فترة المراهقة تمتد من سن الثالثة عشرة حتى بلوغ التاسعة عشرة، وهي فترة برزخية بين الطفولة والشباب. وتتميز هذه المرحلة بأمراض قلبية معينة ولعدم تشتيت ذهن القارئ الكريم سنناقش في هذه المقالة بعض الأمراض التي اكتسبت لغطا واهتماما عند الجمهور وذلك لخطورتها، حيث إنها تؤدي في حالات كثيرة إلى الموت المفاجئ وخصوصاً عند التعرض للمجهود العضلي الشديد.

هذه الأمراض في غالبيتها خلقية المنشأ وتصنف بناء على الاعتلال الوظيفي للجزء المصاب من القلب أو الخلل الوظيفي لها، وأهمها: الاعتلال القلبي العضلي، عيوب الشرايين التاجية، اضطرابات نظم القلب، التهابات عضلة القلب، الأمراض القلبية الدسامية (اعتلال الصمامات)، الأمراض القلبية المرتبطة بأمراض الأنسجة الضامة.

وكما أسلفنا سابقاً سنركز على الأمراض الثلاثة الأولى وقد نسرد تفصيلاً للأخرى في مقالات مقبلة.

الاعتلال القلبي العضلي

وهو ببساطه آفة مرضية قلبية تعود فيها الأعراض بمجملها إلى خلل في عضلة القلب وقد يكون عائليّاً وغير عائلي. وتعد من الأسباب الرئيسية للموت المفاجئ أثناء المجهود العضلي الشاق كما يحدث للاعبين وسببه إصابتهم باعتلال القلب السادة أو المتضخمة، حيث تمتاز هذه الحالة بتضخم شديد في البطين الأيسر يتركز في المنطقة الحجابية بصورة رئيسية.

وعادة ما يكون هناك تاريخ عائلي لموت مفاجئ في سن مبكرة وقد تشمل الصورة السريرية نوبة خناق الصدر، زلة (عسر النفس)، إغماء أو نسبة معينة من الوفيات المفاجئة.

ويتم التشخيص بواسطة تصوير القلب بالسونار بعد التحليل السريري للأعراض والفحص الحكمي للقلب. الخطة العلاجية تحددها الصورة السريرية مقدار انسداد تصريف البطين، والاضطرابات النظمية، والخطة قد تكون دوائية او جراحية بخزع عضلة البطين، والهدف من ذلك هو رفع الانسداد عن منفذ البطين الأيسر الذي قد يعوق تدفق الدم نحو الابهر او الأورطي، وقد يتطلب العلاج استزراع جهاز مانع الرجفان ألبطيني لمنع الوفاة المفاجئة.

عيوب الشرايين التاجية

في هذه الحالة يكون منبت الشريان التاجي الأيسر في غير محله. حيث تصبح دورته غير طبيعية فينحشر بين الشريان الابهر وجاره الرئوي ما يؤدي إلى احتباس الدم عن عضلة القلب عند التعرض للمجهود وتسارع ايقاع القلب.

وللأسف فإن هذه الحالات صعبة التشخيص حيث تتطلب مستوى عالياً من الاشتباه السريري، وتتم تشخيصها عن طريق القسطرة القلبية أو الاشعة المقطعية للشرايين القلبية او الرنين المغناطيسي، والعلاج يكون بالتدخل الجراحي.

اضطرابات نظم القلب

وهنا يكون الخلل في تسارع نبضات القلب وعدم انتظامها، والخطورة تكمن في احتمال تعرض المريض الى هبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب، وكمثال على هذه الأمراض متلازمة بروغادا (Bruagada syndrome) التي عادة تنتشر في عائلات معينة والمظهر الرئيسي هو الخفقان المصحوب بالإغماء، ويتم التشخيص عن طريق عمل دراسة لكهربائية القلب وزرع المنظم هو العلاج الأمثل، مصاحبة اضطرابات نظم القلب مع عيوب خلقية أخرى يزيد من خطورتها ويجعل علاجها أكثر صعوبة.

يذكر أن البحرين تمتلك رصيدا جيدا في تشخيص هذه الأمراض، إذ يتم فرز حديثي الولادة ممن يتواجد لديهم اشتباه عيوب قلبية لمعاينتهم من قبل استشاري أمراض القلب للأطفال، وهذا ينطبق على المرضى المراهقين أيضا حيث يفحص من يشتبه منهم باستشاري أمراض القلب في وحده القلب بمجمع السلمانية الطبي أو مركز محمد بن خليفة للقلب بالمستشفى العسكري