السؤال الذي لم تجد الأمة الإسلامية له جواباً
للمرة الألف... الناس في كل مكان في عالمنا الإسلامي يريدون معرفة ما يحدث في العراق الجريح؟ هل هو مقاومة أم إرهاب؟ ودائما ينقسم العالم الإسلامي والعالم العربي خصوصاً في القضية العراقية، البعض من الناس يقولون إن ما يحدث في تلك البقعة العزيزة على قلوبنا جميعا مقاومة شريفة ضد المحتل الغاشم، والبعض الآخر يصف تلك الأعمال الإجرامية التي تنفذ بين الناس في العراق بالإرهاب المنظم... لو حاولنا محاكمة الرأي الذي يقول إن ما يحدث مقاومة بشفافية وبصراحة متناهية جدا ونضع في حساباتنا ألا نظلم أحدا في هذه المحاكمة ولا نبخس حق أحد، ونتحدث بصفتنا تابعنا مجريات ما يحدث في البلد الشقيق عن كثب ومنذ زمن بعيد متجردين من كل المؤثرات النفسية والعاطفية التي قد تجرنا إلى نطق حكم يخالف أبسط القواعد الأدبية والأخلاقية، وعلينا أن ننطلق بمنطلق إنساني وإسلامي في تعاملنا مع هذه المسألة... هل نحن مستعدون لذلك؟ إذا كنا كذلك فلنبدأ على بركة الله وبتوفيقه.
في البدء نسأل الذين يطلقون على ما يحدث من جرائم خطف وقتل بالهوية في أرض الرافدين بالمقاومة الشريفة، هل بإمكانكم التعرف على رموز تلك المقاومة الذين تصفقون لهم في كل مكان وفي بعض المحطات الفضائية الناطقة باللغة العربية؟ هل تعرفتم على شخصياتهم وهوياتهم وأهدافهم؟ من المؤكد لا يستطيع أحد أن يدعي ذلك! لا تقولوا لنا الزرقاوي، أتعرفون لماذا؟ لأنكم تعلمون جيدا أنه لا يمكن لمسلم آمن بالله ورسوله أن يتجاسر على الأوامر الإلهية ليأمر مريديه بقتل الناس الأبرياء في الشوارع والأسواق وأماكن العبادة ونحن نشك في مصدر تلك البيانات التي ينسب أصحابها للإسلام ظلما وعدوانا، والشخصية التي تنسب إليها تلك السلوكيات المخالفة لأبسط الثوابت الإسلامية إما أن تكون الأسطورة نسجها المحتل في أذهان الناس ليخيف بها الشعب العراقي الذي أراد أن يتسلم زمام بلده بيده، أو أن تكون تلك الشخصية حقيقة ولكنها تنازلت عن القيم الإسلامية النبيلة لتسمح لنفسها التعامل مع الشيطان الرجيم، الأمر الذي أزعج من جاء لينهب خيرات العراق بإصرار شعبها على الاستقلال بمعانيه الحقيقية... ما يحدث في عراق المجد بكل وضوح هو محاربة للإسلام وليس محاربة للمحتل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى والضحايا خير شاهد على ما نقول، وهذه المخالفات الصريحة والواضحة لا نقبل صدورها من جاهل بالعقيدة فكيف نقبلها من شخص يدعي العلم الإيمان؟ وإذا ثبت ما يشاع، فالأمر في غاية الخطورة على الدين وأهله.
