تألق الأديب إبراهيم العريض في الملتقى الفكري للمؤتمر الذي رعته وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ضمن فعاليات المنامة عاصمة الثقافة العربية، بحضور كل الاتحادات والجمعيات والروابط الأدبية العربية المنضوية تحت مظلة الاتحاد العام.
إبراهيم العريض... أديباً
تحت هذا العنوان قدّم المحاضر عبدالحميد المحادين ورقته في بوتقة من وصف جميل: «شاعرنا هو صاحب الحس المرهف والذوق المميز لمع نجمه في سماء البحرين ليضيء سماء العرب ببصمة لا تمحي في عالم الشعر العربي ترجم رباعيات الخيام من لغتها الفارسية الأم في حين ترجمها آخرون من الإنجليزية. أتقن أكثر من لغة فصدر له ديوان باللغة الأوردية وآخر بالإنجليزية، فهو بحق كما يعتبره البحرينيون الهوية الشعرية البحرينية لديهم ولدى العرب الآخرين طوال قرن أو أقل».
وتطرق إلى زاوية النقد لدى الأديب العريض، فقال: «لم يكن العريض مجرد شاعر رومانسي تميزت ملامح شعره بالطبيعة والحب والمرأة، بل كان ناقداً متمكناً من أدوات نقده، حيث كتب دراسة قيمة عن الشاعر الكبير المتنبي بعنوان (فن المتنبي بعد ألف عام) اعتبرت من أكثر الدراسات الأدبية اقتراباً من فهم شعر المتنبي، ويملك ذائقة شعرية عالية مكنته من انتقاء أجمل القصائد التي اختارها لعدة شعراء عرب معروفين وعلق على سبب اختياره لها ونشرها في عدة كتب منها (من الشعر الحديث وجولة في الشعر العربي المعاصر)».
وتطرق إلى سيرته كشاعر وكأديب، مستعرضاً دواوين شعره بالعربية وغير العربية، ومسرحياته الشعرية ودراساته النقدية ومقالاته حيث كتب سلسة (صور من حياتنا الفكرية) ونشرها في مجلة (الأضواء) البحرينية وتحتوي على حوارات أدبية وفكرية، كما كتب عشرين حلقة ضمن سلسلة الروافد، وهي مجموعة مقالات أدبية نشرت في مجلات مختلفة كالرسالة المصرية والآمال والعروبة اللبنانيتين وغيرها.
ورقة فيدوح: التخييل والمكاشفة
وفي أطروحه عميقة حول مركزية التخييل والمكشافة الرومانسية، قدم المحاضرة عبدالقادر فيدوح صعوبة تداعي نصوص بداية القرن العشرين بالرؤية ذاتها التي تقتحمنا نصوص بداية الألفية الثالثة، ولكن عندما نتبين ماهية الشعر في وقتنا الراهن أنها ـ في معظمها ـ تشترك في القدرة السامية للكلمة التي تصون الكون، ندرك أيضاً أن الكلمة الجياشة ترث عن سابقتها ما يبعث على الاستمرارية في كينونة التعبير عن الذات عبر توالي الأجيال، وفي هذه الحال يكون الفنان، والشاعر على وجه الخصوص، وارثاً للكلمة المشرقة في تأملها الاستشرافي للوجود، ومن هنا نكتشف أن ثمة حاجة ماسة تدفعنا إلى الإقرار بقيمة الشعر أنّى كان؛ لأن «ما يبقى إنما يؤسسه الشعر»، بوصفه النص الذي يفجر عالم الوجود في شتى مراميه، ولا يمكن أن يكون نص آخر بديلاً عن «الشعري والحلمي»؛ لأن كليهما يمثل كينونة بدئية لتأسيس الرؤيا التي تعطي للأشياء وجودها المتحقق فينا.
العدد 3766 - الجمعة 28 ديسمبر 2012م الموافق 14 صفر 1434هـ