أكد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة أن جائزة الإبداعات ذوي الإعاقة تأتي متناغمة تماماً مع توجيهات عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في إعطاء فئة ذوي الاحتياجات الخاصة الاهتمام البالغ وتمهيد الطريق أمامهم للانخراط في المجالات كافة والاندماج في المجتمع، مشيراً إلى أن توجيهات جلالة الملك واضحة وصريحة بضرورة العمل الموحد من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة من أجل رفعة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة العزيزة على قلوبنا جميعاً.
جاء ذلك خلال حفل "جائزة ناصر بن حمد لإبداعات ذوي الإعاقة الخاصة" الذي أقامته وزارة التنمية الاجتماعية برعاية من سموه صباح أمس الأربعاء (7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) في قاعة نادي شريفة العوضي للأطفال والناشئة بالرفاع، وذلك بحضور وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة محمد البلوشي ومسئولي الوزارة وعدد من المدعوين من أعضاء مجلسي الشورى والنواب ورجال السلك الدبلوماسي والصحافة والإعلام.
وأضاف سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة أن جائزة الإبداعات لفئة المعاقين تهدف إلى كسر الحواجز أمام ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنحهم كل فرص الرقي ومواكبة النمو الحضاري الذي تشهده البلاد والعالم في كل مجالات الحياة، وإيضاح مساهماتهم ودورهم في خدمة المجتمع، كما تسهم في إذكاء روح التنافس بينهم وحفزهم لتخطي التحديات التي تعترض مسيرتهم وتحويل تلك التحديات إلى نقاط انطلاقة نحو سطوع نجمهم في العديد من المجالات.
ووصف سموه الجائزة بأنها تسهم في تشجيع المواهب العلمية وترقية الإبداع لدى فئة عزيزة على قلوب المجتمع، كما تمثل حافزا لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة للاهتمام بالتفوق العلمي والإبداع في مختلف الميادين والمجالات وإطلاق القدرات الخلاقة الكامنة في عقولهم ووجدانهم نحو خدمة أنفسهم في المقام الأول وخدمة مجتمعهم ومملكتهم.
وأكد أن الجائزة تعمل على تشجيع العلم والتفوق والإبداع، وتجسيد قيم التكافل الاجتماعي تجاه هذه الفئة؛ بحثِّها على التفوق والاندماج في المجتمع وإطلاق طاقاتها لتصبح طاقة منتجة وفاعلة.
وذكر سموه أن حث ذوي الاحتياجات الخاصة على الانخراط في طريق النبوغ والتفوق والإبداع يتيح المجال أمامهم لخدمة الوطن، وكم من صاحب احتياجات خاصة؛ استطاع أن يحقق التفوق على أقرانه من الأصحاء، بل وكم من هذه الفئة الغالية قدم خدمات جليلة لمجتمعه في مختلف المحافل؛ وهذا لن يتأتى إلا من خلال إتاحة الفرصة أمامهم لإطلاق مواهبهم وتفوقهم وتمكينهم من استثمارها وتوفير الأدوات اللازمة لهم كي ينطلقوا في طريق التفوق.
وقال: "من هنا تأتي أهمية جائزة الإبداعات لذوي الإعاقة حيث تقدم الحافز لهذه الفئة وتنير لها الطريق لتحقيق التفوق والنبوغ لدى المتميزين منهم كي يأخذوا فرصتهم ويحققوا ذاتهم، ولا شك أن هذه الآلية تحقق العديد من الفوائد للمجتمع؛ فهي تدفع المنتمين إلى هذه الفئة إلى التفاعل النشط في المجتمع وإطلاق العنان لقدراتهم، كما تشجع المجتمع على الاستفادة من القدرات المتفوقة التي يتمتع بها كثير من ذوي الاحتياجات الخاصة".
من جانبها أكدت وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة محمد البلوشي أن "مملكة البحرين تفتخر بأن تحتفل باحتضان مواهب وإبداعات ذوي الإعاقة، ولا يخفى علينا جميعاً ما تحظى به هذه الفئة من رعاية واهتمام على المستوى الحكومي والأهلي والخاص باعتبارهم شركاء رئيسيين في مسيرة التنمية والعمل الوطني".
وأضافت "لقد حرصت مملكة البحرين على صون حقوق ذوي الإعاقة بإصدار قانون رعاية وتأهيل المعاقين رقم 73 للعام 2006 والتصديق على الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الاعاقة في العام 2011، كما تم إطلاق الاستراتيجية والخطة الوطنية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة مع نهاية العام 2011، ونعمل حاليّاً مع جميع الوزارات وأجهزة الدولة المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني على تنفيذ الخطة الوطنية للاستراتيجية الوطنية لذوي الإعاقة والتي وضعت بجهود متكاملة على جميع الأصعدة".