بعد كل تلك الإشكالات الشرعية التي لا تسمح لأحد من هذه الأمة انتهاك حرمات الآخرين مهما تذرع بالحجج والمبررات ومهما تلبس بالفهم والدراية ومهما ادعى التبحر في أحكام الدين، بعد كل هذا... كيف تريدون من الناس أن يطلقوا على ما يحدث في العراق بالمقاومة؟! العقل والمنطق لا يوافقان على ما ندعيه في هذه المسألة الحساسة، ولو سألنا أنفسنا سؤالا بسيطا جيدا: من الذي يدعم أولئك بالسلاح والدولارات التي صرفت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من المصارف الأميركية؟ أطلب من كل من غره الإعلام الزائف الذي روج للجريمة في العراق بكل معانيها البشعة والقذرة، التوقف قليلا أمام هذه المسألة المتشابكة ليتأمل وليقلبها يمنة ويسرى كما يقولون ويبحث بهدوء في حيثياتها ويتتبع خيوطها ويحاول تركيب القطع المتناثرة من اللوحة حتى تكتمل وبعد ذلك سيتضح لهم الواقع بحقيقته الجلية، والأمر الآخر والخطير ما تمارسه القوات الأميركية الذي تتحدى من خلاله القوات العراقية (الشرطة والجيش) بإطلاقها سراح من ثبت جرمهم وأنهم هم الذين فجروا وقتلوا وذبحوا الرجال والنساء والأطفال والشيوخ في المدن العراقية وهم الذين أشاعوا الرعب والخوف في أوساط الأطفال، ماذا تفسرون هذه الازدواجية بين قول المحتل وفعله؟ في الوقت الذي ينادي فيه بالأمن، يبدي تعاطفا مع الإرهابين مستخدما في ذلك طرقه الملتوية ليكرروا ما قاموا به ضد الشعب العراقي المظلوم مرات كثيرة، ولهذا لا تسمع عمليات تنفذ ضد المحتل إلا ما قل وندر، وكأنها تنفذ تلك العمليات النادرة من أجل إيهام الناس والعالم وللتغطية على مخططاتهم الإجرامية التي بدأت تنكشف شيئا فشيئا، وماذا سنقول عن حادث البصرة التي اشتبك فيها الشرطة والجيش العراقي مع القوات البريطانية التي حاولت بكل قوة منع القوات العراقية من القبض على عناصر إرهابية يرتدون الملابس العربية وهم يستعدون لتفجير سيارة مفخخة من بعد، واستطاعوا إفشال التفجير في الوقت المناسب الذي كاد أن يوقع الأذى بالأبرياء وسيخلف ضحايا لا يعلم عن عددهم إلا الله... وأكثر من ذلك ساعدوهم على الفرار من مكان الحادث حتى لا يفتضح أمرهم وينكشف المستور، وبعد التحريات الأمنية تبين أن تلك العناصر صهيونية يقومون بأعمال إجرامية بالتنسيق مع المحتل بالشكل الذي لا يترك أثر لذلك التعاون المحكم، أقول مرة أخرى لابد أن تعي الأمة حجم المؤامرة التي تحاك ضدها في العراق، وتأكدوا أيها الإخوة الأعزاء أن ما حدث في سامراء لا يستبعد أنه من ضمن مخططاتهم الرهيبة التي أعدوها بدقة متناهية ليوقعوا فتنة بين أبناء الأمة، لأنه لو اتحدت الأمة على كتاب الله وسنة نبيه حقا لن تستطيع قوة في العالم إجبارها على التناحر والاقتتال فيما بينهم، والمحتل لا يرغب في أن يرى الأمة متحدة ولا يريدونها وقت اختلافها أن تضع بينها الورد بدلا من البندقية والقنابل والسيارات المجنونة التي تم حشوها بالمتفجرات الملعونة القاتلة، فليكن في علمنا ألا توجد فتنة طائفية في العراق ولا هم يحزنون، فأهل العراق ومنذ أن خلق الله الخليقة إخوة في الدين والوطن على رغم ما تعرضوا للعذاب والتنكيل في هذا الدرب صبروا وصابروا وسيصبرون حتى يعجز الصبر من صبرهم ليفشلوا كل المخططات التي تحاك ضدهم.
بالتأكيد ما يحدث ضد أمتنا في عراق الشهامة والإباء ما هو إلا مؤامرة خبيثة حيكت في غرف محروسة بالشياطين الإنسية التي جندت نفسها لقتل كل جميل في عالمنا الإسلامي، مستغلة اختلافاتنا وخلافاتنا وصمت بعض علماء الأمة عن قول رأي الشرع في كل ما يحدث من ذبح وتقتيل بالجملة لأهل العراق، فلنحذر وننتبه جيدا ونفتح عيوننا في هذه الأيام ولا نغمضها أبدا لنتمكن من تفويت الفرصة عليهم، ودعونا ننطلق من كلام رسول الهدى «المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه إلى يوم القيامة»، والاختلاف في الرأي لا يبرر لنا أن نتقاتل أو نسيء إلى معتقدات بعضنا بعضا، فلنترفع عن هذه الممارسات التي لا يرضاها الله ورسوله حتما، ونسأل الباري جلت قدرته أن يحفظ أمتنا الإسلامية من كل سوء، وأن يعينها بالوحدة على كل معتد أثيم يريد بها شرا... آمين رب العالمين.
