اقتحمت القوات النظامية السورية مدينة دوما في ريف دمشق صباح السبت (30 يونيو/حزيران 2012)، وتواصلت الاشتباكات والعمليات العسكرية في مختلف مناطق البلاد، بحسب ما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان الذي احصى 29 قتيلا في مناطق عدة من سوريا اليوم.
ففي ريف دمشق الذي يشهد تصاعدا في الاحتجاجات، افاد ناشطون في مدينة دوما التي تبعد حوالى عشرة كيلومترات عن وسط العاصمة ان المقاتلين المعارضين انسحبوا منها صباح اليوم وان القوات النظامية دخلتها بعد حملة عسكرية هي الاعنف بدأت في الحادي والعشرين من الشهر الجاري واسفرت عن مقتل العشرات وجرح المئات، وتزامنت مع تصاعد الاحتجاجات في الريف الدمشقي وصولا الى داخل العاصمة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان القوات النظامية "تعيث فسادا في المدينة حيث تقتحم البيوت وتحطم محتوياتها"، مضيفا "جرى توثيق اعدام مقاتلين اثنين ميدانيا على يد قوات النظام وهناك تقارير عن حالات اخرى لكننا لم نوثقها بعد".
وقتل مدنيان احدهما في دوما والآخر في بلدة مديرا، واربعة عسكريين في استهداف حافلة لهم في ريف دمشق، وفقا للمرصد.
وناشد المرصد السوري في بيان "كافة المنظمات والهيئات ومنظمتي الهلال والصليب الأحمر إرسال طواقم طبية بشكل عاجل إلى مدينة دوما لمعالجة وإجلاء عشرات الجرحى الذين أصيبوا نتيجة القصف المتواصل"، معتبرا ان المدينة "منكوبة".
واقتحمت القوات النظامية حي الحجر الاسود في العاصمة وبدأت حملة مداهمات فيه واحرقت منزلا لناشط متوار بحسب المرصد وناشطين، فيما سجلت اشتباكات في حي جوبر الدمشقي وفي بلدة عين ترما استخدمت فيها المروحيات.
وفي حلب شمال البلاد، واصلت القوات النظامية قصفها للريف الشمالي، وافادت الهيئة العامة للثورة السورية بتعرض بلدة ماير لقصف عنيف متواصل وسط انقطاع الاتصالات والانترنت والكهرباء عن الريف الشمالي بالكامل.
واشار المرصد الى مقتل شخص في ماير وآخر في الاتارب نتيجة القصف.
وفي مدينة حمص (وسط)، تجدد القصف على احياء السلطانية وجوبر والخالدية من مدافع القوات النظامية التي تحاول استعادة السيطرة على الخالدية بحسب المرصد.
واشارت لجان التنسيق المحلية الى استئناف القصف المدفعي اليوم على مدينة الرستن كبرى المدن الخارجة عن سيطرة النظام في محافظة حمص.
واظهر تسجيل بثه المجلس العسكري (للمنشقين) في حمص وريفها انشقاق ضابط برتبة عقيد ونجله برتبة ملازم اول عن الجيش وانضمامهما الى الجيش السوري الحر في الرستن.
وفي دير الزور (شرق) حيث قتل تسعة اشخاص بنيران القوات النظامية، انفجر انبوب نفط يمر بجوار مدينة القورية الخارجة عن سيطرة القوات النظامية، وتصاعدت سحب الدخان في المنطقة.
واشار المرصد الى استمرار الاشتباكات في مدينة دير الزور الخارجة بدورها عن سيطرة السلطات السورية. وقالت لجان التنسيق المحلية ان حشودا عسكرية معززة بمدرعات انتشرت في محيط المدينة.
وتدور اشتباكات ايضا في مدينة البوكمال المحاذية للحدود العراقية.
وفي درعا (جنوب)، واصلت القوات النظامية السبت حملاتها الامنية، وافادت الهيئة العامة للثورة السورية بتنفيذ حملة دهم واعتقالات وانتشار امني كثيف مدعوم بالمدرعات في درعا المحطة.
وقتل مقاتل معارض في انفجار لغم في كفر شمس، وفقا للمرصد.
وتدور اشتباكات عنيفة عند مداخل بلدة ابطع بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية السورية التي تستخدم المروحيات في العمليات، بحسب المرصد السوري الذي اشار الى تعرض بلدة خربة غزالة لاطلاق نار من رشاشات المروحيات.
وفي ادلب (شمال غرب) حيث يعزز المقاتلون المعارضون سيطرتهم في الآونة الاخيرة، قتل خمسة اشخاص جراء القصف على قرية حيش، وقتل اربعة اشخاص اثر اطلاق القوات النظامية النار على سيارتهم في احدى مناطق الريف، بحسب المرصد الذي افاد بتعرض قرى في جشر الشغور لنيران المدافع والمروحيات النظامية.
والجمعة، سقط في سوريا 75 قتيلا في اعمال عنف متفرقة في البلاد.
وقتل منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا في منتصف اذار/مارس 2011 اكثر من 16 الف شخص، بحسب ارقام المرصد.