتعريف بنبي الرحمة والتركيز في هذا العام على الأمن والسلم الاجتماعي، موضحاً أبعاد التفاعل الإجتماعي الذي حظي به المهرجان في برامجه السابقة والأنشطة المختلفة التي يقدمها.
ثم اتبعه عضو اللجنة المنظمة موسى الهاشم بإلقاء كلمة المنتدى التي عبر فيها عن تطلع المنتدى إلى الاحتفاء بالشخصيات الوطنية وابراز دورها، مشيرا الى الدور البارز الذي لعبه عبدالرحمن منيف على الساحة الأدبية في الوطن العربي.
أدار الندوة الكاتب حسن آل حمادة معرفاً بالمحاضر محمد القشعمي وتاريخ اهتمامه بموضوع الروائي عبدالرحمن منيف وتحولاته الثقافية، اذ جمعت بينهما أي (القشعمي ومنيف) علاقة ومعرفة خلال العقدين الأخيرين من حياة الأخير، حيث ألف القشعمي كتاباً عنه تحت عنوان: «ترحال الطائر النبيل» كان منيف قد اطلع عليه في طبعته الأولى العام 2003. بالإضافة الى أن للمحاضر العديد من المؤلفات عن الأدباء والصحافيين رواد الصحافة المبكرة في المملكة، كما ان له ستة بحوث ودراسات مختلفة.
افتتح المحاضر حديثه باستعراض بدايات اهتمامه بالروائي منيف في العام 1985، حيث كان يعمل على جمع رواياته وبعض الكتب التي يشارك في تأليفها وما يكتب عنه في الصحف والدوريات، فجمع ما لا يقل عن مئة عنوان من الدراسات والبحوث والمقالات والمحاضرات، كما تطرق الى لقاءاته المتكررة به وحواراته المتواصلة وتعاونهما في لقاء العديد من الأدباء والمفكرين السعوديين، حيث كان منيف مهتماً وهو في المهجر بمتابعة اخبار المملكة وجديدها في مجال النشر شعرا او رواية.
وألقى المحاضر نظرة سريعة على نشأة وطفولة منيف؛ حيث ولد من أب سعودي وأم عراقية العام 1933 ونشأ في عمان بالأردن وادخل العام 1936 الكُتّاب، ثم انتقل الى المدرسة (العدلية) الابتدائية الحكومية، ليلتحق بعد ذلك بالمدرسة الثانوية حتى العام 1952. كان حينها شغوفاً بالقراءة والمطالعة الحرة بدءا بما يصل من الصحف المصرية واللبنانية مثل مجلة «المنهل»، و»روايات الجيب»، حيث إن عمان حينها كانت تفتقر الى المكتبات.
وعندما حلت القضية الفلسطينية بكل تعقيداتها على الساحة الأردنية؛ توجه منيف إلى العراق لإكمال دراسته الأكاديمية بكلية الحقوق في جامعة بغداد. ومع قيام حلف بغداد واعتراضه عليه، أبعد بسبب نشاطه السياسي ليواصل دراسته في القاهرة، وينهيها في يوغوسلافيا حيث تخصص في اقتصاديات النفط، ثم يعود الى بيروت مزاولاً نشاطه السياسي، واخيرا الى بغداد منخرطاً في حزب البعث.
وأوضح المحاضر، أن السياسة التي انشغل بها منيف كانت انطلاقته للتحول باتجاه الأدب والرواية تحديداً، ومن الأدب تم الانطلاق باتجاه جديد نحو السياسة، حيث بقيت السياسة في كل التنقلات. وكان التحول عن التنظيم الحزبي؛ اذ وجد فارقا كبيرا بين الأفكار والمؤسسة التي ينتمي اليها، ما دعاه للكتابة الروائية تعبيرا عن افكاره وطموحه. كشفت له فترة الستينات مقدار الحاجز الذي حال بينه وبين الاستمرار في العمل السياسي، فدخل فترة من المراجعة والنقد قادته الى العمل الروائي، لكنه بقي في السياسة من خلال الادب ومبتعداً عن التنظيم الحزبي .
العدد 3794 - الجمعة 25 يناير 2013م الموافق 13 ربيع الاول 1434هـ