سلمان سالم
للصحافة الالكترونية أهمية بالغة في حياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفي جميع نواحي الحياة. وتطورت تكنولوجيا الاتصالات بشكل هائل نتيجة التطور التقني وانتشار المعلومات بسرعة فائقة استطاعت ان تعبر القارات وتتخطى الحدود. ظهرت الصحافة الالكترونية للمرة الأولى في منتصف التسعينات الميلادية، لتشكل بذلك ظاهرة إعلامية جديدة ارتبطت مباشرة بعصور ثورة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، وليصبح المشهد الإعلامي والاتصالي الدولي أكثر انفتاحاً وسعة إذ أصبح بمقدور من يشاء الإسهام في إيصال صوته ورأيه إلى جمهور واسع من القراء دونما تعقيدات الصحافة الورقية وموافقة الناشر في حدود معينة. وبذلك اتسعت الحريات الصحافية بشكل غير مسبوق، بعد ان أثبتت الظاهرة الإعلامية الجديدة قدرتها على تخطي الحدود الجغرافية بيسر وسهولة، ليبرز لدينا السؤال المهم، هل من الممكن ان تحل الصحافة الالكترونية يوماً بديلاً عن الصحافة المطبوعة أم منافساً لها؟
كانت بداية الصحافة الالكترونية مجرد مواقع تحتوي على مقالات وموضوعات وأفكار وأطروحات ورؤى بسيطة... وتحديداً انطلقت من منتديات الحوار التي تتميز بسهولة تحميل برامجها وبساطة تركيبها ويكفيك أن تقوم بتحميل هذه البرامج المجانية في الغالب ورفعها لموقعك في أقل من ساعة... ليبدأ بعد ذلك الموقع بأثره في العمل المحدد له وفي اجتذاب عدد كبير من الزوار، ونجحت هذه المنتديات في جذب واستقطاب المتصفحين الذين يضعون فيها آراء وأفكاراً حرة غير خاضعة للرقابة مثلما يحدث في المواقع الكبرى... ثم ومن خلالها بدأ أصحاب الآراء الواحدة يشكلون فيما بينهم مجموعات داخل المنتديات التي يتبادلون خلالها الحوارات.
وطبعاً فإن الحرية التي تميزت بها الانترنت وعدم السيطرة عليها في البداية وسرعة تداول المعلومات هو الذي حفز الجميع للاهتمام بالانترنت ولابد من معرفة أنه كانت هناك صعوبات للانترنت في بداياتها من أهمها أنه لا يمكن تصفح هذه المواقع إلا لمن يجيد استخدام الكمبيوتر.
بعد هذا كله نعود ونسأل هذا السؤال الذي نترك إجابته لكم: الصحافة الالكترونية هل هي بديل للصحافة الورقية أم منافس لها؟
زينب عبدالحسن علي بحر
تعقيباً على المقال المكتوب في صحيفتكم الغراء يوم الاثنين 8 مايو/ أيار الجاري، أولاً نتقدم بالشكر الجزيل إلى سلمان بن صقر آل خليفة على اهتمامه بقضية التلوث في المعامير ولو انه ظهر متأخراً ولا أعرف اين كان غائباً منذ سنوات طويلة، لكن له الشكر والتقدير، ونود أن نقول إن المبلغ الذي ذكر بالنسبة إلى النادي غير صحيح، أي كان هناك دعم للنادي لكن ليس بالمبلغ المذكور، وهذا الدعم ليس بالمرة الأولى التي تقدمه «بابكو» إلى النادي، صحيح يمكن للمرة الأولى في مجلس الإدارة الحالي لكن كانت شركة بابكو تقدم الدعم المادي والعيني عندما يتقدم أي مجلس إدارة يأتي للنادي بطلب الدعم وعلى هذا نحن في استمرار منذ إدارة الأخ جاسم العصفور وله الشكر، إذ كان