أعرب ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة عن سروره بالالتقاء والتواصل مع الأشقاء في هذا الشهر الفضيل وما يكتسبه ذلك من عبق خاص في أجوائه الروحانية المباركة.
واستذكر سموه لدى زيارته مجلس سمو الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة يصاحبه نجله سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة ما دأبت عليه العوائل البحرينية من عادات وتقاليد أصيلة في هذا الشهر الكريم، متمنياً سموه أن يعيد الله رمضان المبارك بالخير واليمن والبركة على مملكة البحرين وأهلها أجمعين.
وقال سمو ولي العهد إنه من المتعارف عليه أن الاختلاف حول الآراء السياسية أمر طبيعي، ولكن من غير المقبول التعدي على أخلاقياتنا وأعرافنا وأسرنا وتاريخنا؛ فذلك لا يتماشى مع قيمنا الدينية الإسلامية السمحة ولا يتماشى مع توجهاتنا كمجتمع ووطن.
وقال سموه لدى زيارته مجلس عائلة كازروني في سار مساء أمس الإثنين (6 أغسطس/ آب 2012) يصاحبه نجله سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة، إن البحرين ومنذ نشأتها ضمت جميع الأعراق والطوائف ومضت برسالتها نحو بناء الوطن وتقدمه عبر اعتماد التوافق بين مختلف الآراء، مشيداً بمن يحرصون على غرس قيم حب الوطن والاحترام المتبادل والتواصل والنجاح في أبنائهم، من باب الإيمان بتكاتف جميع الجهود في سبيل رفعة الوطن.
وتطرق سموه الى سلبيات التأزيم على الأوضاع الاقتصادية ومعدلات النمو، مشيراً إلى أن الاقتصاد لا يعرف سياسة وإنما يقرأ الواقع، ولذلك يجب أن يكون الواقع مهيئاً وأن يتم التعاون بإخلاص لتقويم ما يحدث.
وأضاف: إننا نحتاج إلى الحوار البناء بدلاً من إعلاء الصوت دون فائدة، ولذلك يجب التأكيد على مفعول الكلمة الطيبة، وتعزيز المساعي الإصلاحية بأن تكون ركيزتنا هي راية البحرين التي نتوحد من حولها جميعاً بقيادة جلالة الملك الوالد المفدى حفظه الله ورعاه، وفي الوقت نفسه مستذكرين ومؤمنين دوماً بتعليمات ديننا الحنيف الذي يوجهنا الى أنه لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى - والاقتداء بذلك في تكريس قيم الاحترام المتبادل وعدم التفرقة.
بعد ذلك توجه موكب صاحب السمو الملكي ولي العهد إلى مجلس خالد آل شريف حيث عبر عن سروره بالجمع الطيب من الحضور وما يبعثه تمثيله لتنوع المجتمع البحريني من تفاؤل في النفس.
وقال سموه نود في هذا المقام ونحن نشهد هذا الجمع من المواطنين الذين يمثلون مختلف أطياف المجتمع البحريني أن نشيد بجموع المواطنين الذين التزموا الصبر واستمعوا لصوت العقل، ولم يخالفوا القوانين، وكان لديهم إيمان تام وثقة بقدرتنا في التعامل مع كافة أشكال التحديات وفق الثوابت الوطنية الجامعة، مضيفاً إننا نحتاج اليوم لتدعيم صوت الغالبية العظمى من المواطنين الذين يريدون الخير للوطن ولجميع مواطنيه.
وواصل سموه حديثه قائلاً إنه وعلى رغم ما تم قطعه من شوط طويل للخروج من تبعات الأزمة؛ فإنه من الواضح الحاجة إلى المزيد من العمل والمثابرة من أجل تحقيق ما يصبو اليه جميع أبناء الوطن.
وأضاف سموه أنه ومنذ القدم خطت مملكة البحرين بثبات في مسيرتها عبر توافق الآراء، ونحن نرى أن الجميع يتكلم حاليّاً عن الحاجة إلى الاستمرار في الإصلاح وتثبيت وتعزيز المبادىء الوطنية المتعلقة بالعدل والمساواة وحقوق الإنسان، ولذلك تواصلاً على هذا المسار نحو الارتقاء بالوطن؛ فإن من يريد تحسين الوضع عليه البدء بنبذ العنف بكل أشكاله والسعي لإيقافه بالتوازي مع التواصل وتبادل الأفكار بشكل بناء.
و قال سموه إنه وعلى رغم الصعوبات والفرص الضائعة؛ فإن حرص شريحة كبيرة على تغليب الحكمة والالتزام بقيم الوسطية والتسامح التي عرف بها وطننا هو مصدر تفاؤل وتحفيز نحو الانطلاق لمستقبل أفضل لصون كرامة الجميع، حاثّاً سموه على أن نكون نحن أقوى من أيادي الهدم والتأزيم التي تسعى إلى الانزلاق بالوطن نحو ما يضر به، مشيراً إلى أن ما هو ممكن اليوم قد لا يكون ممكناً غداً.
ونبه سموه من آثار ملامح التشدد والإقصاء التي نراها اليوم، قائلاً إن الأوطان تبنى بجهود أبنائها فما نزرعه اليوم نحصده غداً وأي تشدد نراه اليوم سيعود بالتأثير سلباً على أجيالنا القادمة.
وتطرق سموه إلى الوضع الإقليمي وتأثيره على الأوضاع الداخلية، وكيف أن القراءة المعمقة للتاريخ وللوضع الراهن تعطينا مؤشرات واضحة بتصاعد معدلات الاحتقان إقليميّاً، ومن واجبنا الوطني ترتيب بيتنا الداخلي وحفظه من التأثر بها قدر الإمكان.
وذكر سموه أنه وكما أن الخسارة في الوطن تلم بالجميع؛ فإن الانفراج والحلول الإيجابية يفيد الجميع كذلك.
وقال سموه: لا ندعي العصمة من الخطأ، فالنفس البشرية عرضة لذلك، لكن المهم هو كيفية إصلاح الخطأ إضافة إلى السعي الحثيث لصون أسرتنا الوطنية وأن تتخذ كل روافد المجتمع ورموزه، لا السياسية منها وحسب، دورها للقيام بمسئوليتها تجاه هذا الهدف المشترك.
وفي مجلس عائلة الكوهجي، أعرب سموه عن إشادته بتمسك عوائل البحرين بالقيم الوطنية وثباتها على ما فيه مصلحة الوطن الجامعة لكل أبنائه، ساعين في الوقت نفسه إلى العمل بإخلاص للدفع قدماً بمسيرة الوطن.
وقال سموه إننا متفائلون دوماً بطيبة وتسامح أهل البحرين الكرام وحرصهم على وطنهم، وجعل مصلحته فوق أي اعتبار آخر مع نبذ التصعيد والانقطاع والعنف، كما أشاد سموه بعائلة الكوهجي وبمساهماتها في القطاع الخاص.
رافق سموه في زيارات المجالس وزير المواصلات كمال أحمد محمد ومستشار الشئون السياسية والاقتصادية بديوان سمو ولي العهد الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة ورئيس ديوان سمو ولي العهد الشيخ خليفة بن دعيج آل خليفة ومستشار سمو ولي العهد الشيخ أحمد بن خليفة آل خليفة، والسكرتير الخاص لسمو ولي العهد الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة.
العدد 3622 - الإثنين 06 أغسطس 2012م الموافق 18 رمضان 1433هـ
القياده الرشيدة
حفظكم الله ورعاكم للوطن