وقالت الوزيرة: "يشهد اليوم الحفل الأول لتوزيع جائزة سمو الشيخ ناصر بن حمد لإبداعات الأشخاص ذوي الإعاقة ولنقطف ثمار هذه الجائزة المتخصصة والأولى من نوعها والتي خصصت عشر جوائز للمبدعين من فئات الإعاقة الذهنية، الإعاقة الجسدية، الإعاقة الحركية، الإعاقة البصرية، الشلل الدماغي، التوحد والإعاقة المزدوجة، وذلك في المجالات العلمية والثقافية والرياضية، بالإضافة إلى جائزة للمؤسسات المميزة العاملة في مجال رعاية وتأهيل ذوي الإعاقة... ويسعدنا أن 85 مترشحاً شاركوا في هذه الجائزة من جميع فئات الإعاقة؛ منها 13 مؤسسة عاملة في مجال الإعاقة من مؤسسات المجتمع المدني. وقامت الوزارة بتشكيل لجنة التحكيم من الخبرات العلمية والفنية والرياضية المتخصصة لتقييم أعمال المتقدمين للجائزة وترشيح الفائزين بها بكل مهنية وشفافية وموضوعية".
يذكر أن عدد المتقدمين للجائزة بلغ (85) مترشحاً من فئة الذكور والإناث، ففي المجال العلمي تقدم (3) من فئة الذكور، أما في المجال الثقافي فتقدم (14) من فئة الذكور و(26) من فئة الإناث بينما بلغ عدد المترشحين في المجال الرياضي (17) من فئة الذكور و(12) من فئة الإناث، وتقدمت (13) مؤسسة عاملة في مجال الإعاقة.
يشار إلى أن الأشخاص الذين حظوا بنيل الجائزة؛ سيتم استثمار قدراتهم كقصص نجاح، وستتم الاستعانة بهم كنماذج في المدارس والمحافل ذات الصلة، حيث سيسهم ذلك في إذكاء روح التحدي والتنافس لدى أقرانهم. فضلاً عن أنه سيكون لهم في "مجمع الإعاقة الشامل" الذي سيفتتح عما قريب مركزاً تدريبيّاً خاصّاً بهم، وذلك لعرض منتجاتهم وما صاغته أيديهم.
وتضمن الحفل عرضاً لفيلم عن الخدمات المقدمة من قبل وزارة التنمية الاجتماعية لذوي الإعاقة، وقصيدة شعرية للطالبة هنوف عباس، وقام بعد ذلك سمو الشيخ ناصر بن حمد فتفضل بتكريم الفائزين بالجوائز؛ وهم كل من: جمعية الصداقة للمكفوفين، منيرة خالد خليفة آل خليفة، عادل سلطان المطوع، فاطمة عبد الرزاق صقر، لميس منصور عبدالله، نادر أحمد الشيخ عبدالله، زهراء عبدالحسين القصاب، عبدالله أحمد نور عبدالقادر، هنوف عباس حمود حنظل.
ثم تفضل سموه بتكريم أعضاء لجنة التحكيم المكونة من كل من: دنيا أحمد (المجلس الأعلى للمرأة)، أحمد سعد (جامعة البحرين)، جليلة السعدون (جامعة البحرين)، أمينة كمال (وزارة التربية والتعليم)، محسن التيتون (جمعية الصم البحرينية)، صباح أحمد الذوادي (الاتحاد البحريني لرياضة المعاقين)، الشاعر علي الشرقاوي.
بعد ذلك تفضل سموه بتكريم لجنة الإعداد للجائزة وهم كل من: بدرية يوسف الجيب (الوكيل المساعد للرعاية والتأهيل الاجتماعي)، منى جاسم الغتم (مديرة إدارة التأهيل الاجتماعي)، فاطمة محمود محمد (مديرة إدارة العلاقات العامة والدولية)، فاتن محمد كمال (رئيسة قسم المراكز التأهيلية الأكاديمية والمهنية)، جليلة سلمان شبر (رئيسة قسم ذوي الاحتياجات الخاصة)، نادر عباس المرخي (رئيس مركز خدمات المعاقين)، صادق عبدعلي سهوان (مقرر اللجنة العليا لرعاية شئون ذوي الإعاقة)، أحمد مطر عبدالحي (رئيس قسم الصيانة والمشتريات والمخازن)، توفيق صالحي (مدير المكتب الإعلامي ومركز المعلومات - مكتب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة).
ثم قام سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة برفقة فاطمة محمد البلوشي بجولة في معرض منتوجات ذوي الإعاقة؛ اطلع فيها على مستوى الإبداع الفكري والفني والعلمي لديهم.
ربي يشفيي الجميع
الله يصبر كل أولياء أمور المعاقين آجركم انشاء الله الجنه انزع قبعتي وان حني لكل اب وأم يعتني برعيته ابنه او بنته المعاق