يكتب عن المعامير وما تعانيه من أضرار في الصحف اليومية ويقوم بترتيب زيارات لمسئولي الدولة بخصوص هذه الموضوعات ونحن الآن في الخط والتوجه نفسه ونكتب ونقول لا تنازل عن قضية التلوث، لكن لم تطرح لنا الرقابة للبيئة ولا جهة رسمية بالمملكة أي تقرير يشير إلى أنه يدين شركة معينة أو جهة معينة بالنصيب الأوفر من التلوث مع العلم أنه لا توجد شركة أو مصنع لا يلوث المجتمع أو الأجواء، وصرحنا في معظم الصحف اليومية بالمملكة بأننا نطالب الرقابة العامة للبيئة بأن تكشف لنا الأمور بوضوح من خلال لقاء بالأهالي أو من خلال تصريح واضح في الصحف يشير إلى سبب التلوث، كما طالبنا الحكومة والجهات الرسمية في المملكة ومازلنا نطالب بإزالة المصانع للقرية فإن لها نصيباً أيضاً في التلوث ويسهل عملية رفعها عن المنطقة بالتعويضات وخصوصاً أنها لملك متنفذين وأعتقد أن بن صقر أعرف مني ببعضهم، وكذلك موضوع الحظائر والمسلخ ووعدنا منذ سنوات طوال وقبل البرلمان وحوادث التسعينات بأنه سيرفع من المنطقة لكن من دون جدوى كما صرحنا للصحف أيضاً بأنه لا مساومة على قضية تلوث القرية وأضرارها، وتوجد في القرية لجنة خدمات يا حبذا يعمل «بن صقر» لقاء بينه وبين أعضاء هذه اللجنة لتطلعه على كثير من الأمور التي للأسف لا تعرفها بعض الجهات الرسمية في المملكة، وحتى لا أكون ظالماً أشكر عضو مجلس النواب الذي يتابع هذه الموضوعات حقيقة قبل دخوله مجلس النواب بسنوات وأنا وأمثالي نيام.
رئيس نادي المعامير - رضي أمان
تكاد النفوس لهول الخبر
تطير بأحزانها والضجر
تصبب في حسرة
على فقده كانصباب المطر
وتفرغ من جوفها لوعة
ففي الجوف شب اللظى واستعر
فعمدة «طوق» خبا نجمه
توسد حين الأفول الحفر
وليس كلامي بأعجوبة
تحار العقول بها والفكر
واستشرف الهم في يقظتي
والمح حين الهجوع الكدر
وقبل المنام كأني بما
على النفس يبعث همّاً ضرر
فتوقظني في الاصيل النعاة
وصلب الفؤاد هوى وانكسر
وفي فزعة قمت من مضجعي
لتشييعه جد مني الأثر
رأيت الجنازة محمولة
وفيها طويل الزمان اختصر
فمن بعد ملءٍ يحل الفراغ
ويخفت بعد التمام القمر
فمن يدعو للميت في قريتي؟
ومن يرفع الصوت حين السحر؟
اننسى أذانا كصوت بلال؟
شجياً إلى الله يدعو البشر
ووقت الصلاة يذكرنا
فلم يبق في مسمع من وقر
فمنذُ نعومة اظفارنا
حفظناه في القلب منذ الصغر
اننسى وجودك في مسجد
وأول من للصلاة حضر
فأمسى مصلاك في وحشة
فقد غبت عنه بلمح البصر
وكم من صحيح بلا علة
عليه انتضى صارم للقدر
وكان بوصلك مستأنساً
وإذ بالمؤذن عنه هجر
اننسى «النياحة» في مأتم
باسمك مقترناً بالفكر
وافنيت عمرك في خدمة
الحسين فنعم الذي قد بدر
وقد كان في مشيه قاصداً
شريف السماع عفيف النظر
وفي النصح خطواته اذرع
وجهده في الوعظ لم يدخر
هنيئاً فهذا أمان به
ستعبر كل دروب الخطر
وتجتاز كالبرق درب الصراط
وهل خادم السبط يوماً عثر
فأفضل ما يهدى في موته
قراءة حمد وبعض السور
حسين إبراهيم طوق
العدد 1351 - الخميس 18 مايو 2006م الموافق 19 ربيع الثاني 1427هـ