العدد 3204 - الأربعاء 15 يونيو 2011م الموافق 13 رجب 1432هـ

مشروع «بنغازي الجديدة» الإسكاني يتحول إلى مدينة أشباح

تحولت مدينة «بنغازي الجديدة» التي كان يشيدها الصينيون إلى مدينة أشباح، وبدت في موقع المشروع الإسكاني الضخم مئات خلاطات الأسمنت ووسائط النقل والتفريغ والعربات متناثرة وسط العديد من البنايات الرمادية غير المكتملة.

وأقفرت ورشة البناء الضخمة التي تضم 20 ألف وحدة سكنية كان من المقرر أن تؤوي 150 ألف شخص وأضحت مدينة مهجورة يمنع دخولها بعد أن توقف العمل فيها بسبب تفجر الثورة الليبية. واستحالت هيكلاً عملاقاً فارغاً لا حياة فيه.

وكان 11 ألف صيني من الشركة الصينية العامة للهندسة والبناء (تشاينا ستايت كونستركشن انجينرينغ كوربوريشن) يعملون منذ ثلاث سنوات في هذا المشروع العظيم حين اندلع التمرد منتصف فبراير/ شباط في بنغازي التي أصبحت منذ ذلك التاريخ «عاصمة» المتمردين في شرق ليبيا. وفر كافة العمال الصينيين الذين كانوا يعملون في المشروع.

وقال نوري أحمد المكلف من قبل المجلس الانتقالي بالصيانة في الموقع المهجور «لقد رحلوا في غضون ثلاثة أيام عبر البحر حال اندلاع الثورة».

ويستقبل أحمد زواره في أحد المباني الجاهزة على حافة الطريق قبالة شارع بكين.

وبدت في الغرفة طاولة مستطيلة من الخشب وخريطة العالم وصور نماذج بنايات ورموز كتابة صينية على الحيطان، لتدل على أن المكان المهجور كان قاعة اجتماعات.

واوضح هذا المستشار القانوني السابق الذي يؤكد أنه لا يملك فكرة عن قيمة هذا المشروع الذي أقيم على 1770 هكتاراً «إن الصينيين كافة كانوا يقيمون في أرض المشروع».

وأضاف «كان من المقرر تسليم الدفعة الأولى من المنازل في الأول من سبتمبر/ أيلول 2011 (ذكرى تولي معمر القذافي السلطة في 1969)، ولكن ليس لديّ أدنى فكرة عن سعر المساكن».

والمشروع كان يمول من الدولة الليبية التي كانت تدفع للشركة الصينية وهي أكبر شركة بناء في الصين «بعدة طرق نقداً أو نفطاً».

وفي مبنى تطاير زجاجه يجسد مجسم ضخامة المشروع الذي يضم أكثر من 200 عمارة من أربعة طوابق ومدارس ومستشفيات وملاعب كرة قدم وكرة سلة وثمانية مساجد إضافة إلى مساحات خضراء تمتد على أكثر من 250 هكتاراً.

ومن فوق إحدى هذه العمارات حيث ظهرت في السطح قضبان حديد صدئة، يمكن مشاهدة المباني العديدة للمشروع القائم على ساحل البحر المتوسط.

وأصيبت بعض المباني بقذائف هاون حيث كانت «بنغازي الجديدة» مسرحاً لمواجهات بين المتمردين وقوات القذافي.

وكان 500 ليبي يعملون مع الصينيين.

وأحد هؤلاء إبراهيم المسماري كان يعمل سائق آلية. وهو أحد أفراد فريق أبقي في المشروع لضمان الأمن في الموقع ومنع اللصوص من دخوله وأيضاً تحوله إلى مرعى لخرفان الجيران.

وقال المسماري «كانت علاقاتنا جيدة مع الصينيين لكننا لم نكن نحصل على مرتبات عالية».

وهو يتلقى الآن أجره من المجلس الانتقالي مثل غالبية باقي الإجراء الذين وجدوا أنفسهم في العديد من القطاعات في بطالة فنية أو مثل موظفي الدولة الذين لم يعودوا يحصلون على مرتباتهم من طرابلس.

ومع ذلك فهو متفائل ويؤكد «حين يعود الهدوء إلى ليبيا، سيعود الصينيون. أنا واثق من ذلك»

العدد 3204 - الأربعاء 15 يونيو 2011م الموافق 13